لا تزال ردود الفعل تتوالى عقب التصريحات التي شنها المرشح الجمهوري للرئاسيات الامريكية دونالد ترامب الداعية إلى منع المسلمين من دخول أمريكا، حيث أثار هذا التصريح جدلا واسعا و ردود فعل قوية في الولايات المتحدة وأنحاء عديدة من العالم، صدرت عن شخصيات بارزة وهيئات رسمية دولية وبتوقيعات مواطنين، لكن أبرز ردود الفعل التي لاقت تأييدا واسعا تلك التي قام بها المخرج الأمريكي مايكل مور، حين قام أمس بمظاهرة صامتة أمام برج ترامب حمل فيها لافتة مكتوب عليها "كلنا مسلمون"

"كلنا مسلمون" ... حملة عالمية أطلقها هذا المخرج و لاقت إنتشارا واسعا عبر مواقع التواصل، حيث حولها رواده إلى هاشتاغ... وعقب تظاهرته الصامتة التي قام بها نشر تدوينة على حسابه الشخصي تداولها الآلاف، قال فيها "ذهبت اليوم للوقوف أمام برج ترامب وبيدي لوحة حملتها حتى مجيء الشرطة إلى المكان، بعدها عدت أدراجي إلى المنزل وكتبت رسالة لدونالد، ذكرته فيها بواقعة اول تعارف بيننا عبر برنامج تلفزيوني و كيف أنه كان مذعورا مني و خائفا من إنتقاداتي عبر الشاشات كما هو مذعور اليوم من المسلمين.

 مور دعا في ختام رسالته كل من قرأها إلى التوقيع على بيان يقول "كلنا مسلمون" و بنشر صورهم و هم يحملون لافتة عليها العبارة ذاتها" كلنا مسلمون" عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي.

فحوى الرسالة جاءت كالآتي : عزيزي دونالد ترامب، أما بعد،

فلعلك تذكر "لا بل أكيد أنك تذكر، كيف لا وأنت صاحب "الذاكرة الممتازة"" كيف التقينا في نوفمبر 1998 في الأستديو الأخضر لبرنامج حواري كان مزمعا ظهورنا عليه عصر ذاك اليوم. لكن قبل البث المباشر ببضع دقائق سحبتني منتجة البرنامج جانبا لتهمس لي أنك "متوتر" من المقابلة معي وأنك تخشى أن أنقض عليك على الهواء وأحطمك أمام الناس، وقالت لي أنك تريد أن تضمن عدم "مساسي بك أو محاصرتك".، سألتها آنذاك بكل استغراب: "أيظن أني سأهجم عليه وأخنقه مثلاً؟" فأجابتني المنتجة: "لا، لكنه يبدو متوترا منك".،فقلت لها: "هكذا إذاً؟ لكني لم يسبق لي أن قابلت هذا الرجل في حياتي، وما من سبب لديه ليخافني. حقيقةً لا أعرف الكثير عنه سوى أنه يحب وضع ملصقات اسمه على الأشياء. إن شئتِ سأكلمه".

وهكذا كان كما تذكر، جئتك وتحدثت إليك وقدمت نفسي لك، ثم قلت لك إن "المنتجة قالت لي أنك قلق من أن أقول أو أفعل شيئاً ما لك أثناء البرنامج. أرجو المعذرة وعدم المؤاخذة فأنا بالكاد أعرفك. أنا من ميشيغان. رجاء لا تخف أو تقلق مني لأننا سننسجم ونكون على ما يرام!".

وعندها تنفستَ الصعداء وبدا الارتياح عليك، ثم اقتربتَ وهمستَ لي: "كل ما أردته تحاشي وتلافي أي مشكلة على الهواء وأن أتأكد، يعني، من أننا سننسجم ونتفق وأنك لن تنتقدني أو تنصب لي فخاً لتسخر من إحدى السخافات."

أسررت حينها في نفسي: "أنصب فخاً لأسخر منك؟ أين نحن، أفي الصف الثالث الابتدائي؟" فاجأتني بمَنطِقك وكلامك لأنك دوماً تصف نفسك أنك رجلٌ صلب من كوينز بينما أمامي بدوْتَ فأراً مذعوراً.

ظهرنا على الهواء مباشرة وأجرينا اللقاء بلا مشاكل ولا مقالب، إذ لم أشد شعرك أو ألصق علكة بمقعدك لأنصب لك فخاً، وكل ما أذكره عن انطباعي عنك بعد مغادرة الأستديو كان: "ياله من رعديد جبان!"

والآن ها نحن في عام 2015، وها أنت وكثير من أمثالك البيض الساخطين تشعرون بالذعر والهلع من "البعبع" الغول الآتي ليأكلكم. البعبع في حالتك يا دونالد هو كل المسلمين، ليس فقط المجرمين منهم، بل كـــلـــــهــــم.

لحسن الحظ عزيزي دونالد أنك وأعوانك ومؤيديك لستم تشبهون أميركا اليوم في شيء. أميركا اليوم ما عادت دولة رجال بيض ساخطين. إليكَ إحصائية: 81% من الناخبين الذين سيختارون الرئيس العام القادم هم إما من الإناث أو من أعراق ملونة أو من اليافعين بين 18-35، يعني ليسوا أنت ولا يشبهونك في شيء وليسوا من مريديك رئيساً قائداً لدولتهم.

وهكذا بحركة يائسة مخبولة قمتَ أنت بالحض على منع وحظر دخول المسلمين إلى هذا البلد. تربَيتُ على الإيمان بأننا جميعاً إخوة وأخوات بغض النظر عن العرق أو الدين أو لون البشرة، يعني إن أردتَ أن تحظر المسلمين فعليك أولاً أن تحظرني أنا الآخر والجميع معي لأننا كلنا مسلمون.

كلنا مسلمون كما كلنا مكسيكيون وكاثوليك ويهود وبيض وسود وكل درجة لون أخرى بين اللونين. كلنا أبناء الله "أو الطبيعة أو كيفما كان معتقدك"

كلنا جزء من عائلة إنسانية واحدة، ولا تقدر على تغيير هذه الحقيقة مهما قلت أو فعلت ولو مقدار حبة من خردل. وإن كانت الحياة مع هذه القوانين الأميركية لا تعجبك، فاغرب واذهب إلى إحدى غرف حبس الأطفال المشاكسين في أي من أبراجك، وامكث هناك وتفكر بفعلتك.

من بعدها دعنا واتركنا بسلام ننتخبْ رئيساً حقيقياً قوياً وذا قلب كبير، قوياً بما يكفي على الأقل لئلا ينتابه الذعر من الجلوس على أريكة برنامج حواري إلى جانب رجل يعتمر قبعة كرة قدم. لستَ بالصلابة التي تدعيها يا دودو، وأنا شاكرٌ لأني عرفتك على حقيقتك عن قرب قبل سنوات.

"نحن جميعا مسلمون" تعامل مع هذا، وأطالب كل من يقرأ هذا الخطاب أن يدخل على موقعى الخاص ويوقع على تصريح "كلنا مسلمون" وينشر صورته مع هذه اللافتة وأن يستخدم هاشتاج "كلنا مسلمون"، متابعا : "أنا سأنشر كل هذه الصور على موقعى وسأرسلها لك وممكن أن تنضم إلينا إذا أحببت". 

فافعل ما بدا لك....مع أطيب التمنيات، مايكل مور   

بوقرن أسماء
الرجوع إلى الأعلى