مجلس أخلاقيات الصيادلة يحمل الموزعين مسؤولية فوضى سوق الأدوية
يعاني المرضى على مستوى ولاية قسنطينة في الآونة الأخيرة، من ندرة  في عدد كبير من الأدوية الخاصة بعلاج أمراض خطيرة كالضغط والاضطرابات النفسية على مستوى الصيدليات، التي حمل أصحابها المسؤولية للموزعين وتحدثوا عن إغرائهم برحلات إلى الخارج من أجل اقتناء كميات كبيرة.
وأشار أصحاب صيدليات تحدثنا إليهم في جولة قمنا بها على مستوى مدينة قسنطينة، بأن المرضى محرومون من عدد من الأدوية بسبب ندرتها في الأيام الأخيرة، مثل المضاد الحيوي "أوكساسيلين" المعد للحقن، الذي أجمع جميع الصيادلة بأنه غير متوفر منذ مدة، ما يدفع المرضى إلى العودة لأطبائهم من أجل استبداله بدواء آخر، كما أصبح من النادر أيضا العثور على أدوية أخرى خاصة بمشاكل القلب وارتفاع الضغط، على غرار دواء "ألدوميت 250 مغ" الذي تستعمله النساء الحوامل لمعالجة مشاكل الضغط الناجمة عن الحمل، فيما نبه محدثونا أيضا بأن بعض مضادات الاكتئاب الخاصة بالمصابين باضطرابات نفسية لم تعد متوفرة حاليا، كدواء "فالزيبام آجيس" و"أنافرانيل 75 مغ"، فضلا عن مضاد الدهون "ليبونتيل 160 مغ" الذي لا يزال نادرا في السوق، بالرغم من أنه كان من المفترض أن  يسوق  شهر نوفمبر الماضي وبشكل عادي.
صيدلي آخر بأحد الأحياء الواقعة شرق المدينة، أفاد بأن بعض المقويات الخاصة بالنساء الحوامل تعرف نقصا أيضا، على غرار دواء "زانيكسترا"، مشيرا إلى أن المشكلة تمتد إلى المنتوجات شبه الصيدلانية، فمصل الماء المالح من الحجم الكبير يعرف ندرة أيضا في الأيام الأخيرة، ما تسبب في مشكلة حتى على مستوى بعض العيادات، كما أشارت مصادر من العاملين ببيع المواد المذكورة بالجملة، بأن عددا كبيرا من المنتوجات شبه الصيدلانية غير متوفرة في الشهرين الماضيين، على غرار المراهم وبعض المواد العلاجية الأخرى.الصيادلة أوضحوا لنا بأن مصدر المشكلة يكمن في الموزعين وبائعي الأدوية بالجملة، الذين يتسببون في الندرة حسبهم من أجل إجبار الصيادلة على اقتناء الأدوية التي تقترب تواريخ انتهاء صلاحيتها مقابل وضع كمية صغيرة من الأدوية التي تعرف ندرة بالسوق، حيث أكدوا لنا بأن الأمر يتفاقم مع اقتراب نهاية السنة، فيما أوضح رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الصيدلي لناحية قسنطينة، كمال بغلول، بأن الأمر يصل ببعض موزعي الأدوية إلى إغراء الصيادلة برحلات إلى الخارج وهدايا ثمينة مقابل اقتناء طلبيات خاصة من الأدوية، مشيرا إلى أن عملية استيراد الأدوية من الخارج تسير بشكل عادي، فضلا عن أن مختلف الأنواع الضرورية متوفرة، إلا أن "التلاعب" بها يؤدي إلى حرمان المرضى منها ويتسبب في ندرتها.كما أوضح رئيس مجلس أخلاقيات المهنة أيضا بأن الأدوية التي تعرف ندرة في الوقت الحالي يمكن استبدالها بأدوية أخرى، منبها بأن المريض لن يحرم من العلاج، لكنه شدد على ضرورة مراجعة عدد موزعي الأدوية على مستوى ولاية قسنطينة، حيث اعتبره مبالغا فيه، واعتبر السوق غير مستقرة، مشيرا إلى أن الكمية كافية لكن المشكلة تظل في فوضى التوزيع.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سبق لها وأن أعلنت عن فتح تحقيق مطلع شهر نوفمبر المنصرم، بشأن ندرة دواء "سينتروم" الخاص بعلاج أمراض الضغط الشراييني والقلب على مستوى الوطن، كما وصفت النقص المسجل آنذاك بـ"المفتعل والناتج عن تصرفات مشبوهة"، فيما أفاد وزير الصحة بداية الأسبوع الجاري بأنه تم في سنة 2015 رفع الغلاف المالي المخصص للدواء ليصل إلى 10 آلاف مليار سنتيم من أجل القضاء على الندرة، بعد أن كان يبلغ حوالي 5 آلاف مليار قبل ثلاث سنوات.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى