نحو 56 بالمئة من الجزائريين بين 35 و 70 سنة يعانون من السمنة
أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف ، أمس، على ضرورة تبني خطة وطنية شاملة ومتعددة القطاعات لمكافحة السمنة، مبرزا  ضرورة تعزيز التربية المبكرة على التغذية السليمة و التحسيس حول التغذية المتوازنة  وكذا ترقية النشاط البدني و الرياضي .
وأوضح الوزير خلال إشرافه، أمس، على افتتاح لقاء وطني جمع عدة قطاعات أن مثل هذه الخطة ستسمح بتقليص التعرض إلى المواد التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون و السكر و الملح، كما ستعمل على إعادة بعث قواعد النظام الغذائي التقليدي الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط،  مؤكدا في هذا الصدد، على ضرورة تعزيز التربية المبكرة على التغذية السليمة و التحسيس حول التغذية المتوازنة عن طريق توفير منتجات صحية تتوافق مع معايير ملزمة تكون في متناول الأغلبية ، مبرزا أن هذه الخطة  تمر عبر ترقية عادات غذائية جديدة لا توجه إلى الأولياء فقط و لكن أيضا إلى الأطفال و الجماعات مثل مطاعم المدارس و الجامعات والإدارات  حتى تصبح التغذية السليمة و المتوازنة عادة ملموسة ، معتبرا في السياق ذاته، أن  مكافحة السمنة لا يعتمد على الترويج للتغذية الصحية فقط  بل أيضا ترقية النشاط البدني و الرياضي وجعله من بين اهتمام كافة السكان أينما وجدوا وإعطاء الرياضة مكانتها على مستوى الأحياء و المدارس و الجامعات والإدارات و المصانع ، داعيا في هذا الصدد إلى توفير إمكانية ممارسة الرياضة لجميع مواطني كل بلدية و كذا كل جامعة و وضع قاعة رياضية أو ملعب في متناول العمال مع توعية كافة السكان وإشراك الحركة الجمعوية في هذا المجال ، معبرا عن أمله في أن تتوج ورشة العمل  المنظمة على هامش هذا اللقاء الذي دعا إلى تنظيمه الوزير الأول عبد المالك سلال بتوصيات هادفة تتعلق خصوصا بوضع معايير غذائية صارمة بغية تقليص محتويات الأطعمة (بما فيها المشروبات الغازية) من السكر و الملح و الدهون.
  وذكر الوزير من جهة أخرى، بمختلف التحقيقات التي أنجزتها الوزارة لهذا الغرض من بينها تحقيق «تاهينة»  لسنة 2007 والذي أثبت أن 55.9 بالمئة من الأشخاص البالغين بين 35 و 70 سنة يعانون من الإفراط في الوزن  ونسبة  21.2 بالمئة من الأشخاص الذين شملهم التحقيق من نفس الفئة العمرية يعانون من السمنة الشاملة، وأظهر التحقيق ذاته أن العادات الغذائية اليومية لا تحترم التوصيات الدولية فيما يخص كافة المجموعات الغذائية  إذ يلاحظ انخفاض في استهلاك الفواكه و الخضر و مشتقات الحليب بينما تستهلك كميات كبيرة من المواد الدهنية و السكرية، وفيما يخص الأطفال  كشف التحقيق المتعدد المؤشرات  لسنة 2013  أن 12  بالمئة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات مصابون بالإفراط في الوزن، كما تنتشر الظاهرة أيضا لدى الفئة العمرية بين  12 و 23 شهرا بنسبة 18 بالمئة ، ولمواجهة هذا الوضع أشار الوزير إلى الخطة الوطنية الإستراتيجية متعددة القطاعات حول المكافحة الشاملة لعوامل الخطر المشتركة بين الأمراض غير المتنقلة  للفترة الممتدة بين 2015-2019 ، مؤكدا أن هذه الخطة تمثل منذ عرضها على مجلس الحكومة مرجعية وطنية  و قد تم إعادة مضمونها في مشروع قانون الصحة الجديد.
م - ح

الرجوع إلى الأعلى