تنديد بقطع شجرة يزيد عمرها عن القرن بمركونة
ندد العديد من المواطنين بولاية باتنة بقطع شجرة صنوبر حلبي عمرها يزيد عن 150 سنة بمزرعة مركونة عند مفترق الطرق بين المحورين الوطنيين 31 و88، وقد طالب البعض بفتح تحقيق والمتابعة القضائية ضد الجهات التي تقف وراء قطعها، في وقت أكد فيه محافظ الغابات لولاية باتنة لـ"النصر"، بأن مصالحه منحت الترخيص لبلدية تازولت لقطع الشجرة بعد تحرير محضر معاينة يتضمن خطر سقوط الشجرة على الطريق ما يعرض حياة مواطنين للخطر.
الشجرة التي تم قطعها لطالما كانت تضفي على المكان لمسة جمالية وتشكل لوحة طبيعية خلابة، فالشجرة وحسب العديد من المواطنين الذين عبَروا لـ"النصر" عن استيائهم لقطعها، تقترن صورتها بإحدى أجمل الأماكن بالأوراس، وهي منطقة مركونة التي كانت مزرعة لمعمر أثناء الاستعمار الفرنسي وقبلها كانت قاعدة رومانية لاتزال تحتفظ ليومنا هذا بالآثار والشواهد على غرار قوس القائد الروماني تراجان (أرك دوتراجان) الذي يعد معلم شاهد بالمكان على تعاقب الحضارات بمنطقة لمباز عاصمة نوميديا القديمة.
ومما أثار استياء المواطنين على خلفية قطع شجرة الصنوبر الحلبي المميزة بمنطقة مركونة، هو أن تلك الشجرة الشامخة العلو الصلبة كانت ما زالت متماسكة بالمكان، الأمر الذي حيرهم ولم يقتنع المواطنون بمبرر أنها مهددة بالسقوط بسبب ميولها، خاصة وأنها كانت على تلك الوضعية منذ أمد بعيد، وقد عبَر البعض بالقول إنه يعرف المكان مقترنا بتلك الشجرة المائلة والشامخة منذ سنوات.
وأشار البعض إلى تواجد عش طائر اللقلق في أعلى الشجرة، وهو الطائر الذي يأتي في الفصل الحالي من هجرته لوضع بيضه قصد التكاثر وهو ما جعل المواطنين يتساءلون عن معايير قطع تلك الشجرة، وقد شجب الكثير بشدة عدم تدخل جمعيات حماية البيئة والحفاظ على الشجرة، خاصة وأن البعض قد ذهب إلى التأكيد على إمكانية اعتماد حلول تقنية لشد الشجرة دون قطعها.من جهته محافظ الغابات لولاية باتنة اعتبر في تصريح لـ»النصر»، بأن أمن مستخدمي الطريق يعد أولوية، الأمر الذي جعل مصالحه تقوم بالترخيص لقطع الشجرة من طرف مصالح بلدية تازولت بعد تحرير محضر معاينة، وقال ذات المسؤول بأن الرياح القوية يمكن أن تتسبب في وقوع الشجرة.                    
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى