الإعلام تخلى عن دوره في الترويج للكتاب
انتقد أصحاب دور نشر و باحثون جامعيون شاركوا في فعاليات ثاني أيام الملتقى الوطني حول العلاقة التكاملية بين دور النشر و المكتبات العمومية بقسنطينة، تراجع دور وسائل الإعلام في الترويج للكتاب و توطيد العلاقة بين القارئ و المنتوج الثقافي ، ما قزم حجم المقروئية بسبب ضعف الإعلام، و ساهم في تراجع ذوق القارئ الذي يفتقر للدور التوجيهي الذي كانت تلعبه صفحات الجرائد و البرامج الثقافية. و قدم الدكتور كمال بطوش، من جامعة قسنطينة2 ،مداخلة تطرق خلالها إلى واقع الكتاب في البرامج التلفزيونية و الإذاعية و على صفحات الجرائد، مشيرا إلى أن الإعلام تخلى عن الكتاب و أصبح يختزل الثقافة في الفن، بعدما أخرج الكتاب من دائرة اهتمامه، ما عدا  بعض الجرائد التي لا تزال تمارس دورها التوجيهي و الناقد للإنتاج المكتبي، مستشهدا في ذلك بكراس الثقافة الذي تنشره جريدة  النصر أسبوعيا، أما خلاف ذلك فغالبية الجرائد لم تعد تهتم بسوق الكتاب و لا باحتياجات قرائه،حسبه.
و أضاف الباحث بأن واقع الكتاب في الإعلام كان قبل سنوات أفضل، مقارنة بما نشهده الآن، وهو تحصيل حاصل لواقع تراجع شبكة صناعة الكتاب التي كانت تنطلق من المؤلف إلى مسؤول الطبع و الناشر و إلى غاية الموزع، ليحظى بأهمية بالغة على مستوى نقاط البيع بالمكتبات، في حين يواجه الكتاب حاليا مشكلة حقيقية تتعلق بتراجع مفهوم النشر. الدكتور بطاش، قال في مداخلته بأن الكتاب موجود، لكنه ينتظر من يسوقه، على حد تعبير الأديب الجزائري حبيب السياح، مضيفا بأن إشكالية توزيع الكتاب و ترويجه فرضت تراجع المقروئية، و عزلت الكتاب المحلي، خصوصا و أن الناشرين الجزائريين لا يسوقون الكتاب في المعارض العربية، لأنهم يتعاملون معه كأية سلعة أخرى، ما جعل الكتب في الجزائر تعاني حالا أشبه بحال العانس التي تقبع داخل دور النشر ،في انتظار من يخرجها إلى القارئ ليربط بها علاقة ثقافية.
من جهة ثانية، تناول المشاركون في الملتقى علاقة القارئ بالمكتبات العمومية، مشيرين الى أن هذه المكتبات تشهد ذروة نشاطها في المناطق الجنوبية و مدن الوسط، لكنها تعرف نوعا من العزوف في المدن الكبرى، علما أن غالبية روادها هم طلبة جامعيون يقصدونها كأماكن للمراجعة، ونادرا ما يقصدونها للمطالعة، في وقت أرجع البعض السبب وراء هذا العزوف، إلى المحتويات الكلاسيكية لهذه المكاتب.
إشكالية أكدت بشأنها مديرة المكتبة العمومية بقسنطينة درواز وافية، بأنها ستأخذ بعين الاعتبار خلال المرحلة القادمة ،أي مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن قانون الكتاب الجديد، الذي يتضمن إستراتيجية و رؤيا جديدة لترقية شبكية هذه المكتبات، من خلال إلحاق إدارة المكتبات التابعة للبلديات بإدارة المكتبات العمومية، فضلا عن توسيع نطاق نشاطاتها و تحويلها إلى مراكز ثقافية فاعلة لا توفر فقط مادة مكتبية صالحة للمطالعة، بل ستكون بمثابة محطات للتفاعل بين الكاتب و القراء.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى