يشتكي مربو الدواجن بولاية أم البواقي من ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية و مختلف تكاليف الإنتاج مقابل تراجع كبير في الأسعار ، ما أدى  كما يقولون إلى إفلاس الكثيرين، محذرين من انسحاب صغار المنتجين واحتكار فئة معينة للنشاط وتحكمها في سوق تسودها الفوضى، ونفى المربون تأثر السوق ببؤرة إنفلونزا الطيور التي ظهرت بالولاية مؤكدين بأنه لا وجود للعدوى بعد التحكم في الوضع، فيما حذر رئيس غرفة الفلاحة من ارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان.    
عديد المربين الذين تحدثنا إليهم، أجمعوا على أن سعر الدجاج المتهاوي هذه الأيام، انعكس سلبا عليهم، كونهم باتوا يبيعونه داخل المستودعات بأسعار لا تغطي تكاليف تحضيره، واستبعد المربون تأثير حادثة إصابة الدجاج بمستودع بعين فكرون بأنفلونزا الطيور على الأسعار، مؤكدين على أن الإصابة ظهرت في مستودع واحد يحيط به العديد من المستودعات   التي لم تتضرر الدواجن بها  .
و بين المربي عادل حناشي ابن مدينة عين ببوش، بأن مربي الدواجن هم المتضررون في معادلة تحضير الدجاج وتوجيهه للاستهلاك، مبينا بأن الضرر الذي لحق بالمربين هو نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف، التي كانت تقدر قيمتها بـ5100 دينار للقنطار الواحد وارتفع سعرها بشكل مفاجئ إلى 7300 دينار للقنطار، و بالرغم من أن كمية الأعلاف متوفرة بشكل كاف في السوق، غير أنها انعكست على المربي الذي يبيع الدجاجة الواحدة داخل وحدة الإنتاج بسعر لا يغطي التكاليف التي يضخها يوميا، ما ألحق خسائر كبيرة بالمربين، ويرى عادل حناشي، بأن الحل يكمن في تدخل الدولة بتحديد سعر ثابت للدجاج في السوق مع خفض قيمة الأعلاف.
من جهته ذكر مربو الدواجن و صاحب مذبح خاص خلاص فوضيل، أن مشكل ارتفاع الأعلاف مطروح وطنيا، موضحا بأن ارتفاع مؤشر سوق العوامل المرتبطة بالإنتاج أثر  سلبا على المربين، فالأعلاف  وصل سعرها لنحو 8 آلاف دينار، و هي تكاليف عجز المربون عن مواكبتها في ظل انهيار أسعار الدواجن، ويرى المتحدث بأن عوامل الإنتاج تتخبط في الفوضى على مستوى السوق الوطنية، فعدد الصيصان الموجهة للتحضير في المداجن لتوجيهها للاستهلاك، يعرف ارتفاعا كبيرا، فالعدد المتواجد حاليا أكبر بكثير من احتياجات السوق الوطنية، وبات المربي هو المتضرر الأول في هذه المعادلة، بالرغم من دوره الفعال في الحفاظ على الاكتفاء الذاتي من الدجاج في السوق، غير أن ذلك يكون على حسابه هو نفسه كونه يدفع فاتورة ثقيلة، وكان من الأجدر أن يقابل بدعم من طرف المصالح المختصة برأيه.
كما يشير المتحدث، إلى أن سوق الدجاج حر ولا أحد يتحكم فيه، داعيا السلطات المركزية إلى وضع قواعد لوجيستية يتم من خلالها تنظيم العرض وفقط الطلب، و للتحكم  في الأسعار ، بدل حالة الفوضى التي انعكست حسبه بشكل مباشر على المربي.
من جهته يشير رئيس الغرفة الفلاحية بأم البواقي لخذاري خليفة، بأن الأمر الذي بات يؤرق مربي الدجاج هو ارتفاع أسعار الأعلاف، إضافة إلى أن الصيصان أو ما يعرف «بفراخ» الدجاج باتت تطرح  بكمية كبيرة في السوق الوطنية، ما خلق تشبعا و انعكس ذلك على سعر الدجاج بالانخفاض الشديد  ، وفي المقابل لامست أسعار الأعلاف سقفا قياسيا، والمربي هو الخاسر في هذه المعادلة، فهو يبيع الدجاجة الواحدة داخل منشأته بسعر يتراوح بين 160 إلى 180 دينارا بالرغم من أن التكاليف التي يصرفها، تجعل سعر الدجاج في المنشأة يصل حتى 250 دينارا، فكل عوامل الإنتاج في تصاعد، حيث  ارتفعت،حسب المتحدث، أسعار الأعلاف و الأدوية و تكاليف العمال،  مشيرا أنه كان من المفروض خلق توازن بين عدد «الفراخ» و حاجيات السوق الوطنية.
و حذر رئيس الغرفة من ارتفاع كبير في أسعار الدجاج في قادم الأيام، في حال لم يتم وضع ميكانيزمات للتحكم في الأسعار، خاصة و أن المربين خسروا أموالا معتبرة نتيجة التكاليف التي أثقلت كاهلهم، و دعا لتخزين كميات معتبرة من الدجاج لمجابهة ارتفاع الأسعار شهر رمضان القادم، معتبرا بأن الانعكاسات السلبية تكون بشكل أكثر حدة على صغار المربين وتبقى بذلك مجموعة معينة من المربين تتحكم في السوق.
 رئيس المجلس الولائي المهني المشترك لشعبة الدواجن عبد اللاوي عبد الرزاق، أوضح للنصر بأن المربين باتوا عرضة لخسائر كبيرة، فالعرض والطلب غير متساويين، فالعرض الحالي للدجاج كبير جدا ويقابله طلب بحسب الاحتياجات في السوق، وهذا ناتج عن استيراد عدد معتبر لأمهات الدجاج البيوض فاق الاحتياجات بنسبة كبيرة، فإذا كانت احتياجات السوق محصورة عند 6 ملايين من أمهات الدجاج البيوض، فالذي يتم استيراده  يصل 8 ملايين وحدة.
وطمأن المتحدث مربي الدواجن، بأن وزارة الفلاحة  ، شرعت في ضبط ميكانيزمات الاستيراد، بتحرير تعليمة تدعو فيها لضرورة خفض عدد أمهات البيض المستوردة، وضبط ذلك وفق للاحتياجات حتى يتم التحكم في السوق، وحتى لا يكون هناك فائض في الإنتاج، ويصبح مطابقا للاحتياجات في السوق الوطنية، ضف إلى ذلك غلاء المواد الأولية الموجهة لإنتاج الأعلاف من مادتي الذرة والصوجا في السوق العالمية، وهذا ما أدى إلى غلاء الأعلاف من 5 آلاف للقنطار إلى 7500 و7600 دينار للقنطار.
كما يرى المتحدث، بأن الأمر اليوم بات صعبا على صغار المربين، الذين رفعوا الراية البيضاء و ليس بإمكانهم مواكبة هذا الأمر،  مشيرا إن كثيرين منهم توقفوا عن النشاط،  بعد أن أصبحوا غير قادرين على  تحمل الأعباء  و تراكمت عليهم الخسائر  طيلة الفترات الأخيرة.
و بحسب المتحدث، فإن التعليمة التي ستضبط استيراد أمهات الدجاج البيوض و أمام انسحاب المربين من الساحة، ستنعكس سلبا مستقبلا على الأسعار التي سترتفع بشكل لافت.
أحمد ذيب                 

الرجوع إلى الأعلى