تأهب بمصلحتي الإنعاش و الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة  
كشفت مصادر طبية من المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، عن استقبال ثلاث حالات يشتبه في إصابة أصحابها بفيروس انفلونزا الخنازير “أش 1.أن 1”، في الوقت الذي تعرف فيه مصلحتا الأمراض المعدية و الإنعاش حالة تأهب قصوى، بسبب تخوف الأطباء من خطر انتشار العدوى إلى مرضى آخرين و حتى إلى مرافقي المرضى.
و ذكرت مصادرنا بأن الحالات تخص ثلاثة أشخاص من ولاية تبسة، يعانون من صعوبة في التنفس و التهاب حاد في الجهاز التنفسي، حيث يرقد أحدهما حاليا بقسم طب الرجال بمصلحة الأمراض المعدية في غرفة معزولة، لاحظنا خلال تنقلنا إليها أمس بأنها تقع في آخر القسم و كتب على بابها “ممنوع الدخول”، فيما يخضع الاثنان المتبقيان إلى العلاج بمصلحة الإنعاش، و علمنا بأن حالتيهما في درجة متقدمة من الخطورة، كما تحدث مصدرنا عن إمكانية انتقال الفيروس إلى مرضى آخرين بمصلحة الإنعاش، حيث كان من المفروض حسبه أن يتم عزل جميع المصابين بجناح خاص، بدل توزيعهم على المصالح و تخصيص فريق طبي خاص بكامل العتاد لمتابعة حالاتهم.
و وصف مصدرنا الأعراض التي ظهرت على المرضى بغير العادية نظرا لاختلافها عن أعراض الأنفلونزا الموسمية، حيث ذكر بأن جميع الأعراض و الآلام التي يعانون منها توحي، حسبه، بشكل كبير إلى إصاباتهم «بفيروس أش 1 أن 1»، بدء من  الارتفاع في درجة الحرارة، و الرعشة التي يصحبها سعال حاد مع آلام في الحلق و وهن في جميع أنحاء الجسم، مشيرا إلى أن التشخيص الحقيقي للمرض لن يتأكد إلا بعد ظهور التحاليل المخبرية من معهد باستور بالجزائر العاصمة، باعتبار أن الطبيب لا يمكنه أن يشخص الحالة بدقة إلا بعد ظهور النتائج النهائية، على حد قوله. و أضاف محدثنا بأن حالة من التخوف تسود في أوساط الطاقم الطبي و العاملين بمصلحة الأمراض المعدية، حيث أكد بأن رئيس المصلحة قدم تعليمات صارمة باستعمال وسائل الوقاية، فيما تحدث عن نقص كبير في الطاقم شبه الطبي، ما دفع بإدارة المصلحة إلى إجبار أهالي المرضى على مرافقتهم طيلة فترة مكوثهم بالمصلحة، حيث يقومون بفحص مستوى السكر و قياس الضغط الدموي، بالإضافة إلى قيامهم بتنظيف محيط المرضى وتغذيتهم، و هو ما أكده لنا مرافقو المرضى الذين تحدثنا إليهم، ليؤكد مصدرنا تسجيل حالات انتقال عدوى في أوساط أهالي المرضى، تتعلق حسبه بأمراض التهابات الكبد الفيروسي، التي انتقلت إليهم خلال فترة مكوثهم بالمصلحة على حد قوله.  وكانت وزارة الصحة قد أكدت بأن سبب وفاة 5 أشخاص بمدينة تبسة يعود إلى إصابتهم بأنفلونزا موسمية حادة، غير أن أهالي الضحية السادس المقيم ببلدية الشريعة ذكروا بأن الشهادة  التي حررها الطبيب المختص بمصلحة الإنعاش، تؤكد بأن سبب الوفاة يعود إلى إصابته بفيروس انفلونزا الخنازير. للإشارة فقد حاولنا الحصول على توضيحات من مسيري المستشفى بدء من المدير و المكلف بالإعلام وصولا إلى رئيس مصلحة الإنعاش، لكن لم نتمكن كون الجميع كان منشغلا بالتزامات مهنية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى