التجار و الموالون يهجرون النقاط الرسمية لبيع الأضاحي بقسنطينة
ضرب موالون و سماسرة بولاية قسنطينة، تعليمة البلديات القاضية بمنع بيع المواشي في نقاط عشوائية، عرض الحائط، في وقت ما تزال مواقع رسمية تم تحديدها من قبل، شاغرة عن آخرها، ما عزّز مخاوف المواطنين حول مدى سلامة الأضاحي المعروضة بطريقة فوضوية، لعدم إخضاعها لرقابة البياطرة، بينما تعرف الأسعار ارتفاعا مستمرا.
و رغم مرور حوالي عشرة أيام كاملة عن إعلان بلدية قسنطينة، تعيينها لثلاث نقاط رسمية لبيع الأضاحي، وتحذيرها المخالفين بحجز المواشي وذبحها، إلا أن التعليمة لا تزال مجرد حبر على ورق، في ظل عدم متابعة مدى تنفيذها من طرف موالين وسماسرة حولوا حظائر وأرصفة ومستودعات إلى نقاط عشوائية للبيع، في وقت تبقى النقاط الرسمية الثلاث على مستوى البلدية شاغرة عن آخرها، رغم أنه لا يفصلنا عن عيد الأضحى سوى عشرة أيام، وهو ما وقفت عليه النصر، أمس الثلاثاء، خلال جولة عبر بعض الأحياء.
البداية كانت من حي الكيلومتر السابع بمحاذاة مقر الوكالة الوطنية للنشر والإشهار كأول نقطة رسمية لبيع المواشي، و هناك وجدنا أن القطعة الأرضية المقابلة لمحطة البنزين خلف مديرية الثقافة، كانت خالية تماما، كما لم نلحظ وجود مخلفات وفضلات الماشية، ما يعني أن النقطة لم تُستغل خلال الأيام الماضية، بعد ذلك توجهنا نحو الموقع الثاني على مستوى القطاع التابع لمندوبية بوذراع صالح، و يتعلق الأمر بالمفرغة العمومية سابقا، وهي نقطة أصبحت منذ سنوات مكانا لعرض المواشي، حيث كانت هي الأخرى شاغرة و لا وجود لأي حركة بها. وبالمقابل، تعرف نقاط البيع العشوائية انتشارا كبيرا على مستوى مدينة قسنطينة، فعلى مستوى حي بونفة، يعرض عدد من الموالين قطعانا من الأغنام موجهة لعيد الأضحى، حيث تم تحويل رقعة محاطة بسور كبير إلى مكان استقطب العشرات من المواطنين، و تم تقسيم القطعان إلى مجموعات بحسب الحجم والعمر، ليقوم شبان باستقبال الزائرين في محاولة لإقناعهم بجودة المواشي وانخفاض الأسعار، وقد لاحظنا أن المكان يشغله أكثر من موال، وبعضهم ينحدرون من ولايات جنوبية وداخلية على غرار الجلفة والمسيلة.  النصر وقفت أيضا على بعض النقاط العشوائية لبيع المواشي بالمدينة الجديدة علي منجلي، وذلك بالقرب من نقطة الدوران بالوحدة الجوارية 13، وكذا أسفل عمارات بالوحدة الجوارية 8، أين قام أحد التجار بنصب سياج عبر الرصيف لعرض عدد من رؤوس الغنم، بينما يضطر المارة إلى المرور في الجهة المقابلة أو المشي على الطريق إلى جنب السيارات. كما تنتشر عدد من نقاط البيع العشوائية داخل مرائب على حافة الطريق بالقرية الحمراء، وكذا ببعض المزارع الصغيرة على طول الطريق الرابط بين علي منجلي و مدينة الخروب، فيما أكد مصدر مطلع أن الكثير من النقاط الفوضوية تنتشر بباقي البلديات خاصة المعروفة بنشاطها الفلاحي على غرار عين عبيد، أولاد رحمون و ابن باديس، و بني حميدان و ابن زياد، حيث لم يلتزم موالون وتجار بالتعليمة الصادرة عن البلديات.
وفيما يخص الأسعار أوضح مواطنون وجدناهم ببعض النقاط العشوائية لاقتناء الأضاحي، أنها في تزايد مستمر، حيث أكد أحد المواطنين أنه ورغم تجوّله في عدد كبير من الأسواق على مستوى ولاية قسنطينة ومنذ حوالي أسبوع كامل، إلا أنه لم يجد أي موال يعرض ماشية بأقل من 35 ألف دينار، مضيفا أن الكثير من الموالين والتجار يعرضون خرفانا بأسعار تبدأ من 40 ألف دينار، و هي أثمان مرتفعة، بنظره، وتفوق قدراته المالية. و أرجع موالون الارتفاع المسجل في الأسعار، إلى تزايد ثمن العلف، وأوضح أحدهم أنهم كمربين عانوا كثيرا جراء الجفاف الذي عرفه الموسم الحالي، مرجحا أن ترتفع الأسعار خلال الأيام القليلة القادمة رغم توفر الماشية بشكل كبير.
عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى