شـاب مـن باتنــة يخصـص سيارتــه لنقــل المرضـى مجانــا
في مبادرة خيرية فريدة من نوعها، بادر الشاب حمزة سداري من ولاية باتنة، إلى تخصيص سيارته لنقل المرضى مجانا داخل و خارج الوطن، و أكد حمزة ابن بلاد صدام بالحي الشعبي بوعقال للنصر، بأن هدفه خيري بحت بعيد عن كل التأويلات و الشكوك، خاصة بعد أن شكك كثيرون في نيته ، مثلما قال، و من بينهم أطباء استنكروا مساعدته لمرضى بنقلهم نحو تونس للعلاج.
الشاب حمزة سداري، البالغ من العمر 30 سنة، متزوج وأب لطفلين يشتغل في التجارة، وعلى الرغم من التزاماته العائلية والمهنية، إلا أنه ينظم وقته و يخصص جزءا منه لنقل المرضى على متن سيارته، كما أكد لنا، مشيرا إلى أن طبيعة مهنته المتمثلة في التجارة الحرة، مكنته من التحرر وتخصيص أيام لنقل المرضى، و بالتالي تجسيد المبادرة التي بدأها منذ حوالي شهرين. بخصوص فكرة نقل المرضى مجانا بواسطة سيارته و هي من طراز  رونو سيمبول، كتب في بابها بأنها مخصصة لنقل المرضى و سجل رقم هاتفه النقال، أكد الشاب حمزة بأن الفكرة خطرت له و أراد تجسيدها بعد المعاناة التي وقف عليها ولا يزال يعيشها مع والدته التي تعاني من عجز كلوي، فما يعيشه مع والدته جعله يشعر بمعاناة مرضى آخرين، ليست لهم إمكانيات للعلاج والتنقل، و ضمانه للنقل لبعض المرضى الفقراء والمحتاجين، يعد أقل شيء يمكن أن يقدمه.
حمزة الذي التقيناه بالقطب السكني حملة 03 ، فتح لنا قلبه واكتشفنا روحه المرحة وشخصيته البسيطة، و راح يروي لنا المعاناة التي يعيشها مع والدته التي تعاني عجزا كلويا، يضطرها للتنقل بصفة دورية للخضوع للتصفية الدموية بواسطة الآلات الخاصة بالعيادات، وقال بأنه هو وإخوته يتداولون على نقلها والتكفل بها، و يجبرون أحيانا على التنقل إلى العاصمة أو ولايات أخرى، لاقتناء أدوية وأغراض ضرورية تتوقف عليها حياة والدتهم.
الشاب أكد بأن المعاناة التي تعيشها والدته، حركت فيه الرغبة في العمل الخيري لفائدة فئة المرضى الفقراء و المحتاجين، الذين عايش حالات الكثير منهم، و هدفه هو ابتغاء مرضاة الله، وبخصوص إقبال المرضى، قال بأنه ومنذ إعلانه عن تخصيص سيارته لنقل المرضى مجانا، وتداول مبادرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الفايسبوك،  أصبح مشهورا وبات هاتفه لا يتوقف عن الرنين، حيث يتلقى اتصالات من مختلف ولايات الوطن.
 هذا الواقع جعله لا يستطيع تلبية كل الطلبات، وهو ما جعله يوضح للراغبين في التنقل، بأن الانطلاق يكون من ولاية باتنة، حتى تسهل عليه مهمة الذهاب والإياب و التفرغ لحياته الخاصة، موضحا بأنه يقوم بنقل الحالات الاستعجالية للفئات الهشة، وليس لأصحاب المواعيد.

وبخصوص هذه التجربة، أكد المتحدث بأنها لقيت استحسانا وسط المواطنين، خاصة المرضى، مشيرا إلى تنقله عديد المرات إلى الجزائر العاصمة و تونس، و لم يجد صعوبات أو عراقيل خلال تجسيد مبادرته، منوها بالاحترام الذي وجده من هيئات نظامية كالشرطة والدرك خلال مروره بالحواجز الأمنية، خاصة وأن سيارته تحمل لافتة “النقل الصحي مجانا للمرضى”.
وتأسف حمزة لشيء واحد و هو التشكيك في ما يقوم به من بعض الأطباء، الذين قال بأنهم هاجموه و اتهموه عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بكونه ينقل المرضى لتونس، وقال بأن الاتهامات حزت في قلبه ، غير أنها زادته تحديا داعيا أولئك الأطباء للتكفل بالحالات الإنسانية مجانا ، عندها سيتوقف عن نقل المرضى.
يـاسين عبوبو     

الرجوع إلى الأعلى