سلامي حلايلي.. مخترع حوّل السماد العضوي إلى أقراص
تمكن ابن ميلة الشاب  سلامي حلايلي، بالرغم من أنه لا يملك شهادات علمية و مستواه التعليمي لا يتجاوز السنة الخامسة ابتدائي، من الفوز بجائزة والي ميلة للإبداع في طبعتها الأولى لسنة 2016، و ذلك لأنه تمكن من اختراع آلة ضغط وقولبة السماد العضوي اللازم في النشاط الفلاحي.
و قد أكد سلامي للنصر ، بأن ملف مشروعه الذي يتضمن نموذجين من الآلة للتجريب، موجود منذ شهر أوت 2015 على مستوى المعهد الوطني للملكية الصناعية بالجزائر العاصمة، قصد الحصول على شهادة براءة الاختراع، مشيرا إلى أن المعنيين بالمعهد طلبوا منه بعض التفاصيل والإضافات التي مكنهم منها سريعا، وهو في انتظار إتمام الإجراءات الإدارية اللازمة للحصول على الشهادة المطلوبة التي تحمي ملكيته لهذا الاختراع.
محدثنا أضاف بأن وضع الآلة التي اخترعها في الخدمة سيسهل على الفلاحين وعشاق الاخضرار بالمشاتل والحدائق،  و كذا عشاق نباتات الزينة بالمنازل، استعمال السماد بأسهل الطرق و أنظفها، كونهم سيتلقونه على شكل أقراص مركزة ومعطرة منزوعة الشوائب، تريح مستنشقها وحاملها وناقلها في علب من عشرة أقراص، علما و أن ذات المعهد قدم له شهادة الأسبقية بالبحث في هذا المجال.
محدثنا قال بأنه متزوج وأب لثلاثة أطفال و هو من مواليد بلدية عميرة أراس بولاية ميلة عام 1967 ،و يمتهن حرفة متعبة جدا و ليس له أية تغطية اجتماعية، فهو دهان و  متخصص في زخرفة  الجبس، و بالتالي فإنه بعيد عن ميدان الفلاحة، لكنه و بعد تفكير طويل و اجتهاد توصل إلى اختراع آلة  تهدف إلى عصرنة استعمال السماد العضوي الطبيعي، المستمد من فضلات الحيوانات،  مع تسهيل نقله وحمله و تخليص الفلاحين من المتاعب التي يتلقونها حاليا في جمعه و حمله عبر نقالات ذات عجلة وحيدة أو مركبات أخرى، ثم تخزينه ، مشيرا إلى أن لديه مشاريع لاختراعات أخرى في مجال البناء بمواد طبيعية محلية تزخر بها بلادنا، و تقلل من التكاليف و الأضرار التي يمكن أن تلحق بالإنسان والبيئة.
و أضاف حلايلي بأنه  لم يشرع بعد  في إجراءات تسجيلها، مفضلا عدم الكشف عنها، لاعتبارات تتعلق بضرورة الالتزام بالسرية في هذا النوع من النشاط، إلى غاية الحصول على حق الملكية، مؤكدا بأن الأفكار تتدفق من رأسه، وهو لا يبحث سوى عن الظروف الملائمة لتجسيدها .
" بعد المدرسة حرمني من مواصلة تعليمي"
و تأسف المتحدث لأنه عانى من ظروف قاهرة بهذه البلدية الجبلية، منعته من التحصيل العلمي رغم رغبته في ذلك، فوالده كان دائم الغياب من البيت من أجل البحث عن لقمة العيش و والدته لم تعتبر طلب العلم ضروري في الحياة، فسمحت له تحت وطأة الفقر بالتوقف عن الدراسة خاصة و أن المدرسة كانت بعيدة جدا عن البيت، مشيرا إلى أن  مدير المدرسة ساعده بعد سنوات من الانقطاع عن الدراسة، من الحصول  على شهادة التعليم الابتدائي.
في ظل غياب مكتب دراسات مختص في الهندسة الميكانيكية بالجزائر، حسب سلامي، اضطر للاستعانة بأحد أساتذة التعليم الثانوي  المتقاعدين المختصين في هذا المجال و هو الأستاذ السعيد بو الشعير، من أجل تجسيد تصاميم مشروعه، بعد  قرابة سنتين من البحث و التدقيق. و أكد رغبته في إثبات بأن الابتكار والاختراع، منذ خلق الله آدم، لم يكن يوما حكرا على المتعلمين وأصحاب الشهادات، وإنما هو  تجسيد لحكمة  «الحاجة ام الاختراع «، مضيفا بأن المخترعين ليسوا من سكان الفضاء، وإنما هم أناس يحسون بحاجة البشر لأشياء، فيبادرون إلى صنعها. و أشار من جهة أخرى بأن الأستاذ عبد المؤمن بلبكوش و هو مدير مدرسة ابتدائية، ساعده في تعريب أسماء القطع المستعملة ومصطلحات البطاقة الفنية للمشروع وترجمتها للغتين العربية و الفرنسية، في الوقت الذي سخر منه الكثير من المتعلمين عندما أعرب عن نيته في انجاز المشروع، لكنه تسلح بالإرادة و حب الوطن الذي ضحى من أجل استقلاله مليون و نصف مليون شهيد، على حد تعبيره.   محدثنا يتمنى أن تخفف الجائزة عنه بعض مصاعب الحياة وضيق الحال و أن يكون اختراعه بادرة خير و فاتحة شهية لمشاريع أخرى في الطريق، لتثمين  كنوز الوطن الطبيعية وجعلها محل استغلال علمي و معيشي ،  للحد من الإضرار بالبيئة و التقليص من استيراد مختلف المواد و المنتجات.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى