جمعية المسعفين بقالمة تخرج إلى الشارع للتحذير من كوارث الغاز  
خرج أعضاء «جمعية المسعفين المتطوعين في خدمة الإنسانية و البيئة» بولاية قالمة إلى الشارع أمس السبت للتحذير من كوارث الغاز التي خلفت عشرات الضحايا و خسائر مادية كبيرة في السنوات الأخيرة بالولاية ، رغم حملات التحسيس التي تقوم بها الحماية المدنية و شركة الكهرباء و الغاز باستمرار.  
و اختارت الجمعية الفتية التي تضم مسعفين متطوعين، كونتهم الحماية المدنية، حي مكبرو عمار بالمدينة الجديدة وادي المعيز بقالمة، الذي عرف إحدى أخطر كوارث الغاز بالمدينة هذا الشتاء، للقاء السكان و التحدث معهم حول مخاطر غاز أحادي أكسيد الكاربون و طرق تركيب الأجهزة التي تشتغل بالغاز الطبيعي و كيفية وضع نظام الأمان داخل الشقق، بدءا بفتحات التهوية و نوعية الأجهزة و الأماكن الصحيحة لتركيبها، ثم أنابيب توزيع الغاز داخل المنازل.  
و قالت رئيسة الجمعية مسعودة شكروبة للنصر، بأن أعضاء الجمعية مستعدون لتقديم النصائح و المساعدة للسكان، كلما دعت الحاجة إلى ذلك و في جميع الأوقات، للحد من كوارث الغاز المتزايدة بمدن و قرى الولاية بين سنة و أخرى.   
حملة الوقاية و التحسيس اتخذت شعار «سلامتكم أمانة بين أيدينا» و شارك فيها أفراد الحماية المدنية و إطارات من شركة الكهرباء و الغاز متخصصين في شبكات الغاز، و انتشر أعضاء الجمعية وسط الحي المذكور، ودخلوا شققا سكنية بأكثر من 10 عمارات، من بينها العمارة التي وقعت بها كارثة سخان الماء التي أبادت عائلة من 6 أفراد داخل شقة بالطابق الأخير لإحدى عمارات حي مكبرو عمار و لا تزال هذه الشقة مغلقة إلى اليوم، بعد أن هجرها أهلها و انتقلوا إلى مثواهم الأخير بلا رجعة.  
و وزعت الجمعية مطويات و منشورات على السكان تبين مخاطر القاتل الصامت و طرق تركيب الأجهزة و كيفية تنظيف نظام صرف الغازات و مراقبة منافذ التهوية و اختيار الأماكن الآمنة لتركيب الأجهزة المشتغلة بالغاز الطبيعي كسخانات  المياه و المدافئ و مواقد الطهي و غيرها من الأجهزة التي تحولت إلى خطر حقيقي على سكان الشقق المغلقة داخل العمارات السكنية الجماعية.  
و فتح السكان أبواب منازلهم أمام فرق التحسيس و التوعية و استمعوا إلى النصائح و هم يسترجعون ذالك اليوم الأسود، عندما أفاقوا على مجزرة حقيقية أحدثها غاز أحادي أكسيد الكاربون منتصف شهر ديسمبر الماضي في أسوأ كارثة يحدثها الغاز المحترق بقالمة ، بعد كارثة الأحد الأسود قبل 13 سنة عندما قتل 14 شخصا و جرح نحو 32 آخرين في انفجار قوي للغاز بإحدى عمارات حي عين الدفلى بمدينة قالمة في شهر ديسمبر سنة 2004.  
وتضم جمعية المسعفين المتطوعين لولاية قالمة عشرات الأفراد من مختلف شرائح المجتمع، تلقوا تكوينا مكثفا على يد متخصصين من الحماية المدنية في إطار برنامج مسعف لكل عائلة الذي أطلقته المديرية العامة للحماية المدنية لتكوين مسعفين يمكنهم تقديم المساعدة للمواطنين خلال الكوارث الكبرى أو أثناء وقوع الحوادث المتفرقة كحوادث الاختناق بالغاز و حوادث السير والأزمات الصحية و حوادث العمل و الحوادث المنزلية.  
و تعتزم الجمعية تنظيم المزيد من الخرجات الميدانية و المساهمة في كل الأنشطة المتعلقة بالتحسيس و الوقاية من الحوادث المختلفة عبر مختلف مدن و قرى الولاية.   
فريد.غ                       

الرجوع إلى الأعلى