شرعت السلطات المحلية لبلدية مفتاح بولاية البليدة في ترميم مركز الاستعلامات الفرنسي و تكوين الحركى، المعروف باسم مركز « لاصاص»، إبان فترة الاحتلال، و تحويله إلى متحف يوثق جرائم الاحتلال الفرنسي بالمنطقة، و سبق  لعائلات استغلال ذات المركز كمأوى لها طيلة سنوات و تم ترحيلها منذ أشهر إلى سكنات اجتماعية جديدة، فشرعت السلطات المحلية في عملية إعادة ترميمه، ليحول إلى متحف يخلد و يوثق الجرائم الفرنسية خلال فترة الاحتلال و يكون شاهدا على جرائم فرنسا.
 يضم المتحف الجديد مركزا للأرشيف، إلى جانب مكتبة و مجموعة من المكاتب، و قد استشهد أحد أبطال الثورة التحريرية و هو الشهيد كحشوش سعيد، المدعو سي مفتاح  الذي حملت بلدية مفتاح اسمه بعد الاستقلال في هذا المركز أثناء هجوم مسلح عليه من طرف المجاهدين. لقد استغل المجاهدون  تاريخ 14جويلية  1958 و هو يمثل عيدا وطنيا للفرنسيين،  فهجموا على مركز الاستعلامات بمفتاح، لما له من أهمية لدى الإدارة الفرنسية فهو يمثل قوتها العسكرية بالمنطقة، و شاءت الأقدار أن يستشهد في هذا الهجوم أحد أبطال الثورة بالمنطقة الشهيد سي مفتاح، أثناء اشتباك عنيف بين المجاهدين و الجنود الفرنسيين. حسب المجاهد  أحمد قصار الذي عايش الجرائم الفرنسية بالمنطقة، فإن مركز الاستعلامات المذكور، المعروف ب «لاصاص»، كان من الأجهزة القوية لدى الإدارة الاستعمارية، حيث كونت فيه فرنسا أجهزتها العسكرية، بما فيها الحركي الذين كانوا يتلقون التكوين في هذا المركز، وفي نفس الوقت كان مركزا لجمع المعلومات حول المجاهدين و عامة الشعب بالمنطقة، وأضاف المجاهد قصار بأن الثوار هاجموا هذا المركز مرتين، وفي المرة الثانية وقع الهجوم بمناسبة العيد الوطني الفرنسي المصادف ل14جويلية 1958 واستشهد في هذا الهجوم الرمز البطل سي مفتاح. و تحدث المجاهد أحمد قصار عن جرائم فرنسا بالمنطقة و تعقب الفرنسيين العاملين بالمركز المتخصص في جمع المعلومات، للمجاهدين و المواطنين الذين يدعمون الثورة، و كان يتم تحويل كل من يلقى القبض عليه إلى مركز التعذيب، المعروف باسم « الخضرة» الذي يقع أيضا بالمنطقة، ويقول عمي أحمد بأن في مركز التعذيب المذكور، كانت فرنسا تقتل مابين  15 إلى 20شخصا في الأسبوع الواحد.من جانب آخر استغل عدد من المجاهدين بالمنطقة، زيارة وزير المجاهدين  لمركز لاصاص بمفتاح أول أمس ليطالبوا بترميم مركز التعذيب الخضرة الذي يعد شاهدا على  مئات الجرائم التي ارتكبتها فرنسا، مشيرين إلى أن الأمر يحتاج إلى ترحيل العائلات التي تقيم فيه ووضع سياج خارجي له، و إجراء بعض الترميمات البسيطة فقط.
وقد طلب وزير المجاهدين الطيب زيتوني إعداد بطاقة فنية حول مركز التعذيب الخضرة، و وعد المواطنين بتخصيص غلاف مالي لترميمه، ليبقى شاهدا هو الآخر على الجرائم الاستعمارية.
نورالدين ـ ع

الرجوع إلى الأعلى