ملاك أراضي و فلاحون يطالبون بإعادة الحياة لقرية “دار الواد” بمسعود بوجريو
يطالب عدد من ملاك الأراضي و بعض الفلاحين الناشطين بقرية «دار الواد» الواقعة ببلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، بإنجاز طريق يربطهم بالبلدية و بمدّهم بشبكات الكهرباء و الغاز و الماء، للتمكن من العودة إلى بيوتهم و أراضيهم التي هجروها منذ سنوات، و استئناف نشاط تربية المواشي و زراعة الخضر و الفواكه.
و باتت منطقة «دار الواد» الواقعة على حدود واد الرمال في المنطقة الفاصلة بين بلدية مسعود بوجريو و بلدية القرارم التابعة لولاية ميلة، معزولة منذ منتصف التسعينات، بعد أن هجرها كامل سكانها بسبب انعدام الأمن خلال تلك الفترة، قبل أن يقام مشروع سد بني هارون الذي قطع الطريق الرابط بين القرية و الطريق الوطني رقم 27، ما أدخل المنطقة في عزلة تامة، و قام العديد من ملاك الأراضي في الاستثمار في تربية الأبقار و الأغنام و زراعة الخضر و الفواكه و أشجار الزيتون، منذ عودة الاستقرار إلى المنطقة، غير أن البيوت بقيت مهجورة من السكان.
«النصر» زارت منطقة «دار الواد» التي يصعب الوصول إليها، بسبب الحالة المزرية للطريق، فقبل عدة كيلومترات من الوصول إلى القرية، يصبح من شبه المستحيل مرور السيارات العادية، حيث يتطلب الأمر شاحنة أو سيارة رباعية الدفع، و قد لاحظنا داخل القرية بعض البيوت المهجورة المترامية الأطراف، فيما توجد العديد من الإسطبلات المخصصة لتربية الأبقار و الأغنام.
التقينا ببعض المستثمرين الذين يشتغلون في الفلاحة بالمنطقة، حيث أكدوا لنا بأن القرية مهجورة تماما من السكان منذ سنوات، فيما يقوم بعضهم بتربية الأبقار و الأغنام و زراعة الخضر و الفواكه، إذ يشتغلون في النهار و يغادرون ليلا نحو بلدية مسعود بوجريو و المناطق المجاورة التي يقطنون بها.
بعض من تحدث إلينا أكد بأنه يرغب في أن يعود للعيش بالقرية، خاصة أن عمله الأساسي يعتمد على أرضه التي تقع بالمنطقة، لكنهم أكدوا بأن ما يمنعهم من ذلك هو انعدام التنمية، إذ لا توجد طريق و لا توفر القرية على خدمات النقل و الكهرباء و الغاز و لا حتى الماء، رغم أنها تطل على سد بني هارون الأكبر بالجزائر.
و طالب المعنيون بإنجاز طريق يربط القرية بالطريق البلدي المؤدي إلى مسعود بوجريو، بالإضافة إلى انجاز جسر لربط القرية بالطريق الوطني رقم 27 المؤدي إلى القرارم بولاية ميلة، كما طالبوا بمدّ مختلف الشبكات من كهرباء و غاز و ماء، فيما أكد مصدر من بلدية بوجريو بأن المنطقة حاليا تضم حوالي 500 رأس من الأبقار و قرابة 700 رأس غنم فيما تساهم في تزويد المنطقة بالحليب، كما تنتج كميات كبيرة من الخضر و الفواكه التي تباع في سوق الجملة بقسنطينة.
نائب رئيس بلدية مسعود بوجريو أكد بأن مصالحه تسعى بدورها إلى إعادة القرية إلى سابق عهدها في التسعينات، أين كانت تضم أكثر من 40 بيتا مأهولا بالسكان، موضحا بأن مشروعا لإنجاز طريق بلدي رابط بمركز البلدية مسجل و ينتظر التجسيد، فيما ذكر بأن معملية انجاز جسر يربط بالطريق الوطني 27 هو مشروع ولائي ينتظر التجسيد أيضا، مضيفا بأن البلدية تعمل مع مصالح سونلغاز على إعادة تزويد بعض البيوت بالكهرباء، ليؤكد بأن مشروع الطريق سيعيد السكان إلى المنطقة و سيسمح ببعث مشاريع الربط بمختلف الشبكات.   
   عبد الرزاق / م

الرجوع إلى الأعلى