تهيئة منعدمة وجيوب عقارية مهملة بأقدم المناطق الصناعية
تحولت المنطقة الصناعية «بالما» بقسنطينة، إلى فضاء لقاعات الأعراس و بيع الخمور وأصبحت تقترب في ملامحها من التجمع السكني، بدل أن تكون قطبا اقتصاديا ينتج الثروة و يوفر مناصب الشغل للشباب، فمظاهر انعدام التهيئة و الفوضى و إهمال القطع الأرضية، باتت تطغى على صورة أقدم منطقة صناعية بالولاية.
بدت لنا المنطقة الصناعية خلال جولة استطلاعية قمنا بها و كأنها  حي سكني، إذ لا يوجد بها ما يدل على أنها قطب صناعي أو اقتصادي، فمظاهر دخول الشاحنات و هي محملة بالسلع أو وجود الآليات مصطفة أمامها من أجل شحن المنتوجات غائبة تماما، و حتى الضجيج و الحركية التي تعرف بها المناطق الصناعية منعدمة، فالزائر لها يقف على ركود و هدوء شديدين في جل أجزائها، ما يعطي الانطباع بأنها مهجورة ولا يوجد بها أي نشاط.و لاحظنا في استطلاعنا  أن العشرات من القطع الأرضية التي تتربع على مساحات شاسعة،  بالإضافة إلى بعض المصانع  و المنشآت القديمة، مهملة و غير مستغلة على غرار مقر شركة «سوناتيبا»، كما أن أغلبية النشاط الصناعي السائد في المنطقة، يقتصر على صناعة الدواء و بعض النشاطات الأخرى المحدودة، كصناعة النسيج و الأحذية، بالإضافة إلى نشاط بيع السيارات الجديدة، في الوقت الذي وقفنا فيه  على وجود بعض النشاطات غير المرخصة، حيث استغل البعض  نقص العامل الرقابي وقاموا باستغلال بعض المنشآت القديمة في أعمال حرة كالحدادة والنجارة.
و تحولت العديد من أجزاء المنطقة الصناعية، إلى فضاءات لبيع و تناول الخمور طيلة فترات اليوم، ناهيك عن الاعتداءات و الشجارات اليومية التي حولت المكان إلى مسرح للفوضى و الممارسات اللاأخلاقية، ما بات يشكل هاجسا لمرتادي المنطقة الصناعية و حتى لسائقي سيارات الأجرة الذين أصبحوا يعزفون عن نقل الزبائن إليها، فيما يعرف نشاط قاعات الحفلات تزايد مستمرا إذ وصل عدد القاعات الموجودة إلى ثمانية، كما انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة محلات الأكل السريع، التي باتت تستقطب العشرات من الزبائن القادمين من مختلف أحياء المدينة، إضافة إلى وجود سكنات آهلة بالسكان أعلى المنشآت التجارية والصناعية.
و تعرف طرقات المنطقة الصناعية حالة سيئة منذ سنوات، حيث باتت مظاهر الحفر و التسربات المائية و الأوساخ و أكوام قارورات الخمر، من السمات المميزة للمكان على مدار السنة، في الوقت الذي أكد فيه العديد من العمال بأن المنطقة لم تستفد من أية عملية تهيئة شاملة منذ أكثر من عشر سنوات، باستثناء بعض الإصلاحات التي تمس أحيانا بعض أجزاء الطرقات.
وكان والي الولاية قد أعلن في أكثر من مرة عن انطلاق عملية لتطهير العقار الصناعي بالولاية و استغلال المساحات الشاغرة في النشاط الاستثماري، باعتبار وجود العديد من ملفات الاستثمار العالقة، لكن تبقى المشكلة حسبه في عدم توفر العقار، كما طالب منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي بضرورة إحصاء الأراضي الشاغرة و استغلالها في النشاط الصناعي الحقيقي، بدل تحويلها إلى نشاطات لا علاقة لها بالإستثمار،  فيما اشتكى مستثمرون من نقص الأمن و انتشار قاعات الحفلات و بائعي الخمور بمناطق النشاطات، في الوقت الذي ينتظرون فيه منذ سنوات الإستفادة من جيوب عقارية لخلق أنشطة صناعية جديدة
للإشارة فقد حاولنا مقابلة مدير مؤسسة التسيير العقاري لولاية قسنطينة في العديد من المرات لكن لم نتمكن نظرا لعدم تواجده في مكتبه وتأجيل الموعد في كل مرة.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى