المقاولات توقفت من أجل مستحقاتها المالية
هجرت المقاولات المكلفة بالمشاريع المتبقية الخاصة بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية الورشات لعدم تلقي أصحابها مستحقاتهم المالية . و عدم تسوية الوثائق الإدارية الخاصة بالصفقات لدى مديرية التجهيزات العمومية ، في وقت لا تزال الأشغال متوقفة بمشاريع ترميم العمارات و القطاع المحفوظ للسبب نفسه.
و لاحظت “ النصر” يوم أمس بأن مختلف المشاريع التي لم تستلم قبل التظاهرة، تشهد حالة من الركود . حيث كانت أغلبية الورشات خالية من العمال و لا يوجد بها ما يدل على وجود أية حركية . في مقر الولاية القديم بحي القصبة ، الذي تحول إلى مركز للفنون و كان من المفترض أن يستلم بعد شهرين من إنطلاق التظاهرة ، إضطر صاحب المقاولة لمغادرة الورشة ، منذ أزيد من شهر بسبب عدم تلقيه لمستحقاته المالية . كما أن العمال الصينيين و الجزائريين غادروا الورشة إلى وجهات أخرى ، حسبما أكده لنا عامل وجدناه بالمكان.
و لم يختلف المشهد كثيرا في مشروع « المدرسة « بشارع العربي بن مهيدي، حيث أكد لنا مصدر من الورشة بأن مديرية التجهيزات العمومية ، لم تسو الوثائق الإدارية لإتمام الصفقة إلى حد الساعة ، على الرغم من إنطلاق الأشغال قبل أزيد من 6 أشهر . كما أن المقاولة لم تتلق مستحقاتها ، مما دفعها إلى التوقف عن العمل . أشغال النجارة المسندة إلى مقاولة أخرى توقفت هي أيضا لذات السبب . في المكتبة الحضرية بشارع زعموش ، أسر لنا مصدر من المشروع بأن الورشة تسير بوتيرة عادية ، لكن يبقى إشكال المستحقات المالية عالقا حيث لا تزال المؤسسة تنتظر الحصول عليها.
مست التأخرات مشاريع ترميم و إعادة تأهيل العديد من العمارات بوسط المدينة، على غرار شارعي بلوزداد و طاطاش بلقاسم . بالإضافة إلى المنظر الجميل و عواطي مصطفى، و كذا عمارات السيلوك و شارع العربي بن مهيدي . حيث لا زالت ورشات مفتوحة ينتقد المواطنون بطء وتيرة الإنجاز فيها . كما يرون بأنها شوهت صورة المدينة و أزعجت قاطنيها . في وقت أكد لنا أصحاب شركات مناولة بأنهم توقفوا عن العمل إضطراريا بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية إلى حد الساعة ، رغم  تطمينات مديرية السكن . بينما تظل مشاريع ترميم القطاع المحفوظ بالأحياء القديمة للمدينة ، مجرد حبر على ورق، حسب ما أكده لنا قاطنو تلك الاماكن.
وكان والي قسنطينة ، قد اعترف في أكثر من مرة ، بتأخر المشاريع المتبقية الخاصة بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية ، لكنه أكد بأنها تستلم قبل نهاية السنة الجارية ، بإستثناء مشاريع القطاع المحفوظ التي ستستمر بها الأشغال لسنوات بالنظر إلى صعوبتها و دقتها . كما حمل القائمين على مديرية التجهيزات العمومية و المقاولات مسؤولية تأخر المشاريع . وسبق للمقاولات المعنية أن طرحت إشكالية المستحقات المالية على الأمين العام لوزارة السكن في آخر زيارة له للولاية.
حاولنا تلقي توضيحات من مديري السكن و التجهيزات العمومية ، لكن تعذر علينا ذلك كونهما في عطلة . ولم نتمكن من الحصول على معلومات من مدير ديوان تسيير و إستغلال الممتلكات الثقافية المحمية .
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى