مساعـدات  لعائلتــي طفليــن ضحايــا الألغـام ببئر العاتر في تبســة  
تنقل بداية الأسبوع رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام المجاهد محمد جوادي، رفقة عضو المكتب الوطني للجمعية المجاهد السعيد باشا وطبيبة نفسانية، إلى  قرية عقلة الشحم ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة ، لزيارة عائلة الطفل بلهادي ،  ضحية  لغم انفجر قبل شهور بذات القرية  أودى بحياته ، فيما أصيب قريبه بجروح خطيرة لا يزال يعاني من آثارها .
 رئيس الجمعية قال للنصر، التي كانت حاضرة بالقرية، بأن هذه الزيارة تأتي في إطار البرنامج المسطر للجمعية الوطنية لضحايا الألغام  ، والرفع من معنويات عائلاتهم ، و كذا الاطلاع على وضعيتهم الصحية والنفسية والاجتماعية ، وقد تخلل الزيارة توزيع بعض المساعدات المادية والعينية تتمثل في بعض الألبسة الشتوية والأغطية ، نظرا لبرودة الطقس ، وكذا مبلغ مالي رمزي. علما بأن عائلة الضحيتين معوزة و هي من البدو الرحل.
 و قد برمجت زيارة مماثلة مستقبلا إلى الغرب الجزائري في نفس الإطار ، لتفقد النواحي الصحية  والاجتماعية  والمادية  والنفسية لضحايا ألغام الاستعمار الفرنسي وعائلاتهم ، وأكد السيد جوادي أن الجمعية تعمل جاهدة على نقل انشغالات ضحايا الألغام وأسرهم إلى السلطات العليا في البلاد ، للتكفل بأوضاعهم  وتوفير الظروف المساعدة لهم ، لاسيما و أن وزارتي المجاهدين والتضامن والأسرة ، لا تدخران أي جهد لتقديم يد العون لهذه الشريحة ، باعتبارها من ضحايا الحرب النائمة ، المدفونة وغير المعلنة ، والجريمة المستمرة في حق الأبرياء من الرجال والأطفال ومربيي المواشي ، مضيفا بأن الجزائر لن تتخلى أبدا عن أبنائها خاصة في هذه الظروف.
  و أكد المتحدث بأن الجمعية تعمل في كل الاتجاهات للمطالبة بالاعتراف بهذه الجرائم ، التي لا تموت بالتقادم ، لما خلفته وتخلفه من مآس يعيشها المجتمع الجزائري ، فهناك أرامل ، ويتامى ، ومعاقون ، يشكلون أعباء على الدولة الجزائرية ، وشدد بأن ضحايا الألغام أمانة في أعناق الجميع ولاسيما الجمعية ، التي لن تتأخر لحظة لافتاك حقوقهم المشروعة.
 في ذات السياق كشف السيد محمد جوادي للنصر، أن ضحايا الألغام بلغ أكثر من 7آلاف  و 500 مصاب عبر الوطن ، من بينهم 4 آلاف و 500 ضحية أثناء الثورة التحريرية ، و3 آلاف ضحية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، عبر خطي موريس وشال الجهنميين ، و سجلت عبر ولايات تبسة ، والطارف ، وسوق أهراس بالشرق الجزائري ، والنعامة ، وبشار وتلمسان بالغرب الجزائري .
وأضاف بأن الطفل بلهادي كان آخر قتلى الألغام  الاستعمارية  مع إصابة آخر بعقلة الشحم ، وقد تكفلت مديرية المجاهدين لولاية تبسة بوضعية والده ، الذي استفاد من منحة ضحايا مخلفات الاستعمار من ألغام حرب التحرير الوطني.

كما توفي طفلان وأصيب 5 آخرين بجروح خطيرة ببلدية بوسعادة في شهر جويلية المنصرم  ، وبولاية سيدي بلعباس توفي شاب يبلغ من العمر 20 سنة لنفس السبب .               
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى