منتجات اليد العاملة العقابية  تثير اهتمام زوار معرض في تيزي وزو
يثر  معرض منتجات اليد العاملة العقابية الذي تحتضنه دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو المنظم نهاية الأسبوع ، اهتمام الزوار الذين وقفوا مطولا أمام مختلف الأعمال و المصنوعات  اليدوية التي تفننت فيها أنامل نزلاء مؤسسات إعادة التربية بمختلف ولايات الوطن التي شاركت في المعرض.
و تنوعت المنتجات المعروضة بين  الصناعية و الفلاحية و الحرفية اليدوية، على غرار النقش على الألمنيوم، و هي الحرفة التي  شدت انتباه زوار دار الثقافة مولود معمري أكثر منذ الوهلة الأولى، خاصة تلك التحف الفنية الرائعة التي أبدع فيها السجناء و هم خلف أسوار مؤسسات إعادة التربية ، حيث حولوا مختلف الأواني المنزلية المصنوعة من مادة الألمنيوم، إلى قطع للديكور مثل طاقم القهوة  و الصينيات و القدر و غيرها، كما شكلوا مجسمات لتزيين المنازل الفاخرة و بواخر و لوحات فنية لرئيس الجمهورية و وزير العدل، و أخرى لشخصيات ثقافية و أدبية تركت بصماتها في عالم الثقافة و الإبداع، على غرار الطاهر جاووت و المفكر مولود معمري و عبد الحميد بن باديس، بالإضافة إلى شخصيات تاريخية أمثال الأمير عبد القادر و مصطفى بن بولعيد و عبان رمضان و حسيبة بن بوعلي و غيرها من الشخصيات الأخرى التي خلدت اسمها في تاريخ الجزائر.وضمّ المعرض، الذي نظّمته مؤسسة إعادة التربية لولاية تيزي وزو بالتعاون مع مديرية الثقافة بالولاية، العديد من المنتجات  التي أبدعت فيها أنامل اليد العاملة العقابية النسوية، مثل زربية بسكرة التي سجلت حضورها بقوة ، إضافة إلى الألبسة التقليدية و الأفرشة و الأغطية و لوازم العروس و غيرها من التحف التي نالت إعجاب الجمهور.و يهدف هذا المعرض، حسب المنظمين، إلى اكتشاف مواهب المحبوسين الفنية، و إبراز القدرات التي تميزهم عن الآخرين ، و تمكنهم الصناعة اليدوية التي تعلموها داخل السجن، من أن يصبحوا منتجين في المستقبل  و يفيدوا المجتمع بأعمالهم و يندمجوا في الحياة العملية بسهولة، بعد انقضاء مدة عقوبتهم في السجن، كما يمكنهم الاعتماد على العمل اليدوي و الحرف لخلق مؤسساتهم المصغرة و بالتالي  يعتمدون على أنفسهم في كسب قوتهم و تسيير شؤون حياتهم.
 و أضاف أحد المشرفين على المعرض، بأن سبع مؤسسات عقابية شاركت في المعرض، على غرار الحراش و عنابة و بجاية و الشلف و تيزي وزو و البويرة و تيجلابين بولاية بومرداس، لافتا إلى أن الحرف التي يتعلمها السجين داخل مؤسسة إعادة التربية و التأهيل ، تساعده على تخطي فترة العقوبة بسلام و التأقلم مع الحياة خلف القضبان، حتى لا يشغل فكره بأمور قد تعود بالضرر على نفسيته و معنوياته، كما أنها ستمكنه من كسب مهارات عملية و خبرة يستفيد منها في مستقبله المهني و يندمج بسهولة في الحياة العملية عندما يصبح خارج المؤسسة .                             سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى