أفاد المدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونساج»، مراد زمالي، بأن انخفاض نسبة البطالة في العام الجاري إلى 9.9 بالمئة راجع إلى الديناميكية التي عرفها الاقتصاد الجزائري وخاصة في مجال خلق المؤسسات، منوها بالاستراتيجية التي وضعتها الدولة من أجل بناء اقتصاد متنوع. وأكد أن الأزمة المالية الحالية لم تؤثر على جهاز «أونساج»،  لكن هناك توجيهات لترشيد النفقات العمومية -كما قال-، وأبرز في حوار مع النصر التسهيلات التي تقدمها الوكالة للشباب لخلق مشاريعهم في القطاعات الخمسة التي توليها «أونساج» الأولوية والتي تساهم في خلق الثروة و مناصب الشغل و بناء اقتصاد متنوع .
حاوره : مراد حـمو
النصر: ما هو عدد المشاريع التي قامت الوكالة بتمويلها منذ إنشائها؟ وماهي القطاعات التي تشكل أولوية لدى «أونساج»؟
مراد زمالي : بلغ عدد  المشاريع التي قامت «أونساج» بتمويلها منذ1996 حوالي 365 ألف مؤسسة بمبلغ مالي يقدر بـ 303 ملايير دينار،  وقد أنشأت هذه المؤسسات المصغرة،  في بداية النشاط أكثر من 900 ألف منصب شغل و الوكالة  تشترط حاليا لتمويل أي مشروع أن يكون لديه جدوى اقتصادية، ف»أونساج» لا تمول إلا المشاريع التي تخلق الثروة و مناصب الشغل، وهي تقوم اليوم بتوجيه  الشباب الراغبين في خلق مشاريع إلى هذه النشاطات التي تخلق الثروة ومناصب الشغل وحسب خصوصيات المنطقة.
«أونساج» مولت حتى الآن  365 ألف مؤسسة
و يتم إعطاء الأولوية فيما يخص تمويل المشاريع  لخمسة قطاعات، هي الفلاحة، الصناعة ، الأشغال العمومية والبناء والري ، السياحة والصناعة التقليدية ، وكل ما يُعنى بتكنولوجيات الاتصال والإعلام الآلي ، فالوكالة هي التي تقوم الآن  بتوجيه الشباب إلى هذه القطاعات، فلم يعد  للشاب الخيار مئة بالمئة
النصر : كم بلغ عدد المؤسسات التي قامت «أونساج» بتمويلها العام الماضي ؟ وهل هناك تراجع في المشاريع الممولة مقارنة بالسنوات الماضية ؟
مراد زمالي : الوكالة قامت بتمويل  23 ألف و676 مؤسسة بقيمة 29.4 مليار دينار خلال العام الماضي، وقد لاحظنا تراجعا في عدد المشاريع الممولة مقارنة مع السنوات الماضية ويرجع ذلك  إلى  أن الوكالة بدأت تفرض  النوعية في المشاريع التي تمولها و تفرض على الشاب الذي يريد إنشاء مؤسسة أن يكون حاصلا على تكوين وشهادة وقد أدى هذا التوجه إلى نقصان عدد المشاريع، في المقابل ارتفعت نوعيتها  و لقد لاحظنا أن عدد أصحاب الشهادات، خاصة في التكوين المهني بدأ يرتفع سنة بعد سنة  ومثال ذلك أن  أصحاب شهادات التكوين المهني كانوا يمثلون 11 بالمئة  سنة 2011 وفي نهاية 2015 أصبحوا يمثلون 43 بالمئة وبالنسبة للجامعيين فقد كانوا يمثلون 6 بالمئة في سنة 2011 أما في سنة 2015 أصبحوا يمثلون 13 بالمئة ومع نهاية 2015 سنة  أصبح أصحاب شهادات التكوين المهني والجامعيون يمثلون 56 بالمئة وقد تجاوزت نسبتهم في السبعة أشهر الأولى من العام الجاري 65 بالمئة، فقد سمحت الترتيبات والشروط اتي وضعتها الوكالة بارتفاع عدد أصحاب الشهادات الجامعية والتكوين المهني وبالنسبة للعنصر النسوي فقد تم تسجيل 11 بالمئة من المشاريع الممولة إلى غاية نهاية 2015  ، و هذا  العدد ما زال ضعيفا لذلك وضعت «أونساج « برنامجا لتشجيع المقاولاتية النسوية لحث النساء على خلق مؤسسات، فهناك دور المقاولاتية التي تم إنشاؤها في الجامعات لتكثيف العمل في أوساط النساء  و تحسيسهن وتشجيعهن على خلق مؤسساتهم كما توجد هناك جمعيات تقوم بهذا العمل كجمعية الشبكة الجزائرية للنساء رئيسات المؤسسات «رافا» والتي أبرمت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب اتفاقية معها وبالنسبة للوكالة  فإنه ليس هناك فرق بين النساء والرجال فهناك نساء يقمن بالنشاط في قطاع الفلاحة والصناعة مثل الرجال.
قروض «أونساج» بدون فائدة منذ جويلية 2013

النصر : الإحصائيات الأخيرة تشير إلى انخفاض نسبة البطالة إلى 9.9 بالمئة ، ما هي قراءتكم لهذا الانخفاض؟
 مراد زمالي : القطاعات الخمسة التي  لديها الأولوية في منح المشاريع والتي يتم توجيه الشباب إليها  من طرف الوكالة هي التي تخلق الثروة و مناصب الشغل وتساهم في بناء اقتصاد متنوع، خاصة مع الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر والناجمة عن انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية ، فالحكومة تحاول أن تخلق اقتصادا متنوعا غير مبني على البترول، والأرقام الأخيرة الخاصة بالبطالة  تبيّن أن نسبة البطالة انخفضت بعدما كانت في 2015  تقدر بـ 11.2 بالمئة إلى 9.9 بالمئة خلال العام الحالي وهذا جد إيجابي و راجع إلى الديناميكية التي عرفها الاقتصاد الجزائري وخاصة في خلق المؤسسات، وحسب الإحصائيات التي قدمها المركز الوطني للسجل التجاري فقد تزايد ت وتيرة إنشاء الشركات بنسبة 5.4 بالمائة خلال السداسي الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من 2015  والواضح فأن انخفاض نسبة البطالة وارتفاع عدد المؤسسات التي تم انشاؤها وهذا رغم الأزمة الحالية، يدل على نجاح الاستراتيجية التي وضعتها الدولة وأن الاقتصاد الوطني يتجه ليصبح متنوعا.
خمسة قطاعات تعطيها الوكالة الأولوية في تمويل المشاريع
النصر : كيف تتعاملون مع أصحاب المشاريع الفاشلة ؟ وكم مشروعا تمّ  تمويله في قطاعي الفلاحة والصناعة ؟
مراد زمالي : لقد بلغ عدد المشاريع التي مولتها الوكالة في قطاع الفلاحة منذ إنشائها وإلى غاية جويلية الماضي، 40 ألف و764 مؤسسة. أما في قطاع الصناعة فقد تم تمويل خلال الفترة ذاتها،  23 ألف و 865 مؤسسة وقد بلغت طلبات الاستفادة من المشاريع خلال  الـ7 أشهر من العام الجاري 7187 ملفا مرت أمام اللجنة،  وتم قبول   4459 ملفا، وقد تم توجيه بعض أصحاب الملفات المتبقية من أجل إعادة دراسة المشروع، فالوكالة توافق فقط على ملفات الشباب الذين تتوفر فيهم الشروط التي وضعتها وذلك بأن يكون الشاب متحصلا على تكوين وشهادة وأيضا النشاط الذي يطلبه يدخل في إطار النشاطات التي اعطتها الوكالة الأولوية، و «اونساج « تمول لحد الآن 800 نشاط  حيث يضم قطاع  الفلاحة حوالي 40 نشاطا أما الصناعة  فيوجد بها تقريبا أكثر من 100 نشاط ، والخدمات تضم  200 نشاط وبالنسبة للمشاريع التي فشلت، فإن العدد لم يتجاوز 10 بالمئة، وهناك صندوق الكفالة الذي يعوض البنوك كلما  فشلت مؤسسة حيث أن البنك يودع ملف هذه المؤسسة التي فشلت لدى هذا الصندوق ليحصل على التعويض، فعندما يفشل المشروع فإن هذا الصندوق يعوض البنك ونقوم بحجز الآلات التي اشتراها الشاب ونبيعها في المزاد العلني ونسترجع الأموال وهذا  يخص الشاب الذي أنشأ مؤسسته وفشل وذلك ليس عيبا  لكن يوجد هناك بعض المتحايلين الذين نعتبرهم سارقين، والقانون والعدالة واضحة في هذا الأمر،  حيث نودع الملف لدى العدالة وهي تتعامل معهم. و هؤلاء هم فئة قليلة ولا يمثلون شباب» أونساج»، فيوجد هناك  90 بالمئة من شباب «أونساج» ناجحون وينشطون بصفة عادية.
الحاصلون على شهادات التكوين المهني يمثلون نسبة 43 بالمئة
النصر : ماذا بشأن الأموال التي استرجعتها الوكالة في 2015 وفي العام الجاري ؟
مراد زمالي : الوكالة حصّلت في سنة 2011 ، مليار و 155 مليون دينار وفي سنة 2015  تضاعف  الرقم 3 مرات  حيث تم استرجاع 3 ملايير و601 مليون دينار، وفي خلال السبعة أشهر الأولى من  العام الجاري استرجعنا  2 مليار و600 مليون دينار، وقد برمجنا استرجاع حوالي 5 ملايير دينار هذه السنة،  والملاحظ  أن  الرقم يرتفع سنة بعد سنة، و الوكالة لا تمنح الأموال بل تقرض الشباب، حيث أن الشاب يمضي على دفتر أعباء مع «اونساج» والبنك ويتعهد بإرجاع الأموال.  كما أن هذه الأموال مضمونة من طرف صندوق الكفالة.
نموّل المشاريع التي تخلق الثروة  و مناصب الشغل فقط
النصر : هل أثرت الأزمة الناجمة عن تهاوي أسعار النفط على جهاز «أونساج»؟
90  بالمئة من شباب «أونساج» ناجحون وينشطون بصفة عادية

مراد زمالي: الأزمة الاقتصادية الحالية تحتم علينا خلق مؤسسات جديدة، فحسب المختصين يجب أن يتم إنشاء مليون مؤسسة كبيرة وصغيرة ومتوسطة،  وقد منحت  الدولة الدعم  لمختلف الأجهزة التي تخلق المؤسسات على غرار «أونساج» و»كناك» و»أونجام»، حيث انخفضت نسبة البطالة بفضل إنشاء المؤسسات ، و لم تؤثر الأزمة المالية الحالية على جهاز «أونساج»  لكن هناك توجيهات لترشيد النفقات العمومية. وبالنسبة للتسهيلات الممنوحة للشباب من قبل الوكالة  فإننا نحاول تقليص مدة دراسة المشروع وقمنا بتخفيف الوثائق المطلوبة في الملفات ومدة دراسة هذه الملفات، بالإضافة إلى تسهيلات جبائية  وشبه جبائية وتسهيلات أخرى ، كما أن القرض الذي يأخذه الشاب في إطار «أونساج» هو بدون فائدة منذ جويلية 2013 فكل المشاريع التي تم تمويلها منذ هذا التاريخ كانت بقروض دون فوائد.

الرجوع إلى الأعلى