أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الأحد، شابا بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار و عاقبته بالسجن المؤبد، و ذلك لقيامه بقتل صديقه و ابن حيه بعد خلاف على مبلغ مالي يقدر بـ 12 ألف دينار.
 الحادثة التي شهدها حي التوت على بعد أمتار قليلة عن العيادة متعددة الخدمات أسفل الجسر المؤدي إلى مدخل حي سيدي مبروك، وقعت سنة 2014 حين تطور الخلاف بين الجاني «ح.ب» 29 سنة و صديقه الذي يكبره بسنة واحدة «ع.ب» حول مبلغ مالي إلى مشاجرة، استل إثرها المتهم خنجرا من نوع «أوكابي 3 نجوم» و قام بتوجيه طعنة على مستوى القلب لصديقه أوقعته أرضا، قبل أن يتم نقله نحو العيادة و منها نحو الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، أين أجريت له عملية جراحية قبل أن يفارق الحياة، فيما ظل الجاني في حالة فرار إلى غاية اليوم الموالي عندما سلم نفسه لمصالح الأمن. و تتلخص القضية في أن الجاني «ح.ب» و هو ابن حي دقسي عبد السلام، أقرض صديقه «ع.ب» مبلغ 270 ألف سنتيم إضافة إلى مذياع سيارة طلب منه أن يبيعه مقابل مبلغ مليون سنتيم، و بعد مدة طالبه بالمبلغ المذكور، إلا أن الضحية، حسب تصريحات الفاعل، رفض تسليمه المبلغ، و هو سبب نشوب خلافات بينهما أول مرة قبل واقعة القتل بحوالي 20 يوما، و قد أكد أحد الشهود الحاضرين في جلسة المحاكمة أنه صادف الجاني قبل مدة من وقوع الجريمة و قد كان في حالة غضب كبيرة، مؤكدا له بأنه سيقتل «ع.ب» بطعنة خنجر في القلب، غير أنه لم يدر أنه سينفذ تهديداته. و بعد أيام و بالضبط بتاريخ 6 أوت، كان الضحية متواجدا بشاطئ المرسى أقصى شرق ولاية سكيكدة قبل أن يقرر العودة مباشرة للمنزل و ذلك بعد أن تلقى اتصالا من الجاني يطالبه بتسديد ما عليه من أموال، وبعد وصوله المنزل خرج الضحية نحو المقهى أين قصد أحد أصدقائه واستدان منه مبلغ ألف دينار كي يسدد ما عليه من ديون، وبعد أن التقيا توجه كل من الضحية والجاني إلى أسفل جسر حي التوت وعلى بعد أمتار نشبت بينهما مناوشات انتهت بارتكاب الجريمة. وقد حاول الجاني خلال جلسة المحاكمة تبرير فعلته، بالتأكيد على أنه كان في حالة دفاع عن النفس، موضحا أن الضحية أول من بادر بالاعتداء، وهو ما جعله يدفعه بقوة حيث سقط أرضا قبل أن ينهض وينزع الحزام ويوجه له ضربات بالجهة الحديدية، ثم يقوم بإخراج سكين مطبخ كان بحوزته ويحاول إبعاده دون أن يقصد إصابته، مضيفا أنه طلب بعد ذلك من الضحية التوجه إلى العيادة لأنه كان مصابا بجروح، قبل أن يفر، كما صرح أنه حاول الاستفسار عن صحته في المساء، رافضا أن يكون قد قصد القتل. و أكد القاضي خلال فترة المناقشة أن الجاني كان يعاني من اضطرابات نفسية لا تلغي إدراكه، إذ زار طبيبا مختصا قبل الحادثة بثلاثة أيام وحصل على علاج وأدوية لمدة ثلاثة أشهر، كما أن الجاني نجح في مسابقة لسلك الشرطة قبل أن يسرح بسبب جنحة ارتكبها في وقت سابق تخص السياقة دون رخصة، زيادة على مشاكل مع خطيبته التي قررت الانفصال عنه، وكلها تطورات و أثرت بشكل سلبي على حياة الجاني حسب ما ذكره القاضي خلال المناقشة، في حين اعتبر ممثل النيابة أن كامل أركان الجناية متوفرة و أن المتهم لم يكن في حالة دفاع عن النفس ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام.
عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى