الثلوج تخلق تفاعلا مميزا بين الفايسبوكيين و تكسر روتين القسنطينيين
صنعت موجة الثلوج التي تشهدها قسنطينة هذه الأيام، تفاعلا مميزا بين رواد الفضاء الأزرق، و  تحولت إلى مناسبة تبادل خلالها الفايسبوكيون صورا لأحيائهم التي كستها الحلة البيضاء، فيما صنع حي بوالصوف الحدث، لأنه حرم من هذه الكسوة  إلى غاية ليلة أمس، حيث أبرق الناشطون» على سبيل المزاح» رسائل تعزية لقاطنيه، معبرين عن حزنهم و أسفهم .
الثلوج التي زينت مدينة الجسور المعلقة و عدد من الولايات الشرقية، أضفت جوا رائعا  و خلقت تفاعلا مميزا بين القسنطينيين الذين ابتهجوا كثيرا بقدومها، و استغلوها كمناسبة تبادلوا خلالها أسمى عبارات الترحيب بهذه الحلة الجديدة، من خلال الفضاء الأزرق، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بتهاطلها و بشكل كثيف، حيث علق عدد منهم بأن الموجة الثلجية ساهمت بشكل كبير في تعديل مزاجهم و تحسين نفسيتهم.
نقل مباشر لتهاطل الثلوج و مجسمات لمناصرة الخضر
انتشرت صور السيلفي على الصفحات الشخصية لرواد الفايسبوك الذي اكتسى الرداء الأبيض، بعد أن طغت عليه مؤخرا صور الحزن و المجازر التي ترتكب في البلدان الشقيقة، و استبشروا بتساقطه، حيث غير معظمهم صور البروفايلات بأخرى ملتقطة وسط الثلوج بخلفية بيضاء ناصعة، نسجتها الثلوج المتساقطة فوق سطوح منازلهم وغطت ساحات أحيائهم، و أخرى برفقة رجل الثلج الموسوم بعبارات مناصرة للفريق الوطني، بعد أن استبشر عشاق الخضر بالفوز على الفريق التونسي الخميس المقبل بنتيجة 2 مقابل 0 ، و تمنوا فوزه بكأس أمم إفريقيا بالغابون، فيما سارع آخرون إلى نشر صور جسور قسنطينة المعلقة، مكسوة بحلة بيضاء تبعث على الأمل و التفاؤل.
في حين فضلت فئة واسعة  نشر  فيديوهات مباشرة على صفحاتهم الخاصة من مناطق تشتهر بجمال مناظرها الطبيعية و موقعها المرتفع كجبل الوحش و المريج، متحدين  قسوة الطبيعة و بردها القاسي هذه الأيام ، و تهاطلت التعليقات و راح البعض يتسابق لنشر أحسن صورة ، فيما وثق آخرون “رحلتهم” إلى العمل بالسيارة و سط تراكم كبير للثلوج بموسيقى للفنان الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني، معتبرين الأمر  مغامرة ممتعة.
حي بوالصوف يتأخر في ارتداء الرداء الأبيض
حي بوالصوف الوحيد بقسنطينة الذي لم يلبس الرداء الأبيض في الأيام الأخيرة، بالرغم من التساقط الكثيف للثلوج و ذلك بحكم موقعه المنخفض، حيث تحول إلى حدث على مواقع التواصل الاجتماعي، و راح البعض” على سبيل المزاح “ يواسون قاطنيه، كما وجهوا لهم و لأطفالهم دعوات استضافة للاستمتاع بمناظره  واللعب به، غير أن ليلة أمس رفعت الحزن و الغبن على هذا الحي، على حد تعبيرهم، ليلبسه هو الآخر كباقي أحياء مدينة الصخر العتيق الحلة البيضاء، وفور تراكم الثلوج بالحي، هرع سكانه إلى أخذ صور ونشرها على صفحاتهم بالفايسبوك، صاحباتها مئات التعليقات المهنئة لهم، حيث علق أحدهم “ و أخيرا اكتملت الفرحة” وأضاف آخر “ و أخير تساقط الثلج في بوالصوف و بهاته المناسبة السعيدة، نهنئ شعب بوالصوف ونتمنى لهم ألعابا ثلجية هنيئة”.   في خضم الصور الكثيرة المتبادلة بين نشطاء الفايسبوك، طالب بعضهم بالالتفات إلى الفقراء و المساكين في هذه الموجة الثلجية و مساعدتهم في توفير المواد الغذائية و الألبسة و الأفرشة، و التضامن مع قاطني البيوت الهشة.     
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى