شقيقان معاقان يطالبان بالسكن للزواج والاستقرار
خلفت عملية ترحيل سكان الماتش القصديري بمدينة سكيكدة حالة معقدة ومأساوية لشقيقين معوقين حركيا لحلاح نبيل 52، ومحمد 50 سنة يعيشان رفقة والديهما وشقيقتهما الكبرى ظروفا مزرية ينتظران بفارغ الصبر تدخل والي الولاية   منحهما مسكنا لكل واحد منهما من أجل الزواج والتخلص من جحيم المعاناة تحت سقف القصدير.الشقيقان اتصلا بالنصر من أجل رفع استغاثتهما أو بالأحرى صرختهما للجهات المسؤولة علها تنظر لحالتهما وتنصفهما.
و تتمثل قضية هذين الشقيقين حسب ما صرحا  به في كون والدهما استفاد من مسكن من ثلاث غرف كغيره من سكان حي الماتش في وقت كانا ينتظران دورهما في الحصول على مسكن لكل واحد لكونهما يعيشان مستقلين عن العائلة منذ 20 سنة،  فكل واحد منهما يعيش في كوخ منفرد عن الآخر  ويتكفل بنفسه  وحاجياته المختلفة لوحده وبعزة نفس في أريحية دون مساعدة من أي فرد من العائلة. ويقول المتحدثان «للأسف تفاجأنا عند يوم الترحيل باشتراط القائمين على الترحيل مرافقة والدنا إلى المنزل الجديد، ورغم أن الوالد قام بتحويل الأغراض والأثاث إلى غاية عمارة الشقة الجديدة بموقع الزفزاف،بينما بقينا نحن في داخل الكوخ ورفضنا مغادرته ومرافقة والدنا للشقة الجديدة لكن في آخر لحظة تفاجأنا بعودة والدنا محملا بالأغراض، بعدما اشترطوا عليه أن يأخذنا معه حتى يتسنى لهم تهديم البيت القصديري».
و بما أن العملية لم تتم فالشقيقين لا زالا يعيشان رفقة والديهما وأختهما على نفس الحالة بلا ويصران على البقاء والعيش في كوخيهما مهما كلفهما الأمر ، على التنقل مع والدهما للمنزل الجديد. النصر تنقلت أمس لمنزل الشقيقين حيث وجدنا نبيل في كوخه الذي كان يبدو من الوهلة الأولى بأنه دهليز يغطيه الظلام الدامس بسبب تزامن ذلك وانقطاع التيار الكهربائي والغريب في الأمر أن الكوخ الضيق يستعمل حسب ما ذكر لنا نبيل في النوم والطهي والغسيل وما آثار استغرابنا أنه يتواجد به مرحاض في منظر لا يمكن أن تتحمله النفس البشرية، فما أدراك أنه يعيش على هذه الحالة منذ 20 سنة.
وعلى بعد أمتار قليلة وجدنا شقيقه محمد على كرسيه أمام باب كوخه ويعيش نفس معاناة أخيه وجدناه وعلامات الحيرة بادية على ملامح وجهه وقال أنه مصدوم من اقصائه وشقيقه من الاستفادة من السكن لكونهما يتوفران على الشروط الضرورية وتابع يقول :» ما يثير استغرابي أن حالات مماثلة لحالتنا في الحي كانت ضمن المستفيدين من السكن وهذا ما زاد في قلقنا» وأكد بأن القائمين على الترحيل يريدون أن يجبروهما على مرافقة والديهما للمسكن الجديد  واعتبروا ذلك بالأمر المستحيل لعدة اعتبارات أولها رغبتهما الشديدة في الزواج والسكن في منزل مستقل عن العائلة،  حيث كانا ينتظران بفارغ الصبر أن يستفيدا من سكن حتى يكملان نصف دينهما، وأبديا استعدادهما لإبرام عقد الزواج على الفور، كما أضافا أنه لا يمكنهما أن يشتركا في مرحاض واحد، فضلا عن خروجهما ودخولهما المنزل وما قد ينجر عن ذلك من تعقيدات وخلافات و إزعاج للأهل، والأكثر من هذا أنهما قادرين حسب ما ذكرا لنا على التكفل بدفع مستحقات السكن.
من جهته أكد والدهما عبد المجيد بأن   نبيل ومحمد يعيشان منذ حوالي 20 سنة   في كوخين بمفرديهما وقد رفضا التنقل معه يوم الترحيل إلى المنزل الجديد وأصرا على البقاء في كوخيهما نظرا لرغبتها بالاستفادة من سكنين من أجل الزواج. وهذا ما لمسناه من طرف نبيل ومحمد على أنهما يستحيل عليهما التنقل مع والديهما ولهذا يتوجهان للوالي قائلين:» في نفس اليوم الذي صنعتم فيه فرحة سكان حي الماتش وأدخلتهم البهجة في نفوسهم، صنعتهم أيضا ودون قصد في نفسيتنا نكسة وصدمة خاصة لما تم رفض طعوننا،  وعليه نأمل أن تنصفنا عاجلا غير أجلا بسكن لكل واحد منا نؤسس فيه  عائلة ويضمن لنا العيش والاستقرار العائلي»  .تجدر الإشارة أن والي الولاية درفوف حجري سبق وأن أكد في تصريحات صحفية عشية الترحيل أن المجال يبقى مفتوحا لدراسة بقية الحالات التي لم تتحصل على سكن.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى