نطق بالقرآن في سن الثالثة وحفظه كاملا في السادسة
تحوّل الطفل عبد الرحمان فارح الذي نطق بالقرآن الكريم وعمره لا يتجاوز سن الثالثة وحفظه كاملا في سنه السادسة، إلى ظاهرة حيّرت العلماء وكل من عرفه والتقى به، حيث علق أحد المقرئين الكبار عندما التقى به بعبارة واحدة هي    «الذي أنطق عيسى عليه السلام ، هو من أنطق عبد الرحمان».
كان للنصر لقاء مع هذا البرعم الذي يبلغ الآن 11 سنة، و المقيم في بن حمداني ببلدية وادي العلايق بالبليدة، و أول ما أثار انتباهنا طلاقة لسانه  و فصاحته ، حتى يخيل لك وكأنك تجالس عالما كبيرا أو فقيها، وليس برعما صغيرا.
 تلقى الطفل عبد الرحمان فارح مؤخرا دعوة لإحدى الحفلات بمناسبة يوم الشهيد بمدينة بوفاريك لتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم في افتتاح الحفل، لكنه  وعلى غير عادة المقرئين، قدم موعظة دينية كانت تشبه موعظة الخطباء الكبار، قبل أن يشرع في تلاوة القرآن الكريم بصوته الجميل وفق الأحكام، فأدهشت تلاوته جميع من حضر في القاعة.
أثناء لقائي به ، أخبرته  بأنني صحفي أريد إجراء حوار معه، فكان رده بلغة فصيحة دون أي خجل، بأنه يتشرف بلقائي، واستفسر مني إذا  كنت سأطرح عليه أسئلة أم يتحدث مباشرة، فأعلمته بأن  حواري معه يكون حول قصته مع القرآن الكريم، ليشرع مباشرة في الحديث بطلاقة لسان مذهلة، و قبل أن يشرع في سرد قصته مع القرآن، استهل حديثه بمقدمة تشبه مقدمات الخطباء والعلماء في الخطب والمحاضرات.
وفي حديثه عن قصته مع القرآن الكريم، قال البرعم عبد الرحمان فارح، بأن هذه القصة بدأت وسنه عامين و 08 أشهر، حيث نطق بالقرآن الكريم، وأول سورة نطقها هي الكهف، فمريم، طه، جزء عم، جزء تبارك، أجزاء من سورة البقرة وغيرها، و أضاف بأن نطقه بالقرآن جعله يتحول إلى ظاهرة في عائلته ومجتمعه.
و تابع عبد الرحمان بأنه حفظ القرآن الكريم كاملا بالأحكام، في سن السادسة، فتم تكريمه من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، و أكد بأن هذا التكريم كان حافزا له لمواصلة هذا المسار، كما شارك في المسابقة العالمية لأصغر حافظ للقرآن الكريم في العالم، وعمره 09 سنوات، كممثل للجزائر وإفريقيا، وتحصل على المرتبة الأولى في هذه المسابقة، ليتوج بجائزة أصغر حافظ للقرآن الكريم.
وفي السياق ذاته توج بالجائزة الوطنية لأصغر مجود للقرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره في مسابقة نظمت بدار الإمام بالجزائر العاصمة، و أكد البرعم عبد الرحمان، بأن نطقه بالقرآن الكريم يعتبره موهبة من الله، دون أن يغفل عناية الوالدين الكريمين به بعد ذلك، حيث وفرا له كل الرعاية والدعم لمواصلة هذا المشوار.
أمنيتي أن أكون طبيبا وعالما شرعيا
ذكر البرعم بأن أمنيته أن يصبح طبيبا وعالما شرعيا في نفس الوقت، عندما يكبر، خاصة و أنه متفوق في دراسته،  سواء في المواد العلمية أو الأدبية، و أكد بأن القرآن الكريم منحه ميزة أساسية وهي أنه سهل له طريق العلم، مضيفا بأنه بفضل القرآن ارتقى و وصل إلى هذه المراتب، وكل العلوم أصبحت سهلة بالنسبة إليه.
و وجه رسالة إلى باقي الأطفال دعاهم من خلالها إلى حفظ القرآن الكريم و المثابرة في تحصيل العلوم، مضيفا بأن القرآن هو الباب الأول للرقي والنجاح في هذه الحياة، وهو كنز من كنوز الجنة.
وفي السياق ذاته ذكر عبد الرحمان بأن اهتمامه لا يقتصر على المجال الدراسي ومطالعة الكتب المدرسية فقط، بل يطالع مجمل الكتب الفكرية والعلمية، و بالمقابل فإن يومياته لا تختلف عن يوميات باقي الأطفال، حيث يخصص جزءا من وقته للعب، وجزءا آخر لممارسة الرياضة، مشيرا إلى أنه يمارس رياضة السباحة بمسبح بوفاريك ثلاث مرات في الأسبوع.
محمد فارح والد عبد الرحمان
رئيس الجمهورية طلب مقابلة ابني بعد أول ظهور إعلامي له
ذكر محمد فارح، والد عبد الرحمان، بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، طلب إحضار عبد الرحمان إلى قصر المرادية، مباشرة بعد أول ظهور إعلامي له عبر التلفزيون الجزائري، و أوضح المتحدث بأن عبد الرحمان استضيف في حصة «صباحيات» لأول مرة بعد حفظه للقرآن الكريم كاملا، و بعد بث الحصة استدعي إلى قصر الرئاسة بطلب من رئيس الجمهورية الذي كرمه، و طالب والده بالعناية به و رعايته.
و قال محمد فارح بأن عبد الرحمان هبة من الله، فلديه  06 أبناء آخرين كانوا أطفالا عاديين، بينما عبد الرحمان نطق بالقرآن الكريم وعمره لا يتجاوز 03 سنوات، وذكر في هذا السياق، بـأن نجل المقرئ الشيخ محمد الصديق المنشاوي كان يحل كل سنة ضيفا على الجزائر، و التقى في إحدى المرات بعبد الرحمان، و و أصيب بالدهشة، خاصة أثناء تلاوته للقرآن الكريم، و أخبره بأنه تجول في كل بقاع العالم،  ولم يجد مثل هذه الظاهرة النادرة، قائلا بأن «الذي أنطق عيسى عليه السلام هو من أنطق عبد الرحمان».
 و أضاف المتحدث بأن عبد الرحمان يلقى كل الاحترام والتقدير في مدرسته من طرف زملائه وباقي المعلمين، لكنه يحتاج، حسبه، لرعاية أكثر واهتمام أكبر بالقدرات المعرفية والعلمية التي يتمتع بها.
نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى