فرنسا قامت بحرق ممنهج لكتب ومخطوطات جزائرية
كشف أساتذة متدخلون في الملتقى الوطني الذي نظمه أمس قسم التاريخ  بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، حول إسهامات علماء الجزائر و أبنائها في كتابة السيرة النبوية في العصر الوسيط و الحديث، أن فرنسا قامت بإبادة تراث إنساني و ذلك بحرق المكتبات التي ضمت كتب الجزائريين باللغة العربية منذ عقود، و كان آخرها حرق مكتبة الجزائر سنة 1957 ،مما ساهم في فقدان الجزائريين للكثير من الكتب المهمة التي كتبها الأجداد، خاصة  في  ما يتعلق بسيرة الرسول صلى الله عليه و سلم.
الأساتذة المشاركون تحدثوا حول صعوبة البحث في هذا الموضوع، لأن معظم الكتب التي تناولت سيرة النبي محمد عليه الصلاة و السلام  و كتبها جزائريون و مغاربة، فقدت معظمها بفعل الحرق الممنهج للمكتبات الجزائرية، و بقاء جزء من تلك الكتب كمخطوطات ، قد يعلم مكان تواجدها و قد لا يعلم، مما جعل هؤلاء الأساتذة يدعون الطلبة إلى البحث والتنقيب عن المخطوطات الجزائرية النادرة.
الملتقى الذي يدوم يومين، جمع الباحثين الجزائريين المتخصصين في جمع الكتب والمخطوطات التي كتبت حول السيرة النبوية، فقدم كل باحث الكتب التي تناولت السيرة النبوية و مميزات الكتابة المغاربية للسيرة، والتي تختلف في زوايا عديدة عما تمت كتابته في المشرق العربي، مثل كتاب “تنوير السيرة” لأحمد بن غانم التميمي،وكتاب “عقود الدرر في سيرة خير البشر” لمحمد ابن الأمير عبد القادر.
وقد تمحورت فعاليات الملتقى في يومه الأول حول تسليط الضوء على الكتب الجزائرية التي أرخت لسيرة النبي الكريم ،حيث تطرق الأستاذ محمد الفرقاني من جامعة الأمير عبد القادر ،لإسهامات علماء الجزائر في كتابة السيرة النبوية مظهرا في الشاشة الخلفية، نماذج من الكتب التي قام بدراستها وتحليلها، أما الأستاذ رفيق خليفي من جامعة عباس لغرور بخنشلة، فتحدث عن جهود الأخوين محمد البري وأبي اسحاق التلمسانيين في خدمة السيرة النبوية ،خلال القرن السابع الهجري، معتبرا في سياق حديثه، بأن كتاب السيرة الجزائريين متواضعون ،حيث يعتبرون هذا الجهد بمثابة واجب و لا يفتخرون بإنجازاتهم أمام الآخرين. كما تطرق في مداخلته إلى العديد من المخطوطات المتواجدة في المكتبات العالمية ،مؤكدا بأن كتب السيرة التي كتبها الجزائريون تدرس في جامعات عالمية عديدة ،لكنها غير معروفة في الأوساط الأكاديمية الجزائرية.
الدكتور رابح دوت الذي ترأس الجلسة الصباحية، يرى من جهته، بأن الكتابات التي كتبها الجزائريون حول السيرة النبوية، كانت كتابات بروح أدبية وشعرية وتظهر فيها بوضوح الدراية الفقهية للمؤلف، وإلمامه بأمور الدين.
أما طالب الماجستير عبد الغاني حسايني، من جامعة الأمير عبد القادر، فتناول بالدراسة كتاب السيرة النبوية في منطقة القبائل خلال  الفترة الاستعمارية، وذلك من خلال ما تبقى من مكتبة الشيخ الموهوب أولحبيب ،و الذي جمع في مخطوط “اختصار الحدائق في شرف سيد الخلائق”.
حمزة.د

 
الرجوع إلى الأعلى