الحرب القادمة في العالم الإسلامي و العربي حرب أفكار و طوائف
شدد الباحث المتخصص في العقائد والأديان الدكتور نصر الدين الميلي بأن كل الدراسات السياسية والإستراتيجية تؤكد أن الحرب القادمة على العالم الإسلامي والعربي، ستكون حرب أفكار وطوائف بهدف تفتيته وتشتيته إلى دويلات صغيرة، مبرزا الخطر الذي يهدد العالم العربي و الإسلامي.
في مداخلته خلال اليوم الدراسي المنظم أمس الثلاثاء من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ميلة بالمركز الثقافي الإسلامي تحت عنوان “ النحل الدخيلة، نشأتها و تطورها، و دفع شبهاتها”، قال بأن الصينيين لجئوا إلى بناء السور العظيم، و هم يظنون أنه سيقيهم ويحميهم من هجمات الغزاة، لكن بعد انتهائهم من تشييده، تعرضت الصين للغزو أكثر من ثلاث مرات، دون تحطيم السور و ذلك أن الغزاة كانوا يلجئون لشراء ضمائر حراس السور، لذلك، كما أكد ، نحن اليوم نقف ، خاصة أهل العلم، على خط الدفاع الأول في معركة الشبهات و البدع، التي قال عنها السلف الصالح أنها أحب لإبليس من المعصية، فصاحب المعصية ممكن أن يتوب، عكس صاحب البدعة الذي يرى نفسه دوما على حق. و أشار الدكتور الميلي إلى أننا نعيش حاليا فوضى فقهية عارمة والمعركة الحالية هي معركة أفكار وعقائد وطوائف، لا يكفي فيها الجانب الأمني فقط، بل يجب أن تحارب الفكرة بالفكرة، مستعرضا في ذات السياق  وبالتفصيل، مختلف الأفكار والفتن الرائجة حاليا ومخاطرها،  مصنفا هذه الأفكار والطوائف التي تهدد المجتمع الإسلامي و المرجعية الدينية الوطنية بالجزائر اليوم إلى 5 طوائف وأفكار، أولها الفكر التكفيري الداعشي، الفكر الأحمدي القدياني، الفكر الرافضي الشيعي، فالفكر السلفي المثير للكثير من الحساسيات، وأخيرا الفكر التنصيري الذي يسعى إلى دفع الشباب الجزائري للارتداد عن دينهم .  المحاضر أوضح بأن كل دواء نجد عليه تعليمتين، الأولى تمنع على الأطفال ملامسته واللعب به، والثانية تؤكد على ضرورة التقيد بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب، وكذلك الدين يجب ألا يترك في يد الدهماء من الناس، وأن يتم التوغل فيه برفق، مفصلا بعد ذلك في آيات من كتاب الله وأحاديث الرسول التي تدعو إلى الأخوة والتسامح والمحبة بين الناس، عكس ما هو شائع بين أمم العالم، خاصة من خلال نظرة العالم الغربي إلينا، بأن الإسلام أصبح فتنة بفعل هذه الطوائف والنحل التي انتشرت في العالم العربي و الإسلامي مثل انتشار الخلايا السرطانية وأصبحت تكفر كل من يخالفها الرأي وتستبيح دماء المسلمين بعدما تسربت إلى الدول وأسقطتها . من جهته فصل المتخصص في مقارنة الأديان الأستاذ محمد بوالروايح، في الفكر الأحمدي ومؤسسه ميرزا غلام أحمد الذي بلغ به الأمر إلى ادعاء النبوة واستخدام الكثير من الرمزية في اللغة،  ليشير المحاضر بعد ذلك إلى أن حرمة الأوطان من حرمة الأديان، مقدما الكثير من الأدلة من القرآن والسنة. و أبرز المقاربة التي عمل عليها الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، بربطه بين الإسلام والجزائر وجعل منهما متلازمة و قد شدد العلامة حول مخاطر هذه الأفكار، فالتدين المغشوش أسوأ عنده من الكفر المكشوف.
إبراهيم شليغم 

الرجوع إلى الأعلى