الإله كريشنا يقتل الثعبان كاليا بركح مالك حداد بقسنطينة
أحيت، ليلة أول أمس الثلاثاء، الراقصة راديكا سامسن من نيو دلهي أساطير المعابد الهندية على ركح قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث قدمت رقصة “أوديسي” متميزة جسدت فيها قصة الإله “كريشنا” عندما تمكن من القضاء على الثعبان “كاليا” وغيرها من اللوحات الفنية الروحية.
وحلت الفنانة راديكا سامسن بقسنطينة مع فرقتها بعد تقديم عرض بمدينة وهران، يندرج ضمن جولة بعدة ولايات من تنظيم وزارة الثقافة بالتعاون مع سفارة الهند احتفالا بمرور سبعين سنة على استقلال بلادها، حيث ذكرت في تصريح لنا على هامش الحفل، بأن “الأوديسي” فن هندي قديم مصدره منطقة تدعى “أوريسا” وتقع بالجهة الشرقية من البلاد، موضحة بأنه غالبا ما يؤدى داخل المعابد الهندوسية للآلهة ويحاكي هندستها أيضا، في حين وصفتها بـ”الممارسة الروحية” التي تجعل الفنان يعيش الحياة في رقصته، منبهة بأنها لا تشكل فرقة مع العازفين الآخرين، لكون الفن المذكور يقوم على الممارسة الفردية، التي يرغب فيها كل فنان في مشاركة الآخر في الأداء فقط. وقد عبرت المتحدثة أيضا عن إعجابها بالجزائر ورغبتها في زيارتها مرة أخرى.
وسافر الفنانون بالحضور عبر الكثير من الأساطير الهندية المجسدة في رقصات روحية، حيث أبدع أربعة عازفين على مزمار “البانشري” والكمان والطبلة في مرافقة أداء راديكا لقصص قديمة تحتفي بالحياة والحب، كما تمكنوا من خلال غنائهم من خلق جو روحاني على القاعة، كما رسمت أصوات خلاخل راديكا العرضية أخاديد بين الأنغام المتطايرة في المكان، في حين أضفت تقنية الضباب والتلاعب بالأضواء من حيث القوة والألوان ميزة جمالية على المشهد العام للرقصات، رغم أن الكثير من الحاضرين انزعجوا في البداية لإغفال التقنيين لضرورة إطفاء الأضواء الكاشفة المسلطة عليهم مع أن العرض كان قد انطلق، واعتبروها قلة احترافية من المشرفين عليها.
وتوقفت راديكا في منتصف السهرة لتحمل الميكروفون وتتوجه للجمهور بالاعتذار عن التأخر الذي تجاوز الساعة بسبب تعطل السيارة في الطريق من وهران، فيما قدمت بعد ذلك تعريفا بالفقرة الموالية التي ستروي فيها الموسيقى والحركات الراقصة التمثيلية أسطورة الإله كريشنا أزرق اللون وعازف المزمار، حيث تظهر فيها حياته عندما يكون صغيرا ورقصاته وعزفه، قبل أن يتمكن من القضاء على الثعبان الضخم “كاليا” رمز الجهل والتكبر، بعد أن ادعى بأنه يلاعب مجموعة من الأصدقاء بالكرة. وقد أبدى الجمهور إعجابا كبيرا بهذه الرقصة الحاملة لنفس اسم الإله من خلال التصفيقات، حيث لم يتمكن المشرفون على الحفل من ملء الجزء السفلي من القاعة رغم أن الدخول مجاني، فيما أرجع بعض من تحدثنا إليهم الأمر إلى نقص الإعلام، فكثير منهم لم يسمعوا بالسهرة إلا من خلال أصدقائهم.
وحضر السهرة مدير الثقافة لولاية قسنطينة والأمين الثاني للسفارة الهندية بالجزائر، حيث أكد لنا بأن الجزء الثاني من هذا البرنامج الثقافي سيكون في شهر ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أن هذه السلسلة من الحفلات منظمة من طرف دولة الهند في مختلف بقاع العالم احتفالا بسبعينية استقلالها المتزامنة مع منتصف شهر أوت الماضي، لكنها تأجلت إلى سبتمبر حتى لا تتصادف مع فترة العطل السنوية بحسب ما أوضحه لنا، منبها بوجود تعاون ثقافي فعال مع وزارة الثقافة الجزائرية ووصفه بالمُثمر.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى