سكــان شعــاب الرصاص بقسنطينــة يطالبــون بتعبيد المسالــك الداخليــة و الإنــارة
يعيش سكان شعاب الرصاص بقسنطينة، محاصرين بالكثير من المشاكل اليومية المتعلقة بالتهيئة، التي خلفتها عقود من الزمن، بسبب وضعية منازلهم المُنجزة بشكل فوضوي و غياب المتابعة و الصيانة لشوارع الحي، في مقابل تزايد مستمر لعدد العائلات المتواجدة بالمكان، حيث يطالب المعنيون بتدخل السلطات لمساعدتهم على تخطي العراقيل التي تواجههم.
و تقع البنايات المكونة لحي شعاب الرصاص على ضفتي الطريق الذي يقود إلى المنطقة المعروفة بـ»بونفة» في الجذور، بعد المرور على المدخل الخلفي لجامعة الإخوة منتوري و مقابل عمارات حي بومرزوق، حيث تترامى منازل السكان بشكل تصاعدي على التل المؤدي إلى حي عين الباي، و بالجهة المقابلة لها و المطلة على الوادي، الذي تجري به عملية تهيئة من طرف الشركة الكورية «دايو»، و لكنها أقل عددا.  و لاحظنا خلال مرورنا بالمكان كثرة الحفر بالطريق و اهتراء أجزاء منها، حيث عبر لنا بعض السكان الذين تحدثنا إليهم، عن استيائهم من الأمر، و خصوصا من حالة الأرصفة المتآكلة، و احتلال مساحتها من طرف أصحاب المحلات، ما يدفع التلاميذ إلى المشي في الطريق ما يعرضهم لخطر صدمهم من طرف سائقي السيارات.
أطفال يقطعون كيلومترات للوصول إلى المدرسة و رحلة شاقة بحثا عن الماء
و أوضح السكان لنا بأن الأطفال يضطرون إلى قطع مسافة طويلة يوميا للوصول إلى المدرسة، حيث ينتقل الكبار منهم إلى غاية المتوسطة الجديدة التي أنجزت بحي «بونفة»، و فتحت أبوابها مع بداية السنة الدراسية الجارية، في حين يقطع تلاميذ الابتدائي، في الوقت الحالي، الوادي عبر جسر صغير وضعته الشركة الكورية تحت تصرفهم للوصول إلى مدرستهم إلى غاية استكمال المشروع، و إنجاز الجسر الذي ينتظره قاطنو الحي منذ عدة سنوات، فالمعبر الحديدي يُصبح غير قابل للاستعمال، حاليا، عند ارتفاع منسوب مياه الوادي في فصل الشتاء، و يُحرم الجميع من العبور عليه، على غرار الشيوخ الذين يتنقلون من خلاله إلى المستوصف الكائن مقره بحي بومرزوق، و حتى سكان العمارات القريبة يلجأون إليه للوصول إلى شعاب الرصاص.
و أخبرنا السكان بأنهم كانوا في السنوات السابقة، يقومون بإنشاء جسر تقليدي بالحبال و الأخشاب و إطارات العجلات، و عانوا طويلا من الأمر، حيث كانت تجرفه تيارات الوادي القوية بعيدا خلال فصل الشتاء، فيعيدون إنشاءه لتجرفه مجددا، كما تسبب الأمر في وقوع بعض الأشخاص في المياه. لكن مشاكل سكان شعاب الرصاص لا تتوقف عند الحد المذكور، فقد تحدثوا أيضا عن معاناتهم المستمرة من التذبذب في التزود بمياه الشرب، موضحين بأن الأطفال يضطرون إلى حمل الدلاء و التوجه إلى أحياء أخرى بحثا عن المياه، بعد عودتهم من المدارس، فضلا عن أن المشكلة دفعت، حسبهم، أغلب السكان إلى وضع خزانات بمنازلهم، و شراء المياه عند انقطاعها بمبالغ تصل إلى 1500 دج، و قد لاحظنا ذلك بمحلات غسل السيارات، التي صار الحي يُعرف بها، حيث يوجد فوق كل محل تقريبا، خزان للمياه من أجل التمكن من ممارسة العمل عند الانقطاع، فيما قال المواطنون إنهم رُبطوا بالمياه في السنوات القليلة الماضية، كما استفادوا من الربط بالغاز.
سكان يبحثون عن بريدهم في المسجد
و أكد محدثونا بأن البنايات التي يقطنون بها، لا تزال مصنفة على أنها فوضوية و لم يستفيدوا من التسوية بعد، رغم أن بعضهم قدم إلى الحي في ثمانينيات القرن الماضي، في حين لاحظنا أن الدروب الضيقة الواقعة داخل الحي مهترئة جدا، كما أن السكان قاموا ببناء الكثير منها بأنفسهم، و أنشأوا سلالم و عبدوا الأرضية باستعمال الإسمنت و الحجارة. و تظهر بين البنايات أيضا، بعض الأكواخ المُنجزة على النمط التقليدي الجزائري، مثل الموجودة في القرى، لكن السكان شددوا على مشكلة اهتراء المسالك الداخلية، التي تصبح موحلة عند هطول الأمطار، و بالكاد يمكن المشي فيها، بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية داخل الأماكن المذكورة ليلا، و اقتصارها على طريق السيارات فقط.
كما تحدث السكان عن صعوبة وصول الرسائل البريدية إليهم، بسبب غياب عناوين واضحة للمنازل، ما يدفع بساعي البريد إلى ترك فواتيرهم بالمسجد الواقع في نهاية الحي، و قد عبر أحد الساكنين بأنه يخشى دائما أن تصله فواتير ولا يعلم عنها، ما يجعله دائم السؤال في المسجد عن البريد الوارد إليه، أو في المقهى القريب منه أيضا.
و رغم العراقيل الكثيرة التي يعرفها الحي، فإن التجارة به تعرف حركية كبيرة، بسبب كثرة المحلات، و خصوصا في مجال بيع قطع غيار السيارات، الذي جاء كنشاط مكمل لانتشار محلات غسل المركبات، فضلا عن محلات بيع الأطعمة السريعة و المواد الغذائية و الخضر والفواكه، و بعض الأنشطة التجارية الأخرى، على غرار بيع ورق التغليف الغذائي. و قد أخبرنا أحد أصحاب المحلات بأنه يعمل بالحي ولا يقطن به. أما السيارات فتمر بشكل كبير من المكان، لأنه يُعد بالنسبة للسائقين كمهرب من الاختناق المروري الذي يشهده طريق الخروب و يؤدي أيضا إلى عدة أحياء أخرى.                     سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى