اشتراكات تصل إلى 20 مليون سنتيم و خدمات  تستهلك أجورا بأكملها  
يحلم الكثير من الجزائريين من ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، في المدن الكبرى،  كما في المدن الصغرى و في الجزائر العميقة بالاستمتاع بقضاء أيام في الشواطئ الخاصة التابعة للمنتجعات والفنادق السياحية التي توفر أرقى الخدمات ، الهدوء، حسن التنظيم والنظافة في أرقى مظاهرها ، وحيث يسود الأمن التام والاحترام في أرقى صوره، و يغيب المتحرشون وتنعدم الفوضى كما يغيب الازدحام، فلا طحالب ولا أكياس بلاستيكية تطفو فوق الماء ولا أدنى حد من المنغصات، على غرار تلك الشواطئ ـ الحلم التي يشاهدونها في الوثائقيات، أو في الصور الدعائية للمنتجعات والفنادق السياحية.
يسعى كثيرون لتوفير مبالغ من المال لأجل تحقيق هذا الحلم الذي سرعان ما يتبخر، بمجرد الوصول إلى عين المكان، بل و تحدث الصدمة للكثيرين، عندما يطلعون على لوائح الأسعار المطبقة على مستوى شواطئ الفنادق السياحية والمنتجعات، المفتوحة  للمتميزين (VIP) التي تبقى حكرا على الأغنياء للكثير من الأسباب.
فهذا شاطئ فندق شيراتون نادي الصنوبر، الذي يمتد  لأكثر من كيلومتر و يعد أحد أجمل شواطئ الجزائر العاصمة على البحر المتوسط، يمكنّك أن تستمتع بحمامات الشمس ومظلات ومناشف الشاطئ، بل و هو من الشواطئ المغرية التي تدعوك للاستيقاظ في الصباح الباكر، سواء من أجل السباحة في أجواء جميلة وهادئة، أو ممارسة إحدى رياضاتك المفضلة، فضلا عما يمنحه لنزلائه من الاستمتاع بالعديد من الألعاب المائية في البحر وخارجه،  لكن بأي ثمن.
إن شاطئ هذا المنتجع ليس متاحا طبعا لجميع الناس، باعتبار أن خدماته عالية المستوى، لن تكون في متناول الجميع، بل لنزلائه و للمشتركين في أحد نواديه من ميسوري الحال.
ومن يريد الاصطياف على هذا الشاطئ والاستفادة من مسبحه أيضا، عليه التسجيل في النادي المتخصص لمدة ثلاثة أشهر ( من فاتح جوان إلى 31 أوت ) بمبلغ 20 مليون سنتيم للفرد الواحد و25 مليون سنتيم  للثنائي ( الزوجين).

وإذا أراد الشخص الاصطياف في هذا الشاطئ ‘’ الراقي ‘’ الذي يوفر لزبائنه رياضة التزلج على الماء، ركوب الأمواج، التجديف بالكايك، ركوب قوارب الموزة، والرحلات البحرية على قارب كاتاماران، الكرة الطائرة الشاطئية و كرة القدم الشاطئية، ليوم أو لبضعة أيام فقط رفقة أفراد عائلته، فعليه النزول بالفندق التي تصل أسعار المبيت في غرفه ضعف الراتب الشهري لمن يتقاضون ما يعادل الأجر الوطني المضمون، فيما تصل أسعار الغرف الدبلوماسية  15 مليون سنتيم، وما يفوق، وهكذا يصطدم الحلم بالحقيقة، لمن لا يتوفر على إمكانيات مالية معتبرة.
أما من يريد الاستمتاع بالسباحة على مستوى شاطئ فندق الرياض السياحي بسيدي فرج الذي يعد امتدادا لسلسلة الشواطئ المتميزة لغرب العاصمة، فما عليه سوى أن يدفع تعريفة الدخول المقدرة بـ 2000 دينار للفرد الواحد من البالغين و1500 دينار للطفل الواحد يوميا، ويتضمن المبلغ طبعا حقوق الدخول إلى مسبح الفندق والاستفادة من مظلة وطاولة وكراس وممارسة بعض الرياضات الشاطئية، فضلا عن الاستمتاع بالموسيقى، فيما يستفيد الأطفال من ممارسة بعض الألعاب العائمة ومن ألعاب أخرى للصغار. أما إذا أراد الزبون قضاء ليلة أو ليال، فعليه دفع مبلغ يساوي أو يفوق أجرة العامل الذي يتقاضى ما يساوي الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون، ويزداد المبلغ ارتفاعا ويصل إلى سعر مضاعف في حال ما إذا اختار تناول كل الوجبات في مطعم الفندق. ولا يختلف الوضع في الكثير من شواطئ المنتجعات والمركبات السياحية الممتدة على الشاطئ الغربي للعاصمة، سواء في سيدي فرج أو شاطئ النخيل ( بالم بيتش)  التي تحولت بسبب غلاء الدخول إليها إلى وجهات خاصة بفئات معينة vip وليس لعامة المواطنين البسطاء.  على سبيل المثال فإن الدخول إلى شاطئ المركب السياحي «القرن الذهبي» بمدينة تيبازة، والذي أعيدت تهيئته تم تحديده بـ 2500 دينار للشخص الواحد، وبحساب بسيط، فإن أسرة  تتكون من 4 أفراد عليها دفع مبلغ مليون سنتيم لقضاء يوم جميل بهذا الشاطئ، أما قضاء الليلة الواحدة في الفندق، فتكلفتها تعادل مرتب شهر كامل بالنسبة لعامل بسيط. كما يقترح شاطئ مطاريس بتيبازة، على زبائنه ضمن نادي ‘’ في آي بي الذهبي ‘’ الدخول إلى الشاطئ الخاص به بـ  2500 دينار للثنائي، مع الاستفادة من  كرسيين و شمسية تتسع ل3 أشخاص، وبيتزا وبابي فوت ومشروبات.  أما الراغبين في الانتساب للنادي ‘’ في آي بي الفضي ‘’، فيستفيدون من كرسيين وشمسية لشخصين ومشروب وبابي فوت بـ 1800 دينار، وبعد مواعيد الدوام، أي ابتداء من السادسة مساء يكون السعر 1000 دينار ، مقابل الاستفادة من كرسي، شمسية، بابي فوت، لعب كرة الشاطئ، قهوة وحلويات، فضلا عن عروض أخرى، على الزبون دفع تكاليف إضافية نظير الاستفادة منها.                                   
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى