الجـزائــر بحــاجـــة إلـى إنشـــاء مجلــس أعلـــى لكـبــــار العلـمـــاء فـي مختلـــف التخــصصـــات
دعا أمس، الدكتور فريد بن يحيى، الخبير في الاقتصاد والعلاقات الدولية والدبلوماسية، المختص في التكنولوجيات المتطورة والمتقدمة، إلى استحداث وزارة للعلوم والتكنولوجيات المتقدمة، ومجلس أعلى لكبار علماء الجزائر في مختلف المجالات، نظرا لأهمية هذا المسعى في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة، وامتلاك قوة تكنولوجية.وشدد بن يحيى على ضرورة الاهتمام بتكوين أرضية صلبة لتكوين الكفاءات العليا من خلال إنشاء أقطاب امتياز في مختلف مراحل التعليم من أجل التكفل بالنوابغ منذ سن الروضة إلى غاية المرحلة الجامعية، داعيا إلى مرافقة هذا المجهود باستحداث وزارة للعلوم والتكنولوجيات، ينصب اهتمامها بتخريج الكفاءات في مختلف التخصصات المعرفية النافعة لتقدم البلاد ‹› بعيدا عن الوظيفة الحالية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الغارقة في حل مشاكل الإطعام والنقل ومختلف المشاكل الاجتماعية للطلبة في الوقت الذي كان من المفروض أن ينصب عمل وزارة التعليم العالي على البحث العلمي››.
كما دعا ذات الخبير إلى ضرورة إنشاء معهد جزائري للعلوم والتكنولوجيات المتقدمة، يهتم بمجال الفيزياء النووية وأبحاث النظائر المشعة، والإلكترونيات، والرياضيات التطبيقية، والكيمياء العضوية، والفيزياء الحيوية، والأحياء الدقيقة و الإلكترونيك و الروبوتيك والاقتصاد والمالية وحتى العلوم الفلسفية، الأبحاث الصناعية الكبرى من أجل تكوين النخب والكفاءات العلمية والعلماء والخبراء في هذه المجالات، الضرورية لتطوير البلاد.
وخلال استضافته في منتدى يومية الشعب أكد ذات الخبير في ذات السياق على ضرورة التوجه نحو إنشاء مجلس علمي أعلى  لكبار العلماء في مختلف مجالات العلوم التكنولوجية والمعرفية، مقترحا أن تكون الوصاية على هذه الهيئة مشتركة بين رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع الوطني مبرزا بأن عمل هذه الهيئة يجب أن ينصب على إجراء الدراسات العلمية و الاستشرافية و الجيو سياسية و الجيو استراتيجية التي تخدم مصالح الدولة و تدافع عنها.
من جهة أخرى أكد المتحدث على ضرورة استدراك التأخر الحالي للبلاد في مجال التكنولوجيات المتقدمة والتوجه نحو استغلال الطاقات البشرية المعتبرة والإمكانات المالية التي تتوفر عليها الدولة من أجل إنشاء مخابر في مجال ‹› النانو تكنولوجي ‹› باعتباره يمثل الجيل الخامس للتكنولوجيات المتطورة والمتقدمة التي مكنت كما قال من بلوغ العلم علم الخيال، وقال ‹› لقد حان الوقت لإنشاء مخابر من أجل امتلاك ‹› النانو تكنولوجي ‹› وهي التكنولوجيا التي تهتم بتصميم أجهزة ومعدات دقيقة جدا و متناهية في الصغر لعدد من الاستخدامات، (النانومتر يساوي واحد مليار من المتر ويساوي عشر مرات قطر ذرة الهيدروجين).
وأشار في هذا السياق إلى أن الأمر يتطلب تجهيز مخابر وتكوين الكفاءات الموجودة حاليا وربط علاقات مع ‘’الدياسبورا’’ الجزائرية في الخارج إلى جانب ربط علاقات مع كبار العلماء الأجانب سيما من آسيا ( الصين والهند و كوريا )، من أجل الوصول إلى تكوين مجموعات وحاضنات بحث جزائرية في نفس مستوى الكفاءات التي مكنت من تعميم استعمال النانو تكنولوجي في مختلف الصناعات وفي مختلف مناحي الحياة.
وحذر الدكتور فريد بن يحيى من أن الكثير من المنتوجات التي نستوردها من أدوية ومستحضرات تجميل وغيرها من المواد مصنوعة بواسطة ‘’النانو تكنولوجيا ‘’ مضيفا ‘’ إن عدم امتلاكنا لمخبر وطني للجودة على الأقل – يعمل بهذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة، قد يعرض مواطنينا يوما إلى أضرار من مجرد تناول أدوية أو وضع طلاء على الأظافر، وأعطى مثالا بأن الطب حقق قفزة عملاقة، إذ أنه – يضيف ‘’ فعن طريق النانو تكنولوجي يمكن مواجهة الفيروسات وعلاج الأمراض المستعصية مثل السرطان وإجراء عمليات كبرى من دون جراحة عن طريق إدخال جهاز نانو صغير داخل عروق الإنسان لتوسيع شرايين أو إصلاح مشاكل صحية’’.كما مكنت تقنية النانو تحقيق قفزة هائلة في جميع فروع العلوم والهندسة، من بينها في المجالات الدفاعية وغيرها.
ع أسابع

الرجوع إلى الأعلى