تحول شاطئ جنان الباي، المعروف بواد بقراط، بعنابة، إلى إحدى الوجهات المفضلة للمصطافين والسياح في فصل الصيف، رغم صعوبة المسالك المؤدية إليه في منحدر تكثر فيه المنعرجات، يقع بإقليم بلدية سيرايدي، حيث يبعد بنحو 15 كلم عن وسط مدينة عنابة، و يستطيع قاصدوه الوصول إليه عبر طرق مختلفة، انطلاقا من سيدي عيسى بأعالي عنابة، عين عشير، وكذا الطريق الرئيسي المؤدي لسيرايدي مركز وجبال الإيذوغ.  
استطاع شاطئ واد بقراط، جذب المصطافين، خاصة من العائلات التي تبحث عن الراحة و الهدوء ، لما يتوفر عليه من خصوصية، حيث يُزاوج بين زرقة البحر وقربه من الغابة، كما يستقطب الشباب الباحث عن الهدوء والاستمتاع بالسباحة، هروبا من باقي الشواطئ التي يكثر فيها المنحرفون والضجيج و زحمة المرور، وعدم وجود أماكن لركن السيارات.
وتوجد بهذا الشاطئ التغطية الأمنية، حيث تخصص المجموعة الإقليمية للدرك الوطني كل موسم فرقة لتأمينه، إلى جانب الدوريات العادية لفرقة الدرك الوطني بسيرايدي، و ثبتت على امتداد الشاطئ شمسيات تقليدية مصنوعة يدويا مغطاة بعشب مجفف ينمو على ضفاف الوديان، ويشق واد صغير طريقه إلى البحر و ينخفض مستوى الماء فيه صيفا، و يمر وسط رمال البحر و يستغله بعض المواطنين لغسل سياراتهم.
و لدى زيارة النصر لشاطئ واد بقراط، وجدناه مكتظا عن آخره بالمصطافين، وحظيرة ركن السيارة تشير إلى لوحات ترقيم من مختلف ولايات الوطن، مع تراجع سطوة أصحاب الشمسيات، فبإمكان العائلات جلب معداتهم دون فرض كرائها من محتلي الشواطئ، مع وجود أماكن على طول الشاطئ الذي يتعدى 1 كلم لوضعها.
في حين لا يزال أشخاص يقومون بكراء الشمسيات الحديدية المغطاة بالأعشاب للمصطافين بأسعار تتجاوز 1000 دج، و بهذا الشأن نفى رئيس بلدية سيرايدي ، تأجير مصالحه للمظلات الحديدية، كونها غير تابعة لها.
ومن أهم الخصوصيات التي تميز هذا الشاطئ أن أغلب الذين يقصدونه من الطبقة الميسورة الحال والمغتربين، وكذا الأجانب العاملين بالشركات الكبرى، والوافدين من الولايات المجاورة، لأن التنقل إليه يعتمد على امتلاك سيارة ، نظرا لعدم توفر خطوط للنقل الجماعي نحو الشاطئ.
ويُسجل المصطافون نقطة سلبية وحيدة تتعلق بالمسلك، سواء في المنحدر عند الذهاب، أو العودة في المرتفع، بسبب ضيق الطريق وخطورة المنعرجات، ما يحتم على السائقين القيادة ببطء لتجنب وقوع الحوادث، و طلب أغلب المصطافين ممن تحدثت إليهم النصر، في الزيارة الأخيرة للشاطئ رفقة رجال الدرك الوطني، من والي ولاية عنابة، تجسيد مشروع لتوسعة الطريق، كون جنان الباي الأكثر استقطابا لزوار مدينة بونة خلال موسم الاصطياف، مما يتطلب اهتماما أكبر به. كما اشتكى المصطافون من ضعف الخدمات، سواء المطاعم ومحلات بيع المشروبات والأكل الخفيف، إلى جانب ارتفاع الأسعار.    
و يلجأ معظم زوار هذا الشاطئ إلى تأجير شقق بوسط مدينة عنابة، أو حجز غرف في فنادقها الكثيرة، خاصة بوسط المدينة، حيث يحظى فندق الماجستيك المصنف »ثلاث نجوم» بإقبال كبير من السياح و المصطافين، حيث يبلغ إيجار غرفة عادية لشخص واحد  7750 دج، و غرفة فخمة لشخص واحد 8850 دج، أما سعر كراء غرفة فخمة لشخصين 9900 دج.
حسين دريدح     

الرجوع إلى الأعلى