الإعلام روّج لأفراد ناشطين في الأحمدية على أنهم جماعات
وصفت الدكتورة شريفة ماشطي عميدة كلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة في مداخلتها في الندوة العلمية المنظمة أول أمس الخميس بإذاعة ميلة الجهوية، التناول الإعلامي لقضية الطائفة الأحمدية بالترويج لأفراد كجماعات، ما ساهم في تجسيد ما يعرف بـ «الإعلام الذي يقتل الإعلام».
كما تطرق الدكتور عبد العزيز بوالشعير في مداخلته خلال الندوة التي حملت عنوان المرجعية الدينية والهوية الوطنية، و نظمت بمناسبة الذكرى الثامنة لتأسيس إذاعة ميلة الجهوية ، إلى ضرورة التناول الإعلامي دون تضخيم أو تجاهل، أي المعالجة بعد الغربلة  الجيدة والتثبت من  المعلومات، لأن الإعلام اليوم على حد قوله،  أصبح السلطة الأولى لا الرابعة، كما هو معروف، و للتصدي لما هو دخيل على مرجعياتنا وقيمنا، لابد من ممارسة الدور التوجيهي للإعلام الذي يميز هذه الإذاعة الجهوية عن غيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى ، كونها تمس كل فئات المجتمع وتنشط في حيز جغرافي محدود، ما يسمح بتغطية كل ما يحدث على مستواه، واكتشاف ما هو دخيل عليه وعلى مرجعياته وقيم أفراده ومعتقداتهم ومنها الطائفية وغيرها، الشيء الذي يدفع بالجهات المختصة إلى التحرك في الوقت المناسب، أي أنها بمثابة جدار متين يتصدى لكل الضربات الخارجية التي تمس بمرجعية المجتمع وتثمن بالمقابل، خصوصيته وقيمه ومكتسباته. وأضافت الدكتورة ماشطي أن دور الإعلام و منه الإذاعة، في ما يخص المرجعية والهوية الوطنية مهم جدا  للحفاظ عليهما،  خصوصا المرجعية الدينية التي تطرح كمشكل من جانب ممارستها بالجزائر، أين نفتقر إلى دار إفتاء، على غرار الدول الأخرى كمصر والسعودية، فكل فرد في مجتمعنا له طريقة  في صلاته مثلا، حسب المدرسة الدينية التي ينتمي إليها، ما يستوجب علينا توحيد طريقة التطبيق، وفق نفس الاتجاه المرجعي، وهنا تقول يجب على الإعلام أن تكون له مرجعيته  أيضا ، حتى يمارس وفق ما يخدم  المجتمع  من خلال الغربلة والتأكد الجيد من المعلومات قبل نقلها،  حتى لا يكون الإعلام قاتلا للإعلام، كما حدث في قضية الطائفة الأحمدية  التي روج فيها لأفراد متفرقين على أساس أنهم جماعات، ما هول الموضوع فأخذ أكبر من حجمه، في حين كانت توجد مثلا على مستوى شلغوم العيد بميلة الطائفة البهائية، وطوائف أخرى بالجزائر، لكنها لم تلق نفس الصدى الذي لاقته الأحمدية.
وقد تبع الندوة نقاش أثراه الحضور الذي كان من بينه والي ولاية ميلة برفقة الوالي الأسبق جمال الدين صالحي الذي باشرت إذاعة ميلة بثها خلال تواجده على ٍرأس الولاية، حيث تمت الإشارة إلى أن هذه الطوائف و النحل الدخيلة جاءت بعد فشل عمليات التنصير التي كانت في الفترة الاستعمارية بالجزائر، ما استدعى المتربصين إلى  إيجاد أبواب أخرى لاقتحام مجتمعنا، منها الدخول عبر ما هو قريب من معتقداتنا لتشويهها، وتحييد الأفراد عن مرجعيتهم وهويتهم، ما يدعو لكثير من الحذر في التناول والتعاطي مع هذه الأمور إعلاميا، كما شدد الأستاذ عبد العزيز بوالشعير. ويذكر أنه تم عقب الندوة إطفاء الشمعة الثامنة لإذاعة ميلة الجهوية و تكريم طاقمها وكذا والي ميلة الأسبق جمال الدين صالحي.                       ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى