الصحفية علجية عيش توثّق مشاهد من زوال الإمبراطورية الفرنسية في الجزائر
صدر مؤخرا عن دار نشر الأوطان كتاب للصحفية بجريدة صوت الأحرار و مناضلة بحزب جبهة التحرير الوطني علجية عيش ، وثقت من خلاله مشاهد من زوال الإمبراطورية الفرنسية بعد انهزامها في الجزائر.
 المنشور الموسوم « النوفمبريون يطيحون بجنرالات فرنسا، ديغول ينهزم في الجزائر»، عبارة عن دراسة تاريخية تهدف إلى تصحيح بعض المغالطات التي زيفها مؤرخون بخصوص حرب التحرير الوطنية، ويهدف حسب مؤلفته للرد على بعض المؤرخين الذي ذهبوا إلى تزييف التاريخ بالقول بأن ديغول منح الاستقلال للجزائريين بعد توقيع معاهدات إيفيان في مارس 1962، و الواقع حسب ما جاء في صفحات العمل هو أن استقلال الجزائر لم يكن ليتحقق لولا استماتة الجزائريين في المعارك المسلحة ، إذ ذكرت شهادة للمؤرخ بن يامين ستورا فند خلالها الكثير من الادعاءات التي تفيد بأن استقلال الجزائر هو هبة من ديغول.
وقد  وصف بن يامين ستورا ديغول بالشخصية الغامضة كما جاء في الكتاب الذي أشار إلى أن المتأمل في السياسة الديغولية يقف على أنها سياسة عدوانية، وممارسات الجنرال في الجزائر خلال فترة حكمه تثبت ذلك بوضوح، على اعتبار أن مرحلة تواجده فيها كانت الأكثر دموية ضد الثورة الجزائرية ما يؤكد فشله في سحقها، و اضطراره لإعلان أن الجزائر تكلف فرنسا أكثر مما تكسبها ، فما كان منه سوى الانسحاب، ولذلك ادعى بأنه أعطى للشعب الجزائري حقه في الحرية لأنه فشل في هزيمته ليس إلا.
العمل يتكون من 85 صفحة ،  و مقسم  إلى 6 أبوب هي على التوالي، فن الحرب و مبادئ الفكر العسكري، الجنرال ديغول في بداية الطريق، « المالغ» تحبط مخططات ديغول و شبكات التجسس الفرنسية، وهو باب تطرق إلى ظهور شبكات التجسس الفرنسية و اعتماد ديغول لأسلوب المافيا في مجابهة الثورة، كما تحدث بإسهاب عن دور المخابرات الجزائرية في التصدي للمخطط الديغولي.أما الباب الرابع فقد تناول الحركة الوطنية و مسألة تقرير المصير، و تطرق الباب الخامس إلى الاختلافات بين ديغول و الحكومة الجزائرية المؤقتة، وناقش الباب السادس الساعات الأخيرة للمرحلة الديغولية في الجزائر، بما في ذلك اتفاقيات إفيان و التأثيرات التي أفرزها انقلاب جنرالات فرنسا على ديغول، و من ثم رحيله.تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يعد العمل الثاني الذي تصدره الإعلامية الكاتبة، إذ سبق و أن نشرت العام الماضي عن نفس الدار كتابا آخر بعنوان « جبهة التحرير الوطني بين الانقلابات الثورية : خطابنا السياسي و لغتنا النضالية».
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى