جامعيـــــون ينتقــــــدون وضـــــــع قطــــاع السياحــــــة بالولايـــــــة
انتقد، أمس، أساتذة جامعيون وضع قطاع السياحة بولاية قسنطينة، واعتبروا بأن الجهات المسؤولة عنه تولي قدرا كبيرا من الاهتمام للجوانب التقنية على حساب المؤهلات الثقافية و التاريخية، فيما دعا آخرون إلى المحافظة على الطبيعة المحيطة بالمدينة.
وشهد النقاش الذي أعقب الفقرة الأولى من اليوم الدراسي حول السياحة و التراث، المنظم من طرف كلية علوم الأرض و الجغرافيا و التهيئة العمرانية بقاعة المحاضرات بالكلية بزواغي، تعليقات حادة من طرف الحاضرين حول المداخلات التي قدمها أساتذة جامعيون و ممثل عن مديرية السياحة لولاية قسنطينة، حيث استُهل النقاش بتدخل من الفنان التشكيلي أحمد بن يحيى، الذي وصف وضع مدينة قسنطينة من الناحية السياحية بـ»المؤسف»، حيث شدد على ضرورة المحافظة على الطبيعة المحيطة بها على حالها و عدم «تدميرها» بالبناء بشكل مكثف، خصوصا و أن أرضيتها لا تسمح، بحسبه، بإنجاز بناءات كثيرة عليها، مضيفا بأنه كان يجب عدم قطع أشجار الطريق الغابي التي غرست لحماية المكان و الأحياء المحيطة به من الانزلاق.
و وجه الفنان في كلمته، نقدا لاذعا لمديرية السياحة و الصناعات التقليدية، و اتهمها بـ «جعل السياحة قطاعا بيروقراطيا»، رغم أنه مجال تتشارك فيه عدة قطاعات أخرى، على غرار الثقافة و التعليم و غيرها، لتبقى المسألة الأهم في كيفية حماية التراث المادي و غير المادي للوطن، بالنسبة إليه.
أما الأستاذ بوشارب عبد الوهاب من جامعة صالح بوبنيدر، فقد عقب على المتدخلين بالحديث عن ضرورة استغلال الجانب الثقافي و التراث اللامادي كالقصص الشعبية التي كانت تروى حول وادي الرمال، في النشاط السياحي، مضيفا بأنه من غير الكافي القيام بعملية تهيئة وحدها، لأن السائح لا يهتم أبدا بالجانب التقني للمشاريع و إنما بالكنوز التراثية التي تدفعه لزيارة مكان ما، على حد تعبيره.
أما الأستاذة سامية بن عباس، فوجهت سؤالا إلى ممثل مديرية السياحة حول عدد المعالم السياحية بقسنطينة، و قالت إن الطلبة لا يجدون الإحصاءات الخاصة بها عندما يتقربون من المديرية للقيام بأبحاث، في حين أوضحت المديرة السابقة لمتحف سيرتا، كلثوم قيطوني دحو، بأن مشكلة السياحة تتمثل في التأطير، الذي يعتبر، بحسبها، ضروريا من أجل تفعيل هذا القطاع، و شددت أيضا على ضرورة المحافظة على المعالم التاريخية للمدينة على حالها، حتى يستطيع الباحثون القيام بأبحاثهم بشكل دقيق، متسائلة عن الإحصاءات الخاصة بالسياحة الداخلية بين الولايات، و داعية إلى تقنين السياحة في ظل احترام الذاكرة الوطنية.
ممثل مديرية السياحة في اليوم الدراسي، دافع بشدة عن قطاعه وعبر عن «تفاجئه»، حيث قال «إن السيد بن يحيى حكم على متدخل يمثل إدارة محلية من خلال مداخلته التي لا علاقة لها بالجانب الثقافي»، موضحا بأن لديه خبرة طويلة في المجال، لكنه استنكر الطريقة التي وجهت بها الملاحظات إلى الجهة التي يمثلها، كما قال «إنه يجب طرح الأسئلة بطريقة موضوعية»، فيما أوضح، ردا على السؤال المتعلق بالمعالم الأثرية و السياحية، بأن هذه المرافق ملك لمديرية الثقافة، مشيرا إلى أن مديريته تستغلها لأغراض سياحية، كما قال إن ولاية قسنطينة غنية جدا في هذا الجانب و لا يمكن إحصاؤها جميعا، بسبب وجود الكثير من المعالم التي يجب البحث عنها و الكشف عنها مرة أخرى.
و عُرضت، على هامش اليوم الدراسي المذكور، بطاقات تقنية حول السياحة بقسنطينة و بعض الولايات الشرقية، حيث ورد في إحداها بأن عدد السياح الذين زاروا الولاية خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية قد وصل إلى نصف مليون، في حين استقبل فندق الماريوت أزيد من 45 ألف زائر خلال السنة الماضية.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى