الــجزائر تتــحرك دبلوماسيــا في دول الســـاحـل لـمنـع تدويــل أزمـاتهــا
 أنهى وزير الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، جولة قادته إلى منطقة الساحل، حاملا رسائل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى نظرائه في المنطقة، والتقى خلالها برؤساء موريتانيا، مالي، النيجر وتشاد، واستعرض مساهل خلال اللقاءات التي جمعته مع المسؤولين، سبل تقوية التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وضرورة دعم جهود تسوية الأزمة الليبية التي تلقي بظلالها على دول المنطقة، إضافة إلى التعاون في مكافحة الهجرة السرية وتنمية المناطق الحدودية، حيث تم الإعلان عن فتح معبر بري بين الجزائر ونواقشوط  
حل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، بنيامي آخر محطة لجولته في عواصم بعض بلدان الساحل حسبما أفاده به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضح ذات المصدر أن وزير الشؤون الخارجية عبد  القادر مساهل «الذي كان قادما من أديس أبابا حل بنيامي في آخر محطة لجولته في عواصم بعض دول الساحل. و كان في استقبال السيد مساهل وزير العدل ووزير الشؤون الخارجية بالنيابة لجمهورية النيجري مارو أمادو. وأضاف البيان أن مساهل «يحمل رسالة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى رئيس النيجر محامدو ايسوفو «. 
وكانت النيجر آخر محطة في جولة وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، إلى أربعة بلدان من الساحل الإفريقي، التي بدأها بدولة موريتانيا، وشملت كذالك تشاد ومالي، وتم خلال تلك الجولة التطرق للوضع الأمني في منطقة الساحل وتهديدات المجموعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، إلى جانب القضايا الاقتصادية والتجارية المتنوعة المشتركة مع هذه الدول. وقد تم الإعلان خلال الجولة عن فتح معبري بري مع موريتانيا قريبا.
وترجع الجزائر تعقيدات الوضع الأمني في مالي إلى الوضع السائد في ليبيا وتهديدات بوكو حرام في النيجر. وقد جدّد وزير الخارجية عبد القادر مساهل، عزم الجزائر على الاستمرار في التعاون والتنسيق مع دولة مالي، ذلك “من أجل مرافقتها في جهودها الرامية إلى الخروج من أزمتها في أسرع وقت”.
وأكّد مساهل الذي شارك في فعّاليات المؤتمر الإقليمي حول الأمن في منطقة الساحل وغرب إفريقيا الجاري في العاصمة الماليّة أنّ حضوره في هذا المؤتمر “دليل على وقوف الجزائر مع الشعب الماليّ الشقيق والبلدان الأخرى المنتمية إلى المنطقة و إرادتها في الإسهام من أجل مكافحة فعّالة ضدّ الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، من أجل إزالة هذه الآفات في أقرب الآجال، باعتبارها عائقا أمام العودة الكاملة والنهائية للسلم والأمن والاستقرار وتطوير علاقات الجوار”. كما أشار مساهل إلى أنّ جهود الجزائر والمجتمع الدولي في مرافقة مالي في مساعيها قد حققت نتائج مرضية تدعو إلى التفاؤل. وعرض مساهل بهذه المناسبة التجربة الجزائرية في محاربة التطرّف والإرهاب، مشيرا إلى أنّ “النتائج الإيجابية جدّا” التي حققتها الجزائر تعتبر “محطّ اهتمام العديد من البلدان التي نتعاون معها بشكل مكثّف، وتجعل من الجزائر أحد أكثر البلدان تمتعا بالسلم حسب معهد غالوب الذي أشار إلى ذلك في تقريره الصادر شهر أغسطس المنصرم”. كما التقى مساهل، الرئيس التشادي، “إدريس ديبي”، و تحادثا عن الوضع الليبي وتأثره باستمرار الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، وتأثيرات ذلك على التنمية بالمنطقة.وركز الرئيس التشادي خلال لقائه مساهل على الوضع في المنطقة، وبشكل خاص على التهديدات والتحديات التي تشهدها، خاصة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.كما شدد على أهمية مواصلة دول المنطقة التنسيق والتشاور على أعلى مستوى، من أجل مواجهة هذه التحديات، ووضع حدٍّ للتهديدات التي لا تزال تعيق جهود التنمية في دول المنطقة.
من جانبه، قال مساهل إن الرسالة التي نقلها إلى “ديبي” تتعلق بالأوضاع في المنطقة، وإنها أكدت أن الوضع الصعب الذي تشهده المنطقة بفعل الإرهاب وعلاقاته الخطيرة مع الجريمة المنظمة، يستدعي تشاورا عميقًا بين البلدين حول مسائل الأمن الإقليمي.                              ع سمير

الرجوع إلى الأعلى