فنان تشكيلي يُحوّل غرفة نومه إلى متحف
حول الفنان التشكيلي الشاب يوسف أومشوك من حجرة النص بولاية تيبازة، غرفة نومه إلى متحف صغير يحمل العديد من اللوحات الفنية الجميلة التي عبر من خلالها عن أحاسيسه وآلامه وآماله، فتحولت هذه اللوحات إلى قصص تروي جزءا كبيرا من حياته و معاناته.
يقول الشاب يوسف صاحب 24 ربيعا، بأن وفاة والده وهو طفل يبلغ من العمر12 عاما، خلف فراغا كبيرا لديه وانجرت عنه عدة مشاكل و ضغوط اجتماعية و نفسية دفعته ليتوجه نحو الطبيعة، ليعانقها و يحكي لها معاناته، لعلها تخفف عنه و لو قليلا، ما فقده بعد وفاة والده، و يقول بأنه كان يتوجه إلى البحر المحاذي لمسكنه، ليحكي له قصته ومأساته.
و يضيف بأنه كان يتحدث مع الطبيعة، و كأنه يتحدث مع إنسان، ليخرج ذلك الكبت الناجم عن فقدان والده، خاصة وأنه كان الابن الأكبر، و في نفس الوقت كان يجمع خلال رحلته إلى الشاطئ الحجارة وصنع منها أول لوحة فنية شكلت متنفسا له مما كان يعانيه من حرمان نتيجة الأزمة التي كان يعيشها.

و قال  يوسف بأن منذ صغره، كان يتمتع بموهبتي الرسم والموسيقى، وفضل اختيار الطريق الأول ليجد نفسه قد دخل عالما واسعا يداعب فيه الألوان والتصوير، فاستطاع أن يبدع ويطور موهبته  ويؤكد المتحدث بأن  دخوله لهذا العالم، كان نتيجة الأحداث التي عاشها بعد فقدان والده، حيث تحولت حياته إلى ما يشبه المأساة، ولم يجد من طريق ليعبر عن أحاسيسه، إلا هذا الفن الراقي الذي استطاع أن يبدع فيه.
وبين بأنه استعمل في بداياته في الرسم، الفحم الذي كان يجمعه من شاطئ البحر كمادة أولية، و أول رسم له كان على ورقة عادية، ثم طوره إلى لوحة فنية قبل أن يترجمها إلى جدارية في غرفة نومه، حيث مزج فيها بين المناظر الطبيعية التي جمعت بين الأشجار والقمر والسماء والشمس، و دمج بين عدة ألوان، محاولا من خلال هذه الجدارية، أن يختصر قصص حياته والآلام التي مر بها .
ولم يخف الشاب يوسف تأثره بالفنانة التشكيلية نزيهة غزلان، ابنة حجرة النص، التي تقيم حاليا بفرنسا، والتي كان يحتك بها كثيرا وتأثر بلوحاتها الجميلة، وأخذ منها بعض التقنيات في الرسم ودمج الألوان.
و كان يميل كثيرا إلى  الرومانسية التي عكستها تلك الصور والأضواء التي طبعت الغرفة، ويذكر يوسف في هذا الإطار، بأنه قضى مدة سنتين كاملتين، دون  أن يشعل مصباحا في غرفته، وكان يستعمل الشمع فقط، كما كان يفضل الليل الهادئ الساكن الذي يخلد فيه الناس إلى النوم، ليعانق آلته الموسيقية وسط ديكور جميل، مزج بين اللوحات الفنية الجميلة والشموع المضيئة التي كان من خلالها يخفف و لو القليل من آلامه التي لم تفارقه رغم مرور السنين.

و يبدع الشاب يوسف أيضا في الزخرفة المنزلية والطلاء و يتخذ منهما مصدر رزقه، لكنه يشكو من نقص الإمكانيات لتطوير مواهبه وإبرازها أكثر، ويقول بأن لوحاته الفنية لا تزيد تكلفتها عن 500 دينار، و أغلبها جسدها على أفرشة  طاولات المطابخ.
و أشار في ذات السياق إلى أنه تقدم بطلب إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حجرة النص، من أجل منحه محلا كبيرا لعرض هذه اللوحات الفنية والمساهمة بذلك في استقطاب السياح وخلق حركية ثقافية بالمنطقة، خاصة خلال موسم الاصطياف.
في حين اقترح عليه المير فضاء بالقاعة المتعددة الخدمات لتأجيره له، إلا أن إمكانياته لا تسمح له بالتأجير، خاصة وأن هذه اللوحات ليست للبيع وإنما للعرض فقط، مشيرا في نفس الإطار، إلى أنه شارك في معارض بحجرة النص وشرشال وتيبازة، كما ينوي رسم جدرايتين جميلتين بمدخل ومخرج بلدية حجرة النص.
نورالدين-ع  

الرجوع إلى الأعلى