ولطـاش ينـكـر قـتلــه لعـلي تـونـســـي
شهود الإثبات: ولطاش قتل مدير الأمن و حاول قتل مسؤولين آخرين
أنكر شعيب ولطاش الرئيس السابق للوحدة الجوية للأمن الوطني، المتهم في اغتيال المدير العام السابق للأمن الوطني علي تونسي، كل التهم المنسوبة إليه الواردة في قرار الإحالة، وقال بأنه لم يوجه للضحية يوم الوقائع سوى طلقات نارية نحو اليد اليمنى « دفاعا عن النفس «، بعدما تهجم عليه الضحية علي تونسي بآلة حادة  تتمثل كما قال في فاتح الأظرفة، واتهم أطرافا أخرى لم يسمها بقتل علي تونسي.
مجلس قضاء الجزائر: عبد الحكيم أسابع
وأنكر ولطاش خلال استجوابه في اليوم الأول من جلسة المحاكمة، على مستوى محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر، التي جرت تحت رئاسة القاضي عمر بلخرشي، كل الوقائع المنسوبة إليه في قرار الإحالة المكون من 73 صفحة، الذي تمت تلاوته كاملا ولمدة ساعتين ونصف خلال الفترة الصباحية، وقال  «لست أنا الذي قتل علي تونسي، بل اكتفيت بتوجيه أربع طلقات نارية صوب يده لأمنعه من قتلي بعد أن هددني بذلك بواسطة مفك الرسائل...».
وأرجع المتهم سبب الخلاف بينه وبين تونسي خلال دخوله عليه في مكتبه قبيل موعد إجراء اجتماع للإطارات إلى قيام الضحية باستقباله استقبالا جافا كما قال ونعته بالخائن قبل أن يحاول التهجم عليه بآلة حادة.
وقال «لقد طلبت لقاء الضحية صبيحة يوم 25 فيفري 2010، لطلب تأجيل الاجتماع المتعلق بصفقة عصرنة المديرية العامة للأمن الوطني التي كنت  أشرف على ملفها بمبرر عدم جاهزية الملف  غير أن علي تونسي استقبلني بوجه شاحب واتهمني بمنح صفقة تجهيز مصالح المديرية العامة لصهري ووصفني بالخائن»، مضيفا لقد وصفني بالخائن فرديت عليه بالمثل ما جعله ينهض من مكانه ووجه إلي فاتح الأظرفة وقال لي سأقتلك بهذا السلاح الأبيض فدافعت عن نفسي بتوجيه أربع طلقات نحو يده اليمنى لكي أمنعه من تنفيذ تهديده «.
ففي بداية الجلسة المسائية التي خصصت لسماع تصريحات المتهم وبعض الشهود، دخل المتهم إلى قاعة المحكمة وقد بدا غير قادر على الوقوف لمواجهة هيئة المحكمة، وطلب أن يقدم إفاداته جالسا فوافق القاضي على ذلك وتوجه إليه  وسأله.
أنت هو المتهم ولطاش شعيب
نعم سيدي القاضي
كم عمرك
72 سنة
ما هو مستواك التعليمي
مهندس متخصص في الطيران
أين عملت من قبل
كنت عقيدا في الجيش الوطني الشعبي وخرجت إلى التقاعد في سنة 1999 وقد كان عمري آنذاك 54 سنة
لماذا تقاعدت في هذه السن
“ كنت واعر” في الجيش، فأخرجوني للتقاعد.
وبعد أن أشار إلى أنه سليل جيش التحرير الوطني حيث التحق كما قال بثورة التحرير عندما كان عمره 16، سنة ذكر المتهم بأنه كان في سنة 2000 على وشك الالتحاق بمجمع الخليفة للعمل كطيار، قبل أن يعرض عليه المرحوم علي تونسي الالتحاق بجهاز الأمن الوطني ليساعده في عمله بصفته كما قال رفيق الجهاد في الثورة، وهنا سأله القاضي.
هل سبق وأن تم الحكم عليك من قبل في قضية ما
لا سيدي القاضي هذه أول مرة أتورط في هذه المصيبة ولم يسبق أن تمت إدانتي بأي حكم لا من طرف القضاء العسكري أو المدني
ألم يتم الحكم عليك في قضية فساد
لقد حاكموني في قضية فساد بعد حادثة قتل المرحوم علي تونسي، لا علاقة لي بها لا من قريب ولا من بعيد، لأنهم عندما قاموا بإجراء التحقيق في تلك القضية على مدار سنة لم يتوصلوا لشيء، لقد أقحموني في قضية صهري دون وجه حق.
أنت متهم اليوم في قضية الحال بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بخصوص قتل الراحل علي تونسي، وأيضا بمحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، عندما حاولت قتل المدير الولائي الأسبق لأمن ولاية الجزائر عبد ربي عبد المؤمن، والضابط يوسف الدايم يوم اغتيال علي تونسي، كما أنك متابع في نفس الوقت بتهمة حمل السلاح بدون رخصة
وهنا نفى المتهم صحة التهمة الأخيرة وقال بأنه بصفته محافظ رئيسي للشرطة فهو معفى من الحصول على رخصة لحمل السلاح شأنه في ذلك – كما قال شأن الرتباء الآخرين في سلك الأمن وقال «يكفي أن تكون حاملا للبطاقة المهنية في سلك الشرطة لتتحصل على السلاح»، وهنا سأله القاضي.
لقد اشتريت هذا السلاح الذي استعملته في توقيع جريمتك من الولايات المتحدة وتستعمله بدون رخصة.
عندما التحقت بالشرطة لم يمنحوني سلاحا وقد قال لي الراحل علي تونسي «عندما تغادر سلك الشرطة سأمنحك رخصة لحمل هذا السلاح”.
هذا شيء جديد لم تتضمنه تصريحاتك المدونة في قرار الإحالة.
لم يريدوا أن يسجلوا إفاداتي كما هي لقد دونوا ما شاؤوا
ارو لنا لماذا قتلت الراحل علي تونسي ومع سبق الإصرار والترصد.
لماذا أقتله “لا توجد بيننا قضية نساء ولا دراهم ولا تراب، إنهم هم الذين قتلوه “.
لكنك اعترفت في كل مراحل التحقيق بأنك من قتل الراحل علي تونسي وطلبت الصفح من الشعب الجزائري.
لم أعترف بقتله هم الذين قتلوه ..... أقسم بالله أنني لم أقتله ولم أصرح بذلك
ولكنك اعترفت في كل مراحل التحقيق أمام الشرطة وأمام قاضي التحقيق بأنك القاتل، وأيضا في محضر الخبرة العقلية.
لقد اعترفت بأنني صوبت طلقات نارية نحو يده اليمنى لمنعه من قتلي.... اقسم بالله أن تلك التصريحات أمليت عليهم جميعا، إن قاضي التحقيق متواطئ وكلهم متواطئون مع القاتل الحقيقي...انهم هم الذين قتلوه ولست أنا.
في هذه الأثناء يواجه القاضي، المتهم ببعض الصور عن أماكن الإصابة وكذا بنتائج الخبرة الباليستية العلمية التي تظهر إصابة الراحل تونسي بطلقتين اثنتين من نفس عيارات مسدسه في الوجه وفي ناحية الأذن، وقال له « هذه أمور علمية ونتائج الخبرة تؤكد أنك أصبت الضحية بطلقتين قاتلتين إحداهما اخترقت مخ الراحل علي تونسي» كما أن نتائج التشريح الطبي، يضيف القاضي كلها تؤكد بأنك أنت الفاعل وبالعيارات التي خرجت من مسدسك»، وأضاف «، غير أن المتهم تمسك بأقواله وقال أنه أطلق أربع رصاصات إثنتين اصابتا الضحية في يده وأضاف « إن كل شيء مدون في محضر الاتهام موجه ضدي وكان عليهم تشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين الشرطة ومصالح دائرة الأمن والاستعلامات / الدياراس/، لماذا أجروا التحقيق بمفردهم؟»، وهنا أيضا تدخل القاضي سائلا:
لقد اعترفت وقلت أنك اقترفت خطأ، بقتل علي تونسي وأنك تطلب السماح من الشعب الجزائري.
لم اقتله بل هو الذي حاول قتلي.
وهل توجد مشاكل بينك وبين علي تونسي حتى تصل علاقتكما إلى هذا الحد المأساوي.
ليست بيني وبينه أي عداوة أو مشكلة بل هو الذي اتهمني بتقديم صفقة تجهيز مصالح الأمن الوطني بأجهزة الحاسوب في إطار مشروع العصرنة، وقد قامت لجنة تحقيق من المفتشية العامة للشرطة بالتحقيق في ذلك ولم تتوصل لشيء ضدي.
قلت أنك طلبت مقابلة الراحل قبل الاجتماع من أجل طلب تأجيل هذا اللقاء، لكن الأمر انتهى بجريمة قتل.
عندما دخلت عند المدير العام لطلب تأجيل اللقاء بمبرر عدم جاهزية التقرير الخاص بمشروع العصرنة تفاجأت به يوجه لي اتهامات ويقول لي إن اليوم يوم الحساب والعقاب فأنت ترفض تزويد مصالح أمن الجزائر العاصمة بأجهزة الحاسوب وتوصل به الأمر إلى وصفي بالخائن، فعندما قمت بالرد عليه ووصفه بالخائن والحركي  تهجم علي محاولا قتلي بآلة حل الرسائل.
لقد قتلته وكل الأدلة تثبت ذلك.
لماذا أقتله إنه “ خويا وعزيزي وحبيبي دخلت دارو وكليت ملحو وحضرت في زواج أبنائه.
ولماذا استدعيت كلا من عبد المؤمن عبد ربي ويوسف الدايم من قاعة الاجتماعات وحاولت قتلهما عندما اكتشفا اقترافك للجريمة.
لقد استدعيتهما عبر الكاتب الخاص للمرحوم لأنني ندمت ولم استسغ كيف أطلق النار عليه وأصبه بجروح في يده... لقد حاولت الانتحار في تلك اللحظة بطلقات نارية من مسدسي ولكنها لم تخرج فاستدعيتهماوواجهتهما بالسلاح كي يقتلاني وأتخلص من عذاب وتأنيب الضمير على ما قمت به تجاه صديقي...لقد ندمت ندما شديدا في تلك اللحظة على ما فعلت.
وعندما واجه ممثل النيابة العامة المتهم ببقايا العيارات النارية وبكونها من نفس عيار مسدسه نفى المتهم ذلك وأصر على أنها من عيار مختلف وأقسم بأن الرصاص المستعمل في تنفيذ جريمة القتل، لا علاقة له بمسدسه.
شهود الإثبات
ولطاش هو القاتل
 أثناء الإدلاء بشهادته أكد الكاتب الخاص لعلي تونسي، عبد العزيز دحلان بأن شعيب ولطاش هو القاتل وليس غيره، وروى كيف أصر المتهم على مقابلة الضحية لمدة خمس دقائق ، وقال انه بعد طول مدة انتظار خروج ولطاش التي فاقت 40 دقيقة إذ يتصل به هاتفيا ليذكره كالعادة بموعد الاجتماع وبكون أن كل المديرين في قاعة الاجتماع.
وروى أيضا كيف أن المتهم طلب منه دعوة عبد المؤمن عبد ربي ويوسف دايلي وقال عندما استدعيتهما كنت أول من دخل المكتب فوجدت الضحية غارقا في دمائه وصرخت لقد قتله لقد قتله، وذكر بأنه في تلك الأثناء حاول عبد ربي ودايلي السيطرة على المتهم، مشيرا إلى أنه عندما سمع الطلقتين اللتين أجهزتا على حياة علي تونسي كان يظن أنها طلقات مفرقعات المولد أو نتيجة الأشغال التي تجري في المحيط.
من جهته أكد عبد المؤمن عبد ربي في شهادته بأن ولطاش هو القاتل وروى كيف وقعت المواجهة معه وكيف حاول قتلهما هو ودايلي يوسف، مرجعا سبب محاولة المتهم قتله إلى خلاف قديم بينهما يعود إلى سنة 2005، بسبب رفضه محاولات ولطاش كما قال التدخل في مصلحته.
من جهة أخرى استمعت هيئة المحكمة لإفادات زوجة المتهم وكذا لأرملة علي تونسي وأبنائها.
 تجدر الإشارة إلى أن جلسة المحاكمة قد استهلت في الصبيحة بالمناداة على أسماء المتهم و الشهود والمحامين في قاعة مملوءة عن آخرها، قبل أن تتم قراءة قرار الإحالة.
وحسب ما جاء في قرار الإحالة فقد اعترف شعيب ولطاش بجريمة القتل و أن دوافع القتل «ليس لها علاقة بصفقة عصرنة» المديرية العامة للأمن الوطني وإنما « بسبب نعته بالخائن من طرف الضحية» وأنه « لم يكن ينوي قتل علي تونسي».
و أضاف حسب نفس المصدر  انه «دخل مكتب الضحية لطلب تأجيل الاجتماع المتعلق بصفقة عصرنة المديرية العامة للأمن الوطني ولم يكن في نيته ارتكاب جريمة القتل «غير أن الضحية استقبله بوجه شاحب متهما إياه أنه منح الصفقة لصهره واصفا إياه بالخائن» مما دفع « بالمتهم إلى إشهار سلاحه الناري في وجه المدير العام للأمن الوطني علي تونسي «.
وحسب حيثيات ذات القرار فان ولطاش بعد ارتكابه لجريمة قتل علي تونسي نادى الكاتب طالبا إياه « إحضار رئيس أمن ولاية الجزائر سابقا عبد المؤمن عبد ربي  ودالمي يوسف مدير ديوان الضحية ، وبعدها « قام ولطاش بإشهار سلاحه في وجههما حيث أصاب المدعو عبد ربه في كتفه « ووجهت له أيضا « تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.       
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى