يقول عدد من رؤساء البلديات بأم البواقي، تماثلوا للشفاء هذه الأيام بعد إصابتهم بفيروس كورونا، أنهم يعيشون تحت ضغط كبير بسبب مرضهم و ضرورة البقاء في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة من جهة و الاستجابة لمطالب المواطنين من جهة أخرى. مشيرين أنهم مروا بظروف عصيبة واجهوها بصمت إلى أن تماثلوا للشفاء من فيروس كوفيد 19  ومنهم من قطعوا عطلهم للقيام بمهامهم، رغم خطورة ذلك على صحتهم،  رغم ما  يواجهونه  من صعوبات  من أبرزها، الرسائل المجهولة التي  يقولون أنها تهدف لزعزعة الاستقرار داخل مجالسهم المنتخبة.

- رئيس بلدية عين البيضاء تياب الزين: مُجبرون على استقبال المواطن و مرافقة دفن الحاملين للفيروس


يؤكد رئيس بلدية عين البيضاء، تياب الزين، على أن رئيس البلدية أمام حتمية استقبال المواطنين في مختلف الظروف و مهما تعددت الأسباب، سواء تعلق الأمر بالوقاية من فيروس كورونا، حيث يطالب المواطن بتعقيم محيطه السكني و توفير وسائل النظافة و غيرها، أو تعلق الأمر بمختلف المشاكل اليومية التي يطرحها سكان مختلف الأحياء و التجمعات السكنية، الذين يرون في رئيس البلدية «المنقذ» و صاحب الحلول السحرية، حتى و إن كان «المير» محاطا بظروف صعبة و يتخبط في مشاكل مختلفة خاصة منها الصحية.
كما كشف المتحدث، عن إصابته بأعراض فيروس كورونا، قبل أيام، و استدعى الأمر تنقله لمصلحة علاج مرضى كورونا بمستشفى زرداني صالح بعين البيضاء، أين تم تشخيص حالته بجهاز «السكانير» و تبين بأنه مصاب بنسبة 50 بالمائة، حيث تطلب الأمر مكوثه في المصلحة طيلة 10 أيام و تلقى العلاج وفق البروتوكول المقترح من طرف وزارة الصحة.
مضيفا بأنه و رفقة رئيس الدائرة الذي أصيب هو الآخر بالفيروس، مطالبان بمرافقة عملية دفن مرضى فيروس كورونا، حيث تتم عمليات الدفن وفق ظروف خاصة، يشرف هو بمعية رئيس الدائرة على عمليات الدفن، بالموازاة مع الإشراف على استقبال المواطنين لحل المشاكل المطروحة من طرفهم.
و قال رئيس بلدية عين البيضاء، بأن الأعراض التي ظهرت عليه، تتمثل في فقدانه لشهية الأكل و إصابته بآلام في الجلد على مستوى الرأس، حيث كان يحس بحرارة مرتفعة جدا عند ملامسته رأسه لدرجة ارتفاع حرارة جسده لـ38 درجة و توجه المتحدث بتشكراته للطاقم الطبي بالمستشفى، الذين يعملون هم كذلك تحت الضغط بعد فتحهم لمصلحة علاج المرضى الحاملين للفيروس و كذا فتحهم لمصلحة الطب الداخلي و مصلحة الجراحة، لاستقبال حاملي الفيروس بسبب ارتفاع معدل الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية.
و أكد «المير»، على أن الطاقم الطبي قدم خدمات جليلة للمرضى و هم مشكورون من البواب و حتى الممرض وصولا للطبيب، قائلا بأنهم يعملون وسط خطر كبير يحدق بهم، غير أنهم يسهرون على تقديم الأدوية المتوفرة للمرضى و يسهرون كذلك على ضمان تقديم الأوكسجين لكل من يحتاج إليه.
في حين أوضح رئيس البلدية، بأنه لم يتوصل بعد لسبب العدوى، غير أنه أشار إلى أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم و هو المرض الذي لم يؤثر عليه كونه حريص على علاجه كلما استدعت الحاجة ذلك، معتبرا بأن العدوى يحتمل أنها انتقلت له على مستوى المقبرة، نتيجة لاحتكاكه بأهالي الموتى أو عند زيارته اليومية للمستشفى أو كذلك عند استقباله اليومي للمواطنين.

- رئيس بلدية الجازية عبد الله بلخيري: نضحي و نمـــرض في صمت و النظرة السيئة أحبطت معنوياتنا


يرى رئيس بلدية الجازية عبد الله بلخيري، بأن رئيس البلدية يمارس مهامه في غياب أدنى وسائل الحماية و هو يستقبل المواطنين بشكل شبه يومي، دون أن يعلم الحامل للفيروس من المتعافي منهم، غير أن المواطنين بحسب «المير»، لا يعطون قيمة لهذه التضحيات و لا يقدرونها حق قدرها و يقابلون «المير» مهما كانت البلدية التي يشرف عليها بالإساءة، متسائلا «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان أما غير ذلك».
حيث أوضح رئيس بلدية الجازية، بأنه مكث طيلة أسبوع كامل بمصلحة علاج الحالات المؤكدة لفيروس كورونا، بعد أن أكد جهاز «السكانير» إصابته بنسبة تفاوتت بين 25 إلى 50 بالمائة، مبينا بأن المواطنين الذين احتك بهم في الاستقبالات اليومية، هم سبب انتقال العدوى له، مبينا بأنه يطلب من كل الذي يلج مكتبه، وضع الكمامات و الالتزام بإجراءات الوقاية، غير أن كثيرا من المواطنين لم يلتزموا بذلك و باتوا يطلبون استقبالهم في كل وقت، منتقدا عدم تواصل المسؤولين المحليين و كذا المواطنين ببلديته، للاستفسار عن وضعه الصحي، مؤكدا على أنه مرض في صمت و تعافى و غادر المستشفى دون أن يتلقى اتصالا واحدا للاستفسار عن حاله الصحي.و أضاف المتحدث، بأن وصف «الجيش الأبيض» أطلق على الطواقم الطبية، متسائلا :»فأي وصف يطلق على الأميار و هم الذين يسهرون على تنظيف قنوات الصرف الصحي و تطهير الشوارع و تعقيمها في عز أزمة كورونا و في غياب أدنى وسائل الحماية؟».
كما أوضح المتحدث، بأنه عانى الأمرين داخل المستشفى و اصطدم بصعوبة في التنفس، حتى أن صوته انقطع لفترة معينة، كونه مصاب بارتفاع ضغط الدم و السكري و بالرغم من ذلك، فقد قاوم المرض حتى تماثله للشفاء، مضيفا بأن العطل الاستثنائية مست شريحة واسعة من الموظفين داخل مقر البلدية و لم يبق بالمقر سوى 3 موظفين و رئيس البلدية، سهروا على التكفل بجميع المشاكل المطروحة و لم يرد أي واحد منهم التخلي عن المهام الموكلة إليهم.
و بين رئيس البلدية، بأن «الأميار» و أمام هذه التضحيات و الصعوبات التي يواجهونها، يصطدمون بالإساءة من بعض الأطراف و تنقل هذه الإساءة على أوسع نطاق عبر وسائل و وسائط التواصل الاجتماعي و تحول «المير» في نظر كثيرين إلى مرتش و سارق، ملتمسا من كل من يطلق هذه الاتهامات، بعدم الانسياق وراءها و إعادة نشرها.
 داعيا كل من يرى بأن رئيس البلدية سرق أو ارتشى، أن يقدم أدلة لجهاز العدالة و لا يعمم ذلك على الجميع، موضحا بأن هذه التهم أثرت على عزيمة عديد رؤساء البلديات الذين لم يستطيعوا العمل في مثل هذه الظروف.

-  بوزيد شيباني رئيس بلدية عين فكرون: وقوفي على ظروف التكفل بمرضى كورونا سبب إصابتي


من جهته اعتبر رئيس بلدية عين فكرون، بوزيد شيباني، بأن زيارته الميدانية التي قادته للوقوف على ظروف التكفل بمرضى فيروس كورونا بمستشفى حمودة أعمر بالمدينة، عجلت بإصابته بالفيروس، على الرغم من اتخاذه لكافة الاحتياطات الوقائية، مشيرا إلى أنه تعامل مع المواطنين من سكان المدينة دون أن يتخذ إجراءات الوقاية و هو الذي يكون من بين أسباب إصابته بالفيروس كذلك.
رئيس البلدية أشار إلى أن أعراض الإصابة بالفيروس التي بدت عليه، تمثلت في فقدان الشهية و حاسة التذوق و إصابة أعضاء جسده بالفشل، كما أنه مصاب بالسكري بنسبة ضئيلة، مضيفا بأن جهاز السكانير أكد إصابته بالفيروس بنسبة 23 بالمائة و هو ما اضطره للمكوث في المنزل لأزيد من 20 يوما و الخضوع لفترة حجر صحي منزلي، تلقى خلالها العلاج من طبيب مختص و تناول في هذه الفترة أدوية عجلت بشفائه، في حين أوضح المتحدث، بأنه و على عكس بعض البلديات، عمل طيلة فترة جائحة كورونا من دون ضغط، بعد تراجع إقبال المواطنين في هذه الفترة على مقر البلدية، باستثناء فترة توزيع قفة رمضان و كذا تقييد المتضررين من جائحة كورونا المعنيون بمنحة 1 مليون سنتيم، حيث كان التعامل مع المواطنين من دون احتياطات وقائية، الأمر الذي قد يكون كذلك سببا في انتقال العدوى.
و أضاف المتحدث، بأن حالته خفت بعد 15 يوما من إصابته بالفيروس و بالرغم من ذلك، فهو أتم فترة الحجر المنزلي، مشيرا إلى أنه أصيب شهر جوان بالفيروس و داوم على العلاج ليغادر الأزمة الصحية التي لحقت به، دون أن تلحق به أية أضرار.

- رئيس بلدية بحير الشرقي العوادي صلاح الدين: اضطررت للعودة للعمل بعد أسبوع فقط من الحجر


يرى رئيس بلدية بحير الشرقي، العوادي صلاح الدين، بأن رئيس البلدية يسعى دوما للتكفل بحاجيات المواطنين، غير أن بعض المواطنين يسعون بكل الطرق لتشويه صورته أمام الرأي العام و ينساقون وراء بعض الأشخاص الذين يهدفون لتشويه صورته و السعي للزج به في غياهب قضايا لا حل لها، حيث يسارعون لتوجيه رسائل مجهولة، تحمل بين طياتها اتهامات بلا أدلة، غرضها كسر عزيمة «المير» و جعله يسعى فقط، لتبرئة ذمته من جرائم ألصقت به دون وجه حق.
رئيس بلدية بحير الشرقي، قال بأنه أصيب قبل 25 يوما بفيروس كورونا و بنسبة حددها جهاز «السكانير» قدرت بـ15 بالمائة، حيث التزم بالحجر الصحي من أجل صحته و صحة مواطني البلدية، بعد ظهور أعراض الفيروس عليه، على غرار ضيق في التنفس و فقدان للشهية و غير ذلك.
و أضاف المتحدث، بأن العديد من العمال على مستوى البلديات، يصابون بالفيروس، غير أنهم يرفضون كشف إصاباتهم بالمرض، مشيرا إلى أنه عمل طيلة الفترة السابقة، من أجل تلبية بعض الحاجيات التي سجل المواطن غيابها، على غرار سهره على تنظيف المحيط و تعقيمه و كذا العمل على عدم انسداد قنوات الصرف الصحي، في غياب لوازم و وسائل الوقاية.
كما ذكر «المير»، بأنه و بعد أسبوع من بقائه في الحجر الصحي، اضطر للعودة للعمل حتى و أنه لم يشف بنسبة 30 بالمائة، لأن الفترة السابقة تميزت بعديد المشاكل التي سعى لحلها، على غرار تأخر تسوية ميزانية البلدية و الحرص على توفير الماء الشروب للمواطنين، مضيفا بأنه و بالرغم من حرصه على الاستجابة لكل انشغالات المواطنين، غير أن أطرافا تسعى لزعزعة الاستقرار داخل المجلس البلدي، بتحريرها لرسائل مجهولة و توجيهها للجهات المكلفة بالتحقيق.
و قال بأنه مع بداية العهدة، خضع للتحقيق من طرف عناصر فصيلة الأبحاث و التحريات في قضية حركتها رسالة مجهولة، يهدف من خلالها صاحبها لتشويه صورة رئيس البلدية و هي القضية التي حفظت على مستوى العدالة، لأن غرضها كان شخصيا و أكد المتحدث على أن أطرافا تسعى لتحقيق أغراض سياسية و شخصية من خلال استهداف «المير»، مبينا بأنه و رفقة أعضاء مجلسه، يسعون رغم كل هذه الظروف لتجسيد القوانين و تطبيقها في مختلف المجالات و خاصة ما تعلق بإبرام الصفقات.
و يعتبر المتحدث ما يواجهه مجرد زوبعة في فنجان، لأنه رفقة أعضاء مجلسه، يسعون للاستجابة للمشاكل اليومية للمواطنين، من حل أزمة التزود بالمياه و نظافة المحيط و تسوية بعض الأمور الإدارية و يضحون من أجل ذلك بوقتهم و جهدهم و يتخلون أحيانا عن أسرهم، في سبيل تحقيق مطالب المواطنين، في حين تسعى الأطراف المجهولة صاحبة الأغراض الشخصية، لعرقلة التنمية و الحد من عزيمة أعضاء المجلس.

الرجوع إلى الأعلى