يقتلون صديقهم و يبيعون سيارته من أجل الحرقة
• حبس ثلاثة متهمين وفرار شريكهم المجند بثكنة عسكرية بسرايدي
أمر عميد قضاة التحقيق بمحكمة عنابة الابتدائية، أمس، بإيداع ثلاثة متهمين بقتل الرئيس السابق لاتحاد التجار والحرفيين بعنابة، السيد مويسي عبد النبيل المدعو الحاج كمال البالغ من العمر 51 سنة، فيما أصدرت نيابة الجمهورية أمرا بالقبض والضبط والإحضار في حق مجند في الجيش الوطني الشعبي، يؤدي واجب الخدمة الوطنية بالثكنة العسكرية الموجودة بأعالي سرايدي بمنطقة بوزيزي، متواجد في حالة فرار، بعد سرقة سيارة الضحية.
واستنادا لمصدر من محيط التحقيق،  فقد تم  القيام بتحريات من طرف عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بسانكلو، بعد العثور على جثة الضحية، بمنطقة غابية في عين بربر ببلدية سرايدي، وهي في حالة متقدمة من التعفن نتيجة بقائها مرمية وسط الأحراش 10 أيام متتالية، ومع اشتباه العائلة في مقتله على يد أصدقائه، واستغلالا للمعلومات قامت عناصر الدرك الوطني بتوقيف المتهم الأول بملهى ليلي، والمتهمين   الآخرين بمقر سكناهما، حيث تتراوح أعمارهم ما بين 28 و 42 سنة، وخلال عملية الاستجواب اعترف احدهم بأنهم كانوا رفقة الضحية يوم الوقائع، اتصلوا به لأخذهم في نزهة على متن سيارته بمنطقة سرايدي، ولقائهم بصديقهم المجند بثكنة بوزيزي. وأضاف بأنهم كانوا يُحضرون لاستدراجه وقتله، للاستيلاء على سيارته من نوع « سيتروان» وبيعها، واستغلال المبلغ في تمويل رحلة للهجرة السرية نحو جزيرة سردينيا الايطالية. ولدى وصول الضحية حسب المتهم، اعتدوا عليه بالضرب باستخدام الحجارة، مما تسب له في جروح بليغة على مستوى الرأس ونزيف دموي حاد، لفض على إثره  أنفاسه الأخيرة بعين المكان، وفروا بالسيارة إلى وجهة مجهولة، وتم الاتفاق مع المتهم الفار المنحدر من ولاية باتنة، على بيع السيارة، كونه يعرف أشخاصا ينشطون في مجال شراء السيارات المسروقة بسوق الجزار.
و أكدت تحريات مصالح الدرك الوطني، من خلال تتبع مسار السيارة عن طريق كاميرات المراقبة، مرور المتهم عبر الطريق السيار شرق غرب، كما تم تثبيت تواجد المركبة بعد جريمة القتل بدائرة عين مليلة، وترجح مصادرنا قيام المتهم ببيعها، والعودة إلى عنابة، حيث تجري عملية البحث لتوقيفه، إلى جانب تمديد اختصاص الملاحقة الأمنية إلى مقر سكناه بولاية باتنة.   
وقائع القضية تعود ليوم الأحد الماضي 30 أفريل، عندما تلقت مصالح الدرك الوطني بسرايدي بلاغا من مواطنين، مفاده العثور على جثة متعفنة داخل الغابة بمنطقة بوزيزي، ليتم إخطار مصالح الجيش بالثكنة العسكرية لقربها من مسرح الجريمة، وبالتنسيق مع أعوان الحماية المدنية تم انتشال الجثة وتحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث، وقبل إجراء عملية التشريح، تم التعرف على هوية الضحية بناء على نشرية بحث صادرة عن أمن دائرة البوني، تفيد باختفاء مويسي عبد النبيل المدعو الحاج كمال، من خلال إخطار أفراد عائلته،  بتغيبه عن المنزل الكائن بحي بوخضرة 3 مدة 10 أيام دون ورود أي اتصال .
وأكد شقيقه توفيق وهو مغترب في فرنسا في حديث مع النصر، بأن قضية اختفاء أخيه كانت غامضة، ومع تكتيف جهود البحث تم العثور عليه مقتولا، دون أن تنتابهم شكوك في البداية، عن تورط أصدقائه في مقتله، على خلفية حضور أحدهم لبيت العزاء، وعرضه المساعدة على العائلة، وبعد يومين تعززت الشكوك بأن شقيقهم الضحية، لا تربطه علاقات ولا عداوة مع أي شخص، باستثناء المتهمين، ليتم إعلام مصالح الدرك الوطني بهوية الأشخاص الذي كان على تواصل دائم معهم، حيث أوقفت أحدهم في ملهى ليلي، وبتعميق التحريات، اكتشفوا بأن المتهم المجند بثكنة بوزيزي متغيب عن مهامه دون مبرر منذ تاريخ اختفاء الضحية، لتبدأ خيوط القضية في التفكك، بالاستعانة بسجل المكالمات الهاتفية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى