المغرب يجني 12 مليار دولار سنويا من المخدرات و يواصل إغراق دول الجوار بها
يتحدث والي ولاية السمارة وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو السيد عبدة الشيخ في هذا الحوار الذي خص به النصر بمقر ولاية السمارة عن الأسباب الرئيسية لغزو المغرب للصحراء الغربية واستغلاله لثرواتها الباطنية خاصة الفوسفات والثروة السمكية التي تكتنزها المنطقة، وكيف ساعدته في ذلك القوى الاستعمارية الكبرى خاصة فرنسا،
كما يتحدث عن استخدام المغرب لسلاح المخدرات لضرب استقرار شعوب دول الجوار خاصة الجزائر، الصحراء الغربية، موريتانيا، مالي والنيجر، وكيف ربط  المغرب علاقات متينة مع عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب بالمنطقة وغيرها من الأمور الأخرى التي تطرق لها في هذا الحوار.
النصر: المعروف بأن الصحراء الغربية تزخر بالعديد من الثـروات الطبيعية والباطنية التي كانت محل أطماع المغرب التي يستنزفها، هل يمكن أن تحدثنا عن أهم هذه الثروات؟
الوالي عبدة الشيخ: فيما يخص الثروات الباطنية هي من الأسباب الرئيسية لغزو الصحراء الغربية من طرف المغرب، وفي الحقيقة ذلك وقع بدعم من القوى الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها فرنسا، كما أن هذه الثروات الباطنية كثيرة، وتتمثل في البترول والغاز، الحديد، النحاس، والكثير من المعادن الثمينة، كما يتواجد ذهب مكشوف اضطر الجيش الصحراوي في الأشهر الماضية من وضع الحراسة عليه، وفي نفس الوقت تتوفر الصحراء الغربية على أكبر احتياطات العالم من الفوسفات، كما أنها تتوفر على أجمل وأحسن وأغنى الشواطئ في العالم بالثروة السمكية إلى جانب موريتانيا، والاستغلال الكبير الموجود حاليا من طرف المغرب يتمثل في الثروة السمكية والفوسفات، بحيث ما يبيعه المغرب من الفوسفات لا يمثل سوى نسبة 25بالمائة مقارنة مما يستغله ويبيعه من الصحراء الغربية، وبذلك فالمغرب ينهب ثروات كبيرة بشكل رهيب من فوسفات وثروات سمكية، إلى جانب ثروات فلاحية مختلفة في المناطق الجنوبية.
وفيما يخص الفوسفات والثروة السمكية مثلا ينهبها المغرب مباشرة عن طريق شركات خاصة، كما أبرم اتفاقيات عديدة مع الإتحاد الأوروبي حول صيد الأسماك بالمياه الإقليمية للصحراء الغربية، وفي نفس الوقت يؤجر مياه الصحراء بما يفوق 600 مليون أورو في السنة لبواخر من الإتحاد الأوروبي، لكن هذا كله ألغته المحكمة العليا الأوروبية، قبل أن تتقدم بعض الدول بطعن في القرار وعلى رأسها فرنسا، اسبانيا والبرتغال، وذلك من أجل نهب هذه الثروات، في حين أن المحكمة العليا الأوروبية بعد النظر في الطعن لم تؤيد الحكم فقط، بل أضافت إلى ذلك بندا آخر وهو أن كل الاتفاقيات بين المغرب والاتحاد الأوربي عادية، لكن لا يمكن أن تشمل الصحراء الغربية لأنها ليست أراض مغربية، وهذا القرار يعتبر خطيرا جدا بالنسبة للمغرب ولأصحابه من الدول الأوربية، بحيث نزعت منهم هذه الثروة، ويمكن متابعتهم على اتفاقيات تمتد إلى 35سنة كون استغلال هذه الثروات يعد سرقة، وبالتالي من حق الشعب الصحراوي أن يسترجع ثرواته وخيراته وله الحق الكامل في سيادته واستقلاله وحريته. كما أن هذا الشعب له ممثله الشرعي والوحيد في العالم كله وهي جبهة البوليساريو، وفي نفس السياق، فإن هذه القرارات التي أصدرتها المحكمة العليا الأوروبية هامة جدا سياسيا وقانونيا. وأصبح بذلك المغرب وبعض دول الاتحاد الأوروبي في ورطة، بعد أن ألغت كل الاتفاقيات المبرمة وأكد بذلك الاتحاد الأوروبي بأنه يحترم القانون، وفي نفس السياق، عقد هناك مؤخرا في مراكش مؤتمر دولي حول الطاقة المتجددة، وتم على هامشه إبرام اتفاقيات كبيرة لاستغلال الطاقات المتجددة في الصحراء الغربية وتصديرها لأوروبا، لكن المسؤول عن هذا الملف ألغى هذه الاتفاقية، وبالتالي الثروات الصحراوية ثروات  هامة وكبيرة جدا، كانت بذلك أحد أهم الأسباب لغزو الصحراء الغربية ومن وراء الغزو قوة استعمارية وعلى رأسها فرنسا، وبالتالي كان المغرب يريد جر مستثمرين من دول عربية وغربية من أجل توريطهم لأنه عندما تكون لهم مصالح ميدانية يدافعون عنها بالقوة، إلا أن قرار المحكمة العليا للإتحاد الأوروبي ألغى كل الاتفاقيات، ويعد ذلك مكسبا هاما للشعب الصحراوي.
النصر: في الأيام الماضية كان فيه حديث عن انسحاب المغرب من منطقة الكاركارات، هل من توضيحات حول هذا الانسحاب وعواقبه؟
الوالي: هذا الانسحاب من طرف المغرب وعودته مجرد مناورة فقط من طرف المحتل، بحيث بهذا المكان توجد منطقة عازلة بين الجيش الصحراوي والمغربي، لكن المغرب لم يحترم وقف إطلاق النار في خطوة همجية، لكنه تراجع بعد أن وقف له جنود  جيش التحرير بالمرصاد، وبقيت ما بين الجيشين مسافة 120 مترا فقط ، ولو تقدم أكثر سيفتح جنودنا النار عليه، ولم يحترم بذلك قرارات مجلس الأمن و طرد  فرقة المينورسو، وأصبحت  له مشاكل مع الأمم المتحدة، ولم يعد يعترف بشيء، وخروج المغرب من منطقة الكاركارات ما هو  إلا مراوغة لإيهام الناس بأن هذه الأرض أرضه، ويريد أن يضرب الاتفاقيات الدولية عرض الحائط، وبذلك انسحابه وعودته لا يعني شيئا، وما هو إلا مجرد مناورة، ولم يعد هذا البلد المحتل ملتزما بوقف إطلاق النار، ويمكن أن نعود معه إلى الحرب، ولا نقبل بهذه التجاوزات لأن هذه الأرض أرضنا، والأمم المتحدة شريك في وقف إطلاق النار ووضع المنطقة العازلة ما بين المغرب وجبهة البوليساريو، كما أن الأمم المتحدة مسؤولة لكنها لم تحذره، لكن نحن حذرناه لأن هذه الأرض أرضنا، كما أن المغرب حاليا عضو في الإتحاد الإفريقي وهو الدولة 55، ووقع بذلك على ميثاق الإتحاد الإفريقي، كما وقع على الحدود الموروثة عن الاستقلال، إلى جانب التزامه بعدم الاعتداء على بلد آخر، وبعد توقيعه على كل ذلك، ماذا يريد؟ وإذا كان صادقا فعلا وجادا عليه الاعتراف بالحدود الدولية التي وقع عليها، أما إذا كان يتنقل من منطقة صحراوية إلى أخرى فإن توقيعه على هذه  الاتفاقيات لا يعني شيئا، وبالتالي لا يزال بلدا محتلا .
النصر: ألا يعد انضمام المغرب للإتحاد الإفريقي اعترافا ضمنيا بدولة الجمهورية العربية الصحراوية؟
الوالي: المغرب عاد للإتحاد الأفريقي مرغما وليس حبا في الأفارقة ولا من أجل تنمية القارة الإفريقية، بحيث أن الإتحاد الأفريقي أصبح ينظر إلى موقف المغرب على أنه خطير وبالمقابل أصبحت مواقف الإتحاد صارمة ضد احتلال المغرب للصحراء الغربية، كما أصبح له ممثل هو رئيس دولة سابق يتابع الملف ويدافع عن القضية في الأمم المتحدة وأوروبا والعالم، وهذا ما يهدد  المغرب، وفي نفس الوقت أصبح هذا المحتل في قطيعة مع الأمم المتحدة، وأمام كل هذا إلى أين سيذهب؟ ولهذا لم يجد سوى العودة للإتحاد الإفريقي وأصبح الدولة العضو رقم 55، كما أصبح ملك المغرب يجلس في نفس القاعة وتحت نفس السقف مع الرئيس الصحراوي، و في هذا الإطار نتساءل عمّا إذا كان المغرب جاد ا فعلا ويريد السلام، وهذا ما نتمناه، لكن في الحقيقة نعرف نواياه، ويناور كثيرا، لكن سيدفع الثمن غاليا لأنه اعترف من الناحية القانونية والسياسية بالدولة الصحراوية، ولهذا سنواجه مناورته من داخل القارة الإفريقية ونثبت لهم بأن هذا البلد لا يريد السلام.
النصر: يستعمل المغرب  سلاح المخدرات ويغرق الدول المجاورة بهذه السموم، كيف تنظر لتأثير هذا السلاح على دول الجوار والقضية الصحراوية؟
الوالي: يعتبر المغرب أول منتج للقنب الهندي والمصدر له في العالم، وبذلك فهو لا يهدد بهذه السموم دول الجوار فقط بل يهدد أوروبا والعالم كله لأنه يعتبر أكبر مصدر في العالم، بحيث يجني منها سنويا 12مليار دولار سنويا، و تستفيد منها الطبقة الحاكمة والأجهزة الأمنية، ولا يوجد شك بأن المغرب يريد بسلاح المخدرات تخريب شعوب المنطقة، ودول الجوار كالجزائر، الصحراء الغربية، موريتانيا، كما تمرّ المخدرات من المغرب نحو مالي والنيجر، ويربط هذا البلد علاقات متينة مع الجريمة المنظمة والعصابات الكبيرة بالمنطقة، والإجرام والإرهاب في المنطقة كله له علاقة بالمغرب إما بشراء هذه السموم، أو أن المغرب يؤمن الطريق لهذه العصابات، وبذلك هناك استفادة متبادلة.
النصر: تشهد القضية الصحراوية هبة تضامنية كبيرة من طرف متضامنين أجانب من أوروبا وأمريكا اللاتينية، كيف ساعدت هذه المجموعات التضامنية في توفير الدعم لهذه القضية؟
الوالي: على كل حال هذه المجموعات التضامنية للسلام والحرية والمدافعة عن حقوق الإنسان تزورنا منذ سنوات طويلة لدعم القضية الصحراوية ومواجهة الاحتلال المغربي وجرائمه المتعددة الأشكال وتقسيمه للشعب الصحراوي، و وضعه تحت  جدار محاصر ويمنع دخول الصحافة وبعثات حقوق الإنسان ، كما أن مناطقنا المحتلة تواجه الإرهاب والتعذيب، وكل التصرفات المحرمة دوليا، إلى جانب ذلك يمنع التجمع السلمي، وبذلك فإن هذه الهبة التضامنية ما فتئت تزداد مع شعبنا حتى لا يبقى العالم متفرجا على هذه القضية الواضحة والعادلة التي يجب أن يكون لها حل ويحقق الشعب الصحراوي الحرية والاستقلال، و تطبق قرارات الأمم المتحدة الواضحة في هذا الشأن، وبهذا فإن هبة التضامن تتوسع باستمرار، من لجان حقوق الإنسان على المستوى الدولي، ولجان الصداقة عبر أغلب الدول في أوروبا وأمريكا. كما أن لجان حقوق الإنسان والصداقة أصبحت تشكل ضغطا كبيرا على  المغرب وممارساته التي لم يعد أحد يقبلها .
النصر: كلمة أخير للشعب الجزائري
الوالي: الشعب الجزائري ليس شعبا صديقا فقط، بل هو شعب شقيق نتقاسم معه المصير الواحد في المنطقة، وبالتالي وقوف الشعب الجزائري إلى جانب الشعب الصحراوي أمر طبيعي لأنهما يتقاسمان اللغة والدين والمصلحة المشتركة والجوار. كما أن الشعب الجزائري دعم كل الشعوب في العالم التي كانت تبحث عن حريتها، وتعد الجزائر من أولى الداعمين للفيتنام في آسيا، أما في إفريقيا فكل حركات التحرر لقيت الدعم من الجزائر وتدربت في هذا البلد، والشعب الجزائري ما فرط أو قصر مع الشعب الصحراوي والجزائر هي التي احتضنته ودعمته، وبالنسبة للشعب الصحراوي، فإنه لن ينسى عبر التاريخ هذا الدعم الذي يبقى دينا  كبيرا عليه، والجزائر حقيقة مكة الثوار لا تقبل الحقرة و الإهانة، ونقدم في الأخير كل التقدير والعرفان للحكومة والشعب الجزائريين و كذا المجتمع المدني على كل هذا الدعم.

حاوره: نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى