لا نملك شهادة اعتراف باستشهاد جدي و لم نطالب بها يوما
كشف الأستاذ أسامة حوحو، حفيد الكاتب المسرحي أحمد رضا حوحو، بأن عائلته لم تستخرج أبدا شهادة اعتراف لجده الشهيد ، و الأمر سيان بالنسبة لوالده الذي لا يملك شهادة مجاهد رغم قيامه بعمليات فدائية، كما حكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا مع الأعمال الشاقة إبان الاستعمار.
و أوضح المتحدث، في تصريح للصحافة على هامش ندوة حول الكاتب المسرحي رضا حوحو، احتضنها المسرح الجهوي بقسنطينة أول أمس، بأنه و كل أفراد عائلته لم يطالبوا يوما، ببطاقة اعتراف لجده الشهيد، لعدم شعورهم بالحاجة إلى ذلك، لكونه علما من أعلام الجزائر، مضيفا بأن عددا كبيرا من الصحف على غرار جريدة لوموند الفرنسية والأسبوع التونسية وجريدة الحرية اللبنانية،  نشرت خبر اغتياله من طرف قوات الاستعمار الفرنسي آنذاك، بعد اعتقاله على إثر اغتيال محافظ الشرطة الفرنسي سامارتينو برحبة الصوف بقسنطينة سنة 1956.
 حفيد رضا حوحو، أسر بأنه شعر بقيمة بطاقة المجاهد التي لا يملكها والده، بعد إصابة هذا الأخير بمرض، و عجز في إيجاد مكان له بالمستشفى، بحجة عدم وجود أماكن شاغرة، لولا توسط أطراف خارجية، بالرغم من أن والده التحق بصفوف الفدائيين و قام بوضع قنبلة في الكازينو الذي كان متواجدا في قلب مدينة قسنطينة بالقرب من ساحة صالح باي، كما أمضى خمس سنوات بين سجني قسنطينة و الحراش بعد اكتشاف أمره، جاور خلالها المجاهدين ياسف سعدي و وزير الخارجية سابقا محمد خميستي.
و ذكر أسامة، بأنه الوحيد الذي من واجبه المحافظة على إرثه العائلي وتراث جده، موضحا بأنه لا يحمل المسؤولية للدولة أو أية جهة أخرى ولا ينتظر منها أن تقوم بتخليد ذكرى جده، الذي لا يمكن أن يوفى حقه على حد تعبيره، مهما كانت المجهودات المبذولة للمحافظة على تراثه وتكريمه، كاشفا بأنه يملك مخطوطا لجده عن يوميات إقامته بالحجاز طيلة عشر سنوات، مؤكدا بأنه بصدد التحضير لنشره، بالإضافة إلى إصدار كتاب من جزأين حول أعمال وحياة رضا حوحو، يتضمن الأول أعماله في المسرح والقصة والمقالة والترجمة، أما الجزء الثاني، الذي قال بأنه منجز وينتظر إضافة ملاحق من الصور والشهادات، فيضم سيرة الفقيد.
واستبعد بأن يكون جسد رضا حوحو، قطع بالمناشير من طرف قوات الاحتلال الفرنسي مثلما جاء في شهادة الأديب عبد المجيد الشافعي، الذي كان صديقه، معللا بأنه غير مقتنع بهذا الأمر، معلنا بأنه يحاول دراسة سيرة جده كمؤرخ، بعيدا عن الجانب المسرحي والأدبي بحكم تخصصه في دراسة التاريخ.
 و اعتبر فكر جده فريدا من نوعه:"لم يكن كاتبا تغريبيا و لا تقليديا" و أضاف ساردا بأنه كان يمارس عديد الهوايات كألعاب الخفة، فضلا عن حبه مناصرة فريق شباب قسنطينة:"بالإضافة إلى نشاطاته الأخرى، كان يمثل فكرا جديدا".
وحسب المتحدث دائما فإن الكاتب كان يقطن بشارع سي عبد الله بوهروم "رو دي شوفاليي" سابقا، وكانت لديه بنتان، توفيت إحداهما، بالإضافة إلى والده، الذي قال بأن اسمه مصطفى وليس محمد حوحو، مثلما هو تداول من البعض، كما نفى معرفته بدقة لمكان دفن جده من طرف جنود الاحتلال، حيث أن والده هو الذي تنقل لمعاينة رفاته، بعد اكتشافه بمقبرة جماعية تضم عددا من الأشخاص الآخرين.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى