ارتفـــــــاع خيالــــــي للأورو  فـــــــي الســـــــوق الســــــــــوداء
سجلت غالبية البنوك بولاية قسنطينة، نقصا حادا في صرف المنحة السياحية تحت مبرر نقص الاستمارات ونفاد السيولة المخصصة للعملية، ما أجبر المواطنين الراغبين في قضاء عطلهم خارج الوطن إلى اللجوء إلى السوق السوداء، التي ارتفع فيها سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري بشكل خيالي، في ظل عجز البنوك عن تلبية طلبات المواطنين.
ويشتكي العديد من المواطنين بولاية قسنطينة، من مشكل عدم صرف البنوك للمنحة السياحية، وهو ما أدخل الوكالات البنكية تحت ضغط كبير و خلف حالة من الإستياء في أوساط المواطنين، الذين اصطدموا بعدم توفر العملة الصعبة، حيث لاحظنا خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى العديد من البنوك بوسط المدينة، بأن جميع إجابات الموظفين تتطابق وتصب في خانة عدم توفر السيولة ونفاد المبالغ المخصصة من العملة الصعبة، فضلا عن انعدام  الاستمارات بسبب كثرة الطلب عليها خلال هذه الفترة، في مشاهد باتت تتكرر في كل موسم إصطياف.
وأسر لنا مصدر مسؤول بأحد البنوك، بأنه وعلى الرغم من قيام جميع الوكالات بتقديم احتياجاتها إلى البنك المركزي، إلا أنهم طالما يقعون في سوء التقدير، وسرعان ما تنفد الأموال في فترة وجيزة، كما لفت إلى أن قيمة المنحة انخفضت إلى 115 أورو مقابل 15 ألف دينار، بعدما كانت تتراوح فيما بين 120 و 130،  كما وقفنا بأحد الوكالات البنكية الكبرى في مجال المعاملات المالية،  على نقص كبير في “تصريفة” المنحة السياحية، حيث رد على استفسارنا أحد الموظفين حول توفر العملة الصعبة، بأنها غير متوفرة منذ أزيد من 20 يوما ولم يتم القيام  بأي عملية خلال كل هذه الفترة، فيما طلب منا موظف في وكالة بنكية أخرى، أن نعود في الغد كون السيولة المتوفرة خلال هذه الفترة محجوزة.
وقد لاحظنا في جولة قادتنا إلى السوق الموازية للعملة الصعبة بقسنطينة، بأن العملة الصعبة سواء من الأورو أو الدولار، متوفرة بكثرة لكن بأسعار جد مرتفعة، إذ يتطلب الحصول على 100 أورو مبلغا بالعملة الوطنية يتجاوز 19 ألف دينار، حيث أن أي تاجر يمكنه أن يؤمن لك أي مبلغ مهما كان كبيرا شريطة أن يتم الإتفاق على السعر، الذي يتجاوز في غالبية الأحيان السعر الرسمي بأكثر من 40 بالمائة، في وقت ذكر لنا التجار أن السوق تعرف نشاطا كبيرا  باعتبار أن هذه الفترة تتزامن مع موسم الحج والعطل، بالإضافة إلى قدوم المغتربين.
لقمان.ق

الرجوع إلى الأعلى