مواطنون يتناولون أغذية مغلفة بجرائد تحوي مواد مسرطنة
لا زال العديد من التجار يستعملون أوراق الجرائد لتغليف الأغذية، بالرغم من الخطر الذي تشكله على صحة المستهلك و صدور مرسوم تنفيذي يمنع مثل هذه الممارسات، و ذلك بعد أن أثبتت التحاليل احتواء الحبر الصيني المستعمل في الطباعة، على معادن ثقيلة يمكن أن تسبب في الإصابة بأمراض سرطانية.
و قد صدر سنة 1991 المرسوم التنفيذي رقم 91 - 53 المؤرخ في 23 فيفري، و المتعلق بالشروط الصحية المطلوبة عند عرض الأغذية للاستهلاك، حيث أقرّ آنذاك رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، هذا المرسوم بناء على تقرير مشترك بين وزراء الاقتصاد، الصحة، الصناعة و المناجم و وزير الفلاحة، إذ تنص مادته العشرين أنه و باستثناء الأغذية المحفوظة طبيعيا بغلاف أو قشرة تنتزع قبل استهلاكها، فإن المنتجات الغذائية الجاهزة يجب أن تُحمى من جميع أنواع التلوثات عند بيعها، و ذلك بغلاف رزم يكفل لها الضمان الصحي وفقا للتنظيم في مجال المواد الملامسة للأغذية، كما تمنع المادة ذاتها استعمال ورق الجرائد مكان غلاف الرزم الذي تفرض ضرورته طبيعة المنتوج.
و بالرغم من هذا المرسوم الذي مرت 24 سنة كاملة على تاريخ إصدارة بالجريدة الرسمية، إلا أن عددا كبيرا من التجار لا زالوا يستعملون ورق الجرائد لتغليف جميع أنواع الأغذية، كالخضر و الفواكه و سيما الأسماك، و هي ظاهرة نلاحظها بالأخص في الأسواق الموازية التي لا تطالها رقابة أعوان مصالح التجارة و كذلك المحلات الواقعة بالمناطق البعيدة و بالأحياء الشعبية، في وقت امتثلت فئة قليلة من التجار للقانون باستعمال ورق التغليف الغذائي، و الملاحظ أن شريحة واسعة من المستهلكين لا يعون المخاطر الصحية الناجمة عن تناول أغذية تم تغليفها بورق الجرائد، بحيث لا يطلبون من البائع استبدال الورق، خاصة و أن العديد لا يعلمون أصلا أن ذلك ممنوع قانونا، و هو جهل استغله بعض التجار لاستعمال ورق الجرائد الذي يكلفهم أقل من ورق التغليف الغذائي.
و قد أكد لنا مسؤولون بمصلحة الجودة و مكتب مراقبة المنتوجات بمديرية التجارة بقسنطينة، أن سبب منع استعمال ورق الجرائد في تغليف الأغذية ليس نقص النظافة أو احتمال تعرضه لبكتيريا مضرة فحسب، حيث يحتوي الحبر الصيني المستعمل في طباعة الجرائد، على معادن ثقيلة أهمها مادة الرصاص التي لا تظهر تأثيراتها إلا بعد مدة، بالإصابة بأمراض سرطانية نتيجة امتصاص الجسم لهذه المعادن، و هو ما يجعل الحبر الصيني مادة سامة يظهر تأثيرها الخطير بشكل أكبر على الأسماك، التي تمتصه مع أول ملامسة و يستحيل تنظيفها لاحقا قبل الاستهلاك، كما أكد محدثونا أن الدراسات قد أثبتت بأن حبر الجرائد يعد مادة مسرطنة، و هو ما جعل أعوانها يلزمون التجار بضرورة استعمال الغلاف الغذائي المعتمد.
 ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى