كثف جيش الاحتلال الصهيوني خلال اليومين الأخيرين من قصف الأحياء السكنية في المنطقة الوسطى بغزة خاصة مخيم النصيرات، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين، كما استهدف الاحتلال مساء أول أمس مجموعة من الصحفيين أثناء تأدية مهامهم مما أدى إلى إصابة عدد منهم، أحدهم أصيب بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقه.
ويندرج هذا القصف المكثف للأحياء السكنية في المنطقة الوسطى بغزة المكتظة بالنازحين ضمن حلقة جديدة من حرب الإبادة الجديدة التي ينفذها الكيان الصهيوني منذ أكثر من نصف عام في ظل تواطؤ أمريكي وغربي وصمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم التي أدت إلى ما يزيد عن 40 ألف شهيد ومفقود وما يقارب 80 ألف جريج، ناهيك عن الدمار الواسع الذي طال المباني والبنية التحتية.
ووصفت حركة حماس القصف المكثف الذي يطال المنطقة الوسطى بغزة مع أيام عيد الفطر المبارك بالعملية الفاشية التي تعبر عن التجاهل الصهيوني لكافة القرارات والمطالبات الدولية والقضائية بوقف حرب الإبادة الإجرامية على قطاع غزة، والذي يتم حسب بيان الحركة بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية المستمرة في إمداد جيش الاحتلال الصهيوني المجرم بكافة وسائل الدعم العسكري والسياسي والحماية من الملاحقة القضائية الدولية، ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى حمل العدو الصهيوني على وقف عدوانه الفاشي على الشعب الفلسطيني، والهادف إلى تدمير البنى التحتية وكل صور الحياة المدنية، وتنفيذ أبشع المجازر بحق المدنيين العزل، بعد أن عجز عن تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض أو تنفيذ أي من أجنداته الإجرامية بتهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو دفعه إلى الرضوخ أمام العدوان، وذلك بفضل الصمود وثبات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حسب ما جاء في بيان الحركة.
وفي السياق ذاته اعتبرت حركة حماس القصف الإجرامي الذي تعرض له مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم للهجوم الصهيوني الهمجي على مخيم النصيرات استمرار للسياسة الصهيونية الفاشية باستهداف الصحفيين لإّرهابهم، وثنيهم عن أداء رسالتهم، ومنعهم من نقل حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال النازية من جرائم بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وطالبت الحركة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والهيئات الصحفية الدولية بإدانة السلوك الصهيوني الإجرامي ضد الصحفيين، والعمل على محاسبة كيان الاحتلال على جرائم الاستهداف المتكرر والمتعمد لهم، كما دعت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الدولية إلى الضغط والعمل على الدخول إلى قطاع غزة وبث رسالتهم الإنسانية، ونقل صورة ما يحدث في القطاع من حرب إبادة وحشية إلى العالم. وفي الإطار ذاته أشار أمس الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي إلى أن الاحتلال الصهيوني صعد من حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في أيام عيد الفطر، حيث ارتقى مئات الشهداء في قصف السيارات المدنية والبيوت المأهولة بالسكان والتجمعات والأسواق المكتظة، متجاهلا المشاعر الدينية للمسلمين ومنتهكا لقدسية أعيادهم، مضيفا بأن الاحتلال لم يراع حرمة شهر رمضان المبارك ولا لطقوس عيد الفطر، بل ضاعف من استهداف المدنيين وارتكاب مزيد من المجازر، وهو ما يمثل حسبه تمردا على كل الأعراف والقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية. وفي سياق جرائم الكيان الصهيوني البشعة بقطاع غزة وثق المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان مشاهد مروعة لمجازر ارتكبت بمجمع الشفاء الطبي، وكشف المرصد عن العثور على أعضاء مقطعة لجثامين شهداء على جانب الطريق وجثامين ملقية في حفر كبيرة حفرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في ساحة المجمع الطبي، وقدر نفس المصدر عدد الشهداء في مجمع الشفاء جراء المذبحة التي ارتكبها الاحتلال طيلة 14 يوما بأكثر من 1500 شهيد، نصفهم من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن مستشفى الشفاء شهد أحد أكبر المذابح في التاريخ الفلسطيني. من جهة أخرى أفاد فريق من الأمم المتحدة دخل مدينة خانيونس بعد انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني منها بحدوث دمار واسع النطاق في المدينة، وأشار أعضاء الفريق إلى أن الأضرار لحقت بكل مبنى زاروه ومعظم المباني التي تمكنوا من رؤيتها، كما تحولت الطرق المعبدة إلى مسارات ترابية، ولفت فريق الأمم المتحدث في تقرير نشر عقب زيارة خانيونس إلى أن الشوارع والأماكن العامة في خانيونس تمتلئ بالذخائر غير المنفجرة، مما يشكل مخاطر شديدة على المدنيين، وخاصة الأطفال، وعثر الفريق حسب نفس التقرير على قنابل لم تنفجر تزن 1000 رطل ملقاة على التقاطعات الرئيسية وداخل المدارس، كما أشار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين « دومينيك ألين» أن حجم الدمار في غزة لا يمكن تصوره بعد زيارته لخانيونس ضمن فريق الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه مع إخلاء أجنحة الولادة من المرضى واحتراق وتدمير الإمدادات الصحية المنقذة للحياة خصوصا للأمهات والحوامل، لم يعد للنساء الحوامل مكان يلجأن إليه للولادة بأمان. وفي الإطار ذاته قال مسؤول أممي في فلسطين أمس أنه لا يوجد تحسن في دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة رغم الالتزامات التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الوضع في الشمال خطير بشكل خاص، كما تعرضت قافلة تابعة لليونيسف لإطلاق رصاص حي أثناء توجهها إلى شمال غزة، وأصيبت المتحدثة باسم اليونيسف بالرصاص، وتحدثت الضحية في تصريح صحفي أن إطلاق النار بدا قادما من جهة نقطة التفتيش التابعة لجيش الاحتلال باتجاه المدنيين.
وعلى صعيد تطورات الوضع في القطاع كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 5 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و95 إصابة، كما ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي إلى 33686 شهيد و76309 إصابة.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى