حملة عبر الفايسبوك تخرج الشيخ  زروق من براثن  الوحدة و النسيان
يعيش زروق عبد الحميد، البالغ 85 سنة من العمر، ظروفا اجتماعية قاسية، في غرفة وسط مدينة قسنطينة، و لا يملك الرجل الطاعن في السن و الذي يشكو من أمراض مختلفة، ما يسد به رمقه، لولا ما يجود به بعض المحسنين، ويفتقر إلى أدنى رعاية صحية أو اجتماعية.
و قد قامت مؤخرا مجموعة من الشباب المتطوع بحملة عبر الفايسبوك، ساهمت في إخراج الشيخ من بعض المعاناة التي كان يعيشها منذ سنوات طويلة.
زرنا منزل عمي عبد الحميد فوجدناه وحيدا مستلقيا على فراشه، الذي لا يستطيع مبارحته بسبب عدم قدرته على التحرك إلا بصعوبة كبيرة، و كانت علامات المرض و العياء تبدو واضحة على وجهه، لم يسألنا عن هويتنا و اكتفى بالترحاب بنا.
لم نجد في بيته سوى كسيرات و بعض المياه المعدنية، قال بأنه كل الزاد الموجود في البيت و لولا الجيران الذين يقومون بإطعامه، لبقي دون طعام، أما بيته القديم الواقع في الطابق العلوي لأحد بنايات شارع «فرنسا»، و الذي يظم غرفتين صغيرتين فقط، فكان يظهر في حالة مزرية، فالسقف مهترئ و يكاد يسقط، و الجدران متشققة، و الغبار و الأوساخ تغطي المكان، الذي يبدو أنه لم ينظف منذ سنوات.
زروق عبد الحميد ، الذي ولد سنة 1931 بقسنطينة، أكد بأنه عاش حياته وحيدا، و لا يزال كذلك، إذ لا يملك أي قريب يزوره، عدا ابن أخته الذي يسكن غير بعيد عنه، و الذي يعاني بدوره من ظروف اجتماعية صعبة.عمي عبد الحميد قال بأنه لا يملك أي مدخول مادي، و حتى منحة الإعاقة التي كان يستفيد منها في سنوات سابقة، لم تعد تصله، لأسباب لا يعرفها، رغم أنه يعاني من مرض الأعصاب و أمراض أخرى لم يذكرها، مؤكدا بأنه لم يعد يقوى حتى على الحراك، و مع ذلك لم يزر طبيبا منذ سنوات، و عن السبب يقول بأنه لا يملك تكلفة العلاج، و لا يمكنه تكبد عناء التنقل بين الأطباء و العيادات.
و أمام الحالة المزرية التي يعيشها هذا الشيخ الطاعن في السن، كان لجمعية «أمل سيرتا»، هبة تضامنية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استجاب لها بعض المحسنين، قامت من خلالها بترميم بيته و تنظيفه و طلائه، و زودوه بأثاث و فراش جديد و بعض الضروريات من أواني و ثلاجة و فرن و مدفأة و حتى تلفاز، و لم تتوقف مجهودات القائمين على الجمعية عند هذا الحد، حيث عرضوا عليه الزواج من امرأة متقاعدة لا تملك بدورها أسرة، مؤكدين بأن هذه المرأة رحبت بفكرة الارتباط به، قصد التكفل و الاعتناء به. كما وجهوا نداء إلى الجهات المعنية من أجل التكفل بحالة الشيخ، من خلال استفادته على الأقل من منحة شهرية.
عبد الرزاق.م  

الرجوع إلى الأعلى