اختار العديد من الجزائريين و بالأخص الشباب، هذه السنة منطقتي الشريعة  بأعالي المدية و تاغيت بأقصى الجنوب الجزائري، كوجهتين لقضاء رأس السنة و استقبال العام الجديد بين أحضان الطبيعة الساحرة ، بعيدا عن صخب الفنادق  التونسية و التركية التي اعتادوا التوجه إليها، و التي تعذر عليهم السفر إليها هذه السنة بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية من جهة، و بروز نشاط سياحي مواز لنشاط الوكالات المعتمدة كسر الأسعار و شجع الكثيرين على خوض تجربة السياحة الداخلية.
الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، نشروا صورا  لرحلاتهم  التي انطلقت في أغلبها يوم الاثنين الماضي، على اعتبار أن معظمها لا تتعدى أربعة أيام إلى أسبوع، مشجعين متتبعيهم على الالتحاق بهم.
انخفاض قيمة الدينار خدم السياحة الداخلية
 يبدو أن انخفاض قيمة الدينار، عاد بالإيجاب على السياحة الداخلية، فالكثير ممن اعتادوا السفر إلى تركيا و دبي و حتى تونس، فضلوا هذه السنة الاحتفال في الجزائر، و تحديدا في منطقة الصحراء، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف السفر و الإقامة خارج الوطن، و أيضا ظهور نشاط مواز لنشاط الوكالات السياحية وهو عبارة عن رحلات جماعية تنظمها مجموعة من الشباب بمبادرات فردية وبتكلفة جد مغرية، باتجاه مناطق صحراوية كتاغيت و جانت، بالإضافة إلى منطقة الشريعة التي فرضت نفسها مؤخرا كوجهة مطلوبة، حتى من قبل العائلات.

تواصلنا مع منظمي إحدى  الرحلات المبرمجة يوم الجمعة 29 ديسمبر ، إلى تاغيت من قبل شباب نشروا إعلانا في موقع فايسبوك، و علمنا بأن غالبية الأماكن محجوزة . علما بأن تكلفة أربعة أيام من يوم الانطلاق إلى غاية الثاني من جانفي المقبل لا تتجاوز 9 آلاف دج للفرد الواحد، تتضمن الإقامة بأحد دور الشباب لمدة يومين بمدينة بشار، مع توفير وجبتي الفطور و الغداء، مع برمجة رحلات يومية إلى عمق الصحراء خلال اليومين الأخيرين، أما السفر فيكون عبر الحافلة، علما بأن الانطلاقة تكون من العاصمة.
 خالد وهو أحد الشباب الذين يعتزمون المشاركة في الرحلة، قال بأنه اعتاد السفر إلى تونس سنويا لقضاء ليلة رأس السنة، لكنه قرر هذا العام أن يتوجه إلى الصحراء لسببين، أولا لأنه يرغب فعلا في اكتشاف الجنوب الجزائري، خصوصا بعد مشاهدته لصور نشرت في  صفحة المجموعة، و ثانيا لأن تكلفة قضاء يومين في تونس تزيد عن تكلفة الاستمتاع لمدة أربعة أيام برمال الصحراء الجزائرية في أجواء ساحرة، خصوصا بعد انخفاض قيمة الدينار، موضحا بأن العروض التي طرحتها الفنادق التونسية هذه السنة غير مشجعة على الإطلاق، مقارنة بالسنوات الماضية، أما تركيا و فرنسا فأصبحتا بعيدتي المنال، كما أن الكثير ممن أرادوا السفر إلى هذين البلدين، واجهوا مشاكل في الحصول على التأشيرة في الوقت المناسب.
بالنسبة للرحلات نحو منطقة الشريعة، هناك عدد من الصفحات المتخصصة في ضبط الحجوزات على فايسبوك، يديرها شباب مهتمون بتنظيم خرجات ترفيهية مقابل أسعار لا تتعدى ألف دج للفرد الواحد، مع ضمان النقل، لكنها رحلات مختصرة ، لا تشمل  الإقامة، إذ لا تزيد مدتها عن يوم واحد.
تراجع محسوس في  حجوزات السفر خارج الوطن
أكد عدد من أصحاب وكالات السفر، تسجيل تراجع محسوس في عدد الراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة خارج الوطن، و منهم من أرجع السبب إلى الأزمة المادية، في حين أشار آخرون إلى اهتمام المواطنين بدفع أقساط سكنات «عدل»، و علل البعض الآخر ذلك بعدم توفير الوكالات حاليا خدمة التأشيرة، خاصة بالنسبة للوجهة التركية التي كانت تستقطب أعدادا هائلة خلال السنوات الماضية، كما قالت ممثلة عن وكالة السياحة « آغل تور « بقسنطينة.
و أشارت المتحدثة إلى أن الوكالة نظمت برنامجا لرأس السنة لخدمة زبائنها في هذا المجال، و وسعته ليشمل السياحة الداخلية أيضا، قائلة «لقد سطرنا برنامج نهاية السنة نحو جانت بين 3 أو  4ليال. أما خارج الوطن، فاقترحنا الوجهات المطلوبة  عادة ، على غرار تونس وتركيا  و بأسعار جد مدروسة، إلاّ أنّها لم تشهد إقبالا ملحوظا، كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، فهذه السنة يعد  الإقبال على السفر للاحتفال في الخارج جد ضعيف».
تخفيضات ب50 بالمائة نحو جنوب الجزائر

من جهته، أعلن الديوان الوطني للسياحة و الأسفار عبر موقعه الرسمي، عن تخفيضات للرحلات السياحية نحو الجنوب الجزائري للراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة، و ذلك بهدف تشجيع السياحة الداخلية، حيث تناهز قيمة التخفيضات  نسبة 50 بالمائة، والتي تدخل ضمن اتفاقية مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية، و أشار موقع المؤسسة، إلى تزامن ذلك مع احتفالات رأس السنة الجديدة، و تم تسطير برامج سياحية تتوافق مع كل فئات المجتمع، حيث تشمل هذه البرامج تنظيم رحلات إلى مناطق صحراوية تمتد من 3 إلى 10 أيام، حسب رغبة الزبون، كما تمت برمجة زيارات إلى الطاسيلي ناجر، الأهڤار بتمنراست، حدائق الساورة، تاغيت، بني عباس، واحات تيميمون، غرداية، وادي سوف وبسكرة.
أما البرامج الخاصة بالسياحة الجبلية، فتتضمن رحلات تنظم نهاية كل أسبوع إلى تيكجدة، الشريعة والقالة ، تمتد من يوم واحد إلى 3 أيام ، يتم خلالها تنظيم نشاطات ترفيهية واستكشافية خلال مسار الرحلة.
في ما يتعلق ببرامج السياحة الحموية، فقد تم تسطير برنامج خاص موجه إلى مختلف المنابع الحموية المتواجدة عبر التراب الوطني، على غرار حمام البركة وحمام الصالحين و بوحجر، حيث تتخلل البرنامج حصصا علاجية وكذا نشاطات رياضية خلال مدة الرحلة، مضيفة أن تنظيم هذه البرامج يندرج في إطار مساعي المؤسسة الرامية للترويج للوجهة السياحية الجزائرية. و تدعو مؤسسة الديوان الوطني للسياحة الراغبين في اكتشاف جمال المناطق السياحية الجزائرية، إلى  التقرب من وكالاتها عبر كل الولايات، أو التواصل معها عبر موقع المؤسسة أو صفحة الفايسبوك                
هدى / طابي

الرجوع إلى الأعلى