لا تزال مياه المتوسط تعج بسفن المهاجريين غير الشرعيين رغم ما يخلفه ذلك من كوارث إنسانية، حيث تم منذ أمس السبت و حتى صباح اليوم الأحد إنقاذ نحو 3700 مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الليبية ، فيما تبقى عمليات الإنقاذ مستمرة ، يأتي هذا بعد المساعي و  الاجراءات المتخدة من طرف قادة الاتحاد الأوروبي في القمة الاستثنائية التي عقدت في بروكسل بتعزيز الإنتشار الأوروبي في المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية عقب الكارثة البشرية التي وقعت قبالة السواحل الليبية و راح ضحيتها نحو 800 شخص في 21 من الشهر الفارط.

 و قد أعلن جهاز خفر السواحل الإيطالية بحسب ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية عن تنسيق عملية إغاثة نحو 3700 مهاجر غير شرعي في البحر المتوسط ، إذ تعد هذه الحصيلة الأكبر خلال السنوات الأخيرة، حيث شاركت فيها أربع  سفن من خفر السواحل الإيطالية و سفينتان من البحرية الإيطالية و سفينتا شحن و زورقان من شرطة الجمارك الإيطالية و كذا سفينتان قاطرتان، بالإضافة إلى  سفينة دورية فرنسية أرسلت الأسبوع الماضي لدعم الجهاز الأوروبي الذي يعمل على التصدي للمهاجرين غير الشرعيين وفق ما تم الاتفاق عليه في قمة بروكسل ، و ينتظر تسليم المهاجرين الموقوفين إلى السلطات الإيطالية.

يأتي هذا عقب اتفاق قادة الإتحاد الّأوروبي في قمة بروكسل على تعزيز الانتشار الأوروبي في البحر من خلال زيادة ثلاث مرات عمليات تريتون التي حددت بثلاث ملايين أورو ، للعلم فإن هذه العملية تديرها الوكالة الأوروبية فرونتكس المكلفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن، الذي يضم 22 من دول الإتحاد الأوروبي ال28  الى جانب سويسرا و ايسلندا و النرويج و ليشتنشتاين .

من جهتها ألقت قوات حماية مدينة الجفرة الليبية التابعة للمنطقة العسكرية أمس السبت القبض على 600 مهاجر غير شرعي من الجنسيات الإريترية السودانية و الإثيوبية و الصومالية، حيث أوضحت بأنه تم القبض في الآونة الأخيرة على أكثر من ألف مهاجر غير شرعي في الجفرة معظمهم يحمل أمراضا معدية .

كما أوقفت قوات خفر السواحل التركية التابعة لقيادة منطقة البحر المتوسط 171 مهاجر غير شرعي في محافظة ميريسين بجنوب تركيا كانوا بصدد التوجه إلى أوروبا ، و ذلك عقب اتصال أحد المهاجرين بهم يحمل الجنسية السورية طالبا النجدة .

في المقابل أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون عن قلقه البالغ إزاء ظروف الذين يلجأون للمجازفة بأرواحهم لعبور البحر باتجاه أوروبا ، مشددا على ضرورة إنقاذ أرواح المهاجرين التي تشكل الأولوية في الاستجابة للأزمة في المتوسط، كما طالبت الدول العربية المشاركة في الاجتماع التشاوري الإقليمي الأول حول الهجرة الذي احتضنته الجامعة العربية يومي 27 و 28 أفريل الماضي من المجتمع الدولي و خصوصا الاتحاد الأوروبي محاولة إيجاد حل شامل لمشكلة الهجرة غير الشرعية و ذلك بفتح باب الهجرة الشرعية و إتباع سياسة تنموية تعالج الأسباب الجدرية لهذه الظاهرة.

للإشارة فإن القمة الاستثنائية التي عقدها قادة الدول الإتحاد الأوروبي في بروكسل لبحث أزمة الهجرة غير الشرعية ، أسفرت عن الاتفاق على استصدار تفويض دولي يسمح لهم بالتدخل عسكريا لتحديد و ضبط و تدمير السفن المستخدمة في تهريب المهاجرين من ليبيا ، حيث تعهدت بريطانيا و فرنسا على تقديم مشروع هذا القرار لمجلس الأمن ، و كذا الاتفاق على مضاعفة الموارد المخصصة لإنقاذ المهاجرين ، فيما لم يتم الاتفاق على استضافة المهاجرين غير الشرعيين، بالمقابل أعلن الرئيس الفرنسي هولاند بأن بلده سيستضيف  ما بين 500 إلى 700 لاجئ سوري،بينما كان رئيس المفوضية الأوروبية يدفع باتجاه أن يشمل البرنامج استضافة 10 آلاف لاجئ على الأقل.

أسماء بوقرن 

الرجوع إلى الأعلى