صدرت في الآونة الأخيرة عن دار الوطن اليوم، للروائي الشاب محمد الأمين بن ربيع، رواية جديدة بعنوان «قدّس الله سرّي». وقد امتدت على مدار 196 صفحة، وهي تحاول أن تضيء فترة من تاريخ الجزائر، حين كان الوطن لا يزال تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي. ينطلق السرد من حادثة شكّلت منعرجا حاسما في حياة بطل القصة «نائل بن سالم» الذي أحبته امرأة فرنسية تدعى «أدريان مورياك» فقررت الهرب معه والاستقرار عنده، متخلية بذلك عن حياتها السابقة، ومن خلال هذه الحادثة، تنفتح مقامات السرد على استذكار الماضي المتعلّق بكلّ من «نائل» و»أدريان»، في شبه إعادة تأسيس حياة جديدة، وفق المعطيات الرّاهنة.
وعلى مدار فصول الرواية يبقى القارئ على خط القراءة الشغوفة والتشوق لأحداثها، إذ يتابع بشغف تفاصيل الأحداث التي تنساب بسلاسة وبكثير من الدرامية والتصادمية، إذ تبقى كلّ توقعاته غير نهائية ومربكة، وهو يحاول التكهن بنهاية محتملة لقصة أدريان المرأة الفرنسية المتحررة التي جربت الزواج مرات، بعدها تهرب مع زوجها الأخير إلى الجزائر فرارا من الوضعية المالية الصعبة في فرنسا بحثا عن الجنة الموعودة في الجزائر، حيث يستقران بمدينة بوسعادة، وخلال تواجدها في المدينة الصحراوية تتعرف على شاب جزائري يشتغل غطاس صوف. تعجب به ويعجب بها، ثم يختطفها من زوجها ويقدمها لأهله، بعد أن تواعدا على الزواج، بشرط أن تعلن إسلامها. وبعد أن تزوجها عرف أن ما قام به يعتبر اختطافا يُعاقب عليه القانون، فوجد نفسه قد تورط، وأثناء المراسيم يقدم لها وثيقة تصريح لتوقع عليها بأنّها قبلت الزواج منه والتخلي عن دينها لكنّها ترفض هذا لأنّها تعشق الحرية وأنّها جاءت إلى الشرق تبحث عنها لا عن العبودية. وهذا ما يجعلها في الأخير تتخلى عن «نائل» وتعود إلى حياتها الأولى، أي إلى كنف الحرية لا القيود.
الرواية منقسمة إلى أربعة فصول هي: «أنا- أدريان- ردّة- برزخ»، وهي الفصول التي يحرّك مجريات أحداثها شخوص كثيرة إلى جانب «أدريان» و»نائل»، تقترب في ملامحها وتفاصيل حياتها من شخصيات تلك الفترة.
يذكر أن «قدّس الله سرّي»، هي الرواية الثالثة، للكاتب والباحث الأكاديمي محمد الأمين بن ربيع بعد «عطر الدهشة»، و»بوح الوجع». وهو متحصّل على عدة جوائز وطنية، كجائزة فنون وثقافة في القصّة القصيرة، وجائزة عبد الحميد بن هدوڤة، وجائزة عبد الحميد بن باديس، وكذلك جائزة محمّد العيد آل خليفة في القصة القصيرة، وجائزة رئيس الجمهورية «علي معاشي».
نوّارة/ ل

الرجوع إلى الأعلى