رفعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بقرار من مصالح الوزارة الأولى، التجميد عن مشروع المسجد الكبير بعنابة، للانطلاق في تشييده بهضبة البوني في المدخل الشرقي للمدينة، بعد مرور 22 سنة من تسجيله و إسناد متابعة إنجازه للجنة الدينية.  
وجاء رفع التجميد استنادا لما أكده مصدر عليم للنصر، بعد سنوات من الانتظار، دون الانطلاقة الفعلية للأشغال الكبرى لعدة أسباب تتعلق بالتكلفة المرتفعة وقلة الأموال، إلى جانب صعوبة الأرضية ذات الطبيعة الصخرية والتي استغرقت تهيئة جزء منها عدة سنوات، كما أنجزت بعض اللواحق التابعة للمسجد، منها مبنى الإدارة الذي حول إلى مصلى بطلب من سكان القطب العمراني الجديد بوخضرة 3، ثم تم الحصول على ترخيص لإقامة صلاة الجمعة والأعياد الدينية.
و وفقا لمصادرنا، فإن الأرضية شبه مهيأة بعد انتهاء أشغال الحفر، فيما ينتظر الإفراج عن الغلافين الماليين المخصصين للانجاز، حيث تقدر الإعانة المالية المرصودة للمشروع بـ160  مليار سنتيم جمدت بسبب تعديلات في الدراسة التقنية، وتحفظات اللجنة الوطنية للصفقات العمومية، كما أسندت  عملية الإشراف لمديرية التعمير والبناء.
و في ذات السياق، أنهى مكتب الدراسات إعداد الدراسة التقنية بعد مصادقة المجلس الشعبي الولائي قبل سنوات على تخفيض ميزانية المشروع إلى نحو 200 مليار سنتيم، بعد أن رصد له غلاف مالي يقدر بـ 450 مليار سنتيم في الشق المتعلق بالهندسة المدنية، وهو المبلغ المرشح للمراجعة مع التغيرات في أسعار السوق.
وتعود تقليص تكلفة الانجاز حسب اللجنة الدينية، إلى قلة الدعم باستثناء الإعانة المالية التي منحتها الدولة في البداية، ما اضطر الجمعية لتقديم طلب للمصالح المعنية بتخفيض المبلغ الإجمالي لانجاز المسجد الكبير، إلى نصف المبلغ تقريبا وإعادة الدراسة التقنية، حيث قدرت التكلفة الجديدة، حسب مكتب الدراسات، بـ 320 مليار سنتيم.
واستنادا للجمعية الدينية، فإن تخفيض الميزانية أدى إلى إعادة الإجراءات من نقطة الصفر، ما أخر إنجاز المشروع مرة أخرى، خاصة ما تعلق بموافقة اللجنة الوطنية للصفقات العمومية، التي أبدت تحفظها في وقت سابق، نظرا لوجود عدة نقائص في إعداد الدراسة الأولية ومخالفة بعض الإجراءات القانونية الخاصة بالتكلفة الإجمالية للمشروع بعد الإطلاع على دفتر الشروط.
ويتربع المسجد على مساحة 7 هكتارات، وكان مبرمجا إنجاز قاعة صلاة به تستوعب 16 ألف مصلي وبصحن مساحته 960 مترا مربعا ومنارة بارتفاع 100 متر ومحراب بعلو 20 مترا، إلى جانب مرافق أخرى منها قاعة للتعليم ومكتبة ومبان خاصة بإيواء الطلبة، فضلا عن حظيرة سيارات. وحسب مصادر النصر، فسيتم التقليص من حجم قاعة الصلاة وبعض المرافق، مثل المكتبة بعد تخفيض المبلغ المالي المرصود، كما أشارت إلى أن هذه المنشأة يُعول عليها لتحريك السياحة الدينية وتفعيل مبادرات حفظة القرآن.              حسين دريدح  

الرجوع إلى الأعلى