عبر وزير الثقافة عز الذين ميهوبي، عن استيائه من هدم الإقامة القديمة « سلفاتوري كولي « الواقعة بشاطئ فلاح رشيد المعروف «بالسانكلوا» في كورنيش عنابة، والتي تعود إلى منتصف القرن 19،  وبقيت مهجورة لمئات السنين، رغم انتقال ملكيتها لعائلة زياني، التي تحصلت على قرار بالهدم ورخصة بناء من بلدية عنابة، لتشييد مشروع سكني، دون أن تواجههم أي اعتراضات تتعلق بتراث البناية، التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1850.
وأكد ميهوبي حسب ما نُشر على صفحة وزارة الثقافة بموقع فايسبوك، بأن أصحابها لم يبادروا إلى طلب استشارة قطاع الثقافة، في إمكانية إعادة ترميمها والحفاظ عليها بدل مباشرة هدمها، ولدى تلقي وزارة الثقافة خبر تهديم فيلا «سالفاتوري كولي» بداية الأسبوع الماضي، اتصل وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، بوالي ولاية عنابة، لمعرفة الطبيعة القانونية لهذا المبنى وتبين لاحقا أن هذه الفيلا، تمتلكها عائلة اتخذت قرارا بهدمها وتشييد مكانها مبنى آخر دون النظر إلى قيمتها التاريخية وبعدها التراثي وخصوصيتها المعمارية .
واستنادا للمصدر، تنقل ممثلون عن قطاع الثقافة بولاية عنابة إلى عين المكان بتوجيهات من الوزير، للتحري أكثر في القضية، إلا أن عملية الهدم تواصلت لعدم وجود أي وصاية لقطاع الثقافة على  هذا المبنى، كما أنه غير مصنف، وحجة أصحابه أنه آيل إلى الانهيار وغير قابل للترميم.
ودعا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، أصحاب الممتلكات الخاصة القديمة والعتيقة إلى ضرورة التقرب من المصالح المعنية بترميم التراث لأخذ رأيها قبل الإقدام على إجراءات تضر بصورة التراث المحلي .
وأشارت وزارة الثقافة إلى أنها ستنظم لقاءات تحسيسية حول كيفيات اقتراح ملفات في الحماية والتصنيف، خلال الأسابيع القادمة على مستوى كل ولايات الوطن.
وأكدت مصالح بلدية عنابة، بأن البناية غير مصنفة ضمن التراث الوطني باستثناء المدينة القديمة «بلاص دارم»، وكان منح قرار الهدم، بناء على معاينة ميدانية للجنة مختلطة، ضمت ممثلين عن مديرية الثقافة، أعطوا موافقتهم لمنح رخصة الهدم وكذا رخصة البناء .
ويعود تاريخ انجاز إقامة « سلفاتوري كولي» حسب موقع متخصص في التراث إلى عام 1850، شيدها خياط يهودي من أصل أندلسي، وهي ذات طراز معماري فريد مقارنة بباقي المباني، وكانت  بها  حديقة تمتد إلى شاطئ سانكلو.  وقد بيعت الفيلا وفقا للمصدر، قبل بداية الحرب العالمية الثانية، إلى أحد الأعيان البارزين ويتعلق الأمر بعبد المجيد زموري، و خلال الحرب نفسها، تم الاستيلاء عليها لتكون بمثابة دار راحة للضباط الإنجليز الموجودين في المنطقة.
 تطل الفيلا على البحر،  و معمارها مستوحى من مسجد قرطبة باسبانيا «جامع قرطبة»، فهو يعبر عن جمال الهندسة المعمارية الأندلسية، كما أنه يعكس بشكل جيد   أعمال بانيها وميله إلى النحت،  و توجد فيها أقواس متشابكة بثلاثة فصوص، وأعمدة بمقياس ضخمة .  
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى