اعتبر خير الدين زطشي ترشحه لرئاسة الفاف ضرورة حتمية أملتها الظروف التي أصبحت تعيشها المنظومة الكروية الوطنية، و أكد بأن إقدامه على هذه الخطوة جاء بنية البحث عن تجسيد برنامج عمل مستقبلي، يرمي بالدرجة الأولى إلى إعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة القارية، بحثا عن الألقاب التي تبقى في الخزائن، مع إعتماد تغيير شامل في نظام التسيير، بما في ذلك صيغة المنافسة. زطشي الذي رفض الخوض في الزوبعة التي أثيرت حول برمجة الجمعية الإنتخابية اشار إلى أنه يسعى لإعادة الإعتبار للبطولة الوطنية، و من خلالها إلى اللاعبين المحليين و مكانتهم في المنتخب، كما أكد بأن مشروعه مبني على وضع إستراتيجية جديدة لتسيير المنتخب الوطني، إضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي كشف عنها للنصر في هذا الحوار:
•  بودنا أن نعرف في البداية دوافع ترشحكم لرئاسة الفاف في اللحظات الأخيرة ؟
ليس هناك أي سبب دفعني إلى هذه الخطوة، و كل ما في الأمر أنني ارتأيت خوض هذه التجربة، في محاولة لتجسيد المشروع الذي رسمته منذ عدة سنوات، و قد تلقيت الكثير من الطلبات من زملائي في الأندية، و حتى من الأنصار، عند مرافقة فريقي في تنقلاته، لأن أكاديمية بارادو نالت الإحترام و التقدير وطنيا، بفضل ثمارها الميدانية، الأمر الذي جعل الكثيرين يطالبونني بالسعي لتعميم هذا المشروع على نطاق واسع، فكانت رئاسة الإتحادية البوابة الوحيدة التي رأيت فيها مجالا لتجسيد رغبة الأنصار، مع السعي للم شمل الكرة الجزائرية، لأن تخوفي كبير في هذا المجال، في ظل الصراعات الكثيرة التي تشهدها الساحة، و ما ينتج عنها من ضجيج إعلامي، ينعكس سلبا على سمعة الجزائر في مختلف الهيئات الكروية الدولية.
أراهن على ثورة في المديرية الفنية مع إستغلال «البحبوحة» لإنجاز مراكز التكوين
•  نفهم من كلامكم بأن سياسة التكوين تعد الركيزة الأساسية لبرنامجكم المقترح ؟
كلا،، فالوضع الراهن للكرة الجزائرية يحتم علينا القيام بثورة شاملة، لكن هناك أولويات لا بد من مراعاتها في التنفيذ، و على رأسها المنتخب الوطني، وكذا تركيبة الطاقم الفني، إضافة إلى هيكلة المديرية الفنية الوطنية، لأن الحقيقة التي وقف عليها الجميع أن المنتخب الجزائري أصبح في الفترة الأخيرة حقلا للتجارب، باستقدام مدربين أجانب ليست لديهم الكفاءة للتواجد على رأس منتخب كان قد بلغ ثمن نهائي المونديال، فضلا عن فشل كل واحد منهم في وضع بصمته على طريقة اللعب، و عليه فإننا أصبحنا مطالبين بإعادة الهوية لمنتخبنا، الذي يبقى حضوره رمزيا في جميع التظاهرات، لأن التاريخ لا يحتفظ بما يسمى “البلماريس” الناتج عن المشاركة المشرفة، بل يرسخ الألقاب التي تبقى في الخزائن، و طموحاتي الشخصية مبنية على تشكيل منتخب قادر على التتويج باللقب الإفريقي خلال 4 سنوات على أقصى تقدير، و بالتالي فك عقدة أدغال إفريقيا التي تطاردنا.
المحليون سيشكلون نواة المنتخب و التدعيم سيكون بالنوعية فقط من محترفي أوروبا
• و ماذا عن سياستكم في تسيير المنتخب و معايير إختيار الناخب الوطني الجديد؟
لا يمكنني الحديث حاليا عن مشروع الناخب الوطني الجديد، لأنني لم أظفر بعد برئاسة الفاف، كما أن القرار لن يكون انفراديا، بل بعد التشاور مع أعضاء المكتب الفيدرالي، و حتى مع المحيط، و لو أنني شخصيا أعتزم المراهنة على مدرب أجنبي يراعي معطيات الكرة الجزائرية، خاصة و أننا نميل أكثر إلى طريقة اللعب الإسبانية، بصرف النظر عن بنود العقد، لأن الناخب الوطني يجب أن يبقى في الجزائر، و يتابع كل اللاعبين الناشطين في البطولة الجزائرية، كوننا ملزمين بالتراجع عن السياسة التي كانت متبعة، و تشكيل منتخب وحيد من المحليين يكون الخطوة الأولى الواجب قطعها، لأن هذا المنتخب سيحمل راية تمثيل الجزائر في كل المنافسات، و العمل معه يكون ببرمجة تربصات دورية كل شهر، مع تدعيمه بخيرة اللاعبين الذين ينشطون في الخارج، بحسب حاجيات التشكيلة، لأننا لا يمكن ان نجلب منتخبا من المحترفين في أوروبا، حتى و لو تعلق الأمر بعناصر تبقى خارج المنافسة في أنديتها، مقابل تهميش المحليين، و عواقب هذه السياسة تدهور كبير لمستوى البطولة الوطنية، مع فقدان العناصر المحلية الثقة في النفس عند استدعائها الضروري للمنتخب.
الناخب الجديد يجب أن يمكث في الجزائر و شخصيا أميل إلى طريقة اللعب الإسبانية
•  لكن منتخبات الشبان تبقى عاجزة عن تجاوز الأدوار التصفوية في مختلف المنافسات؟
هذا الإشكال يبقى جوهر معاناة المنظومة الكروية الوطنية، لأن المديرية الفنية بحاجة إلى ثورة كبيرة، و من غير المعقول منح كامل الصلاحيات لعضو وحيد، رغم أنه لا يمتلك الخبرة التي تسمح له بشغل هذا المنصب، و بالتالي فإننا سنعمل على تجسيد برنامج استثماري استعجالي، باعتماد هيكلة جديدة للمديرية، مع إعادة النظر في قانون الاحتراف، و كذا نظام تسيير بطولات الهواة و الأصناف الشبانية، و ذلك بإستغلال “البحبوحة” المالية التي تعيشها الفاف، و توجيه هذا الأموال لإنجاز 4 مراكز تكوين موزعة عبر التراب الوطني، لأن الاتحادية تتواجد في وضعية مالية مريحة، بوجود ما يعادل 120 مليار سنتيم في الحساب البنكي الخاص بالعملة الصعبة، و كذا قرابة 250 مليار سنتيم في حساب العملة الوطنية، فضلا عن الإستثمار في إطار القرض السندي، بقيمة 450 مليار سنتيم، و عليه فإننا لا بد أن نبني منتخبات شبانية تتعود على اللعب في إفريقيا و التأقلم مع أجوائها، حتى يتسنى لنا إستغلال التجربة المكتسبة عند تدعيم المنتخب الأول بعناصر متمرسة في أدغال القارة.
حاوره : صالح فرطـــاس   

الرجوع إلى الأعلى