رجـال الـمال مطالبـون بتمويـل مشـاريـع التنـقيب والحفريـــات
  شدد أساتذة مختصون في علم التاريخ والآثار على ضرورة انخراط رجال المال في تمويل مشاريع البحث العلمي المتعلقة بالتنقيب والحفريات التي تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، مقابل ربح مشترك و استفادة هؤلاء من مزايا مادية وتحفيز يضمن مساهماتهم في هذا المجال، مقترحين في ذات السياق فرض ضريبة بنسبة متواضعة على مؤسسات انجاز مشاريع البناء والعمران توجه لدعم البحث العلمي الميداني، كما هو معمول به في الدول المتقدمة.   المتدخلون في الطبعة 12 من ملتقى’’ميلة عبر التاريخ’’ الذي نظمته في نهاية الأسبوع جمعية أصدقاء ميلة القديمة بالمكتبة الرئيسية مبارك بن صالح بميلة، أعربوا عن أسفهم  لبعض عمليات الهدم والتخريب التي تتعرض لها الكثير من الكنوز التاريخية، جراء أشغال انجاز بعض المشاريع و هو ما يمس بالذاكرة الجماعية والهوية الوطنية في العمق، ضاربين المثل بمشروع توسيع الطريق بجانب سور ميلة القديمة الذي أتى على الكثير من القطع الفخارية التي لها قيمة تاريخية كبرى،  مفضلين بالمقابل عدم إفراغ ميلة القديمة من سكانها والإبقاء عليهم هناك، حتى تبقى الحياة تدب في المدينة، شريطة مساهمة هؤلاء السكان في الحفاظ على معالمها و ألا يكونوا سببا في طمسها وتخريبها، طمعا في الحصول على سكنات بالأحياء الجديدة   الأستاذة صباح فردي من العاصمة، شددت  في مداخلتها التي تحمل عنوان « السياحة الثقافية والتنمية المستدامة , ميلة نموذجا «، على عدم الاكتفاء بما نملك من ثروات طبيعية ومعالم تاريخية وحضارية، بل يجب مرافقتها بمشاريع تكون محل استقطاب السياح ومنتجة لمناصب الشغل و للثروة ، معترفة بأن أبناء هذا العصر يفضلون المال على غيره من الأمور، لذلك أسفرت انتخابات أمريكا وفرنسا عن فوز رئيسين من رجال المال والأعمال.أما الأستاذ خليفة من الجزائر العاصمة أيضا، فركز في مداخلته على تقنيات تسيير مياه مدينة ميلة القديمة، مشيرا إلى أن معظم البحوث في التاريخ وعلم الآثار، ركزت أكثر على البناء والعمران وأهملت التاريخ الاجتماعي للسكان واهتماماتهم، داعيا إلى عدم إتاحة الفرصة للأجانب للتصرف في كتابة تاريخنا وتقديمه بالصورة التي يريدون.  وطالب من جهته الأستاذ عيبش بالإسراع في تجسيد مشروع مركز التوثيق بميلة وجمع كل ما يتعلق بالمنطقة من وثائق، حتى تكون مقصدا للباحثين. كما ركز على أهمية الإسراع في فتح قسم التاريخ بالمركز الجامعي لميلة. أما مديرة متحف سيرتا الأستاذة آمال سلطاني، فركزت في مداخلتها على العملة المضروبة في إفريقيا الشمالية، قائلة بأن أقدم عملة بها كانت للملك سيفاكس في 220 سنة ق.م.في حين أوضح رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة، بأن الهدف من هذه اللقاءات هو المساهمة في الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من كنوز أثرية ،  و أشار والي ميلة محمد جمال خنفار بأن ميلة القديمة لم تأخذ حظها من العناية و الاهتمام بعد، واعدا بالسعي لتسجيل عمليات لفائدتها بعد الانتهاء من إجراءات تصنيفها كقطاع محفوظ  .    إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى